ولا تنازعوا فتفشلوا

نحن نردد مصطلح الوحدة الإسلامية كثيراً، وجميعنا يتحدث عن الوحدة الإسلامية؛ جميعنا يتحدث عن الأخوة الإسلامية؛ وعملياً نحن مجموعة من نخب العالم الإسلامي، نشعر بإحساس الأخوة الآن في هذا الاجتماع، روح الأخوة تخفق بأمواجها فيما بيننا، جميعنا ننظر للآخر بكونه واحداً منا ولا نعترف بأي مسافة تفصلنا عن بعضنا البعض، هذه هي الحقيقة؛ ولكننا لا نمثل الواقع في العالم الإسلامي ضمن المجال السياسي، وضمن المجال الدولي، وبين شرائح المجتمع المختلفة. يعمل الأعداء على نثر بذور الاختلاف بين أبناء الأمة الإسلامية، السياسيون المشوبون، التعصب الخاطىء، عدم رؤية آفاق العالم الإسلامي الواسعة والتقيد ضمن أطر محدودة وضيقة، كل ذلك يوفر البيئة المناسبة لنمو هذا التعصب…. نحن لا نقصد بالوحدة الإسلامية جعل العقائد والمذاهب الإسلامية عقيدة ومذهباً واحداً. إن ساحة تصادم المذاهب والعقائد الإسلامية والعقائد الكلامية والفقهية- كل فرقة لها عقائدها التي حافظت وستحافظ عليها- ساحة علمية؛ ساحة بحث فقهي وساحة بحث كلامي. إن اختلاف العقائد الفقهية والكلامية بإمكانه أن لا يؤثر على ساحة الحياة الواقعية وساحة العمل السياسي على الإطلاق. ما نبغيه من وحدة العالم الإسلامي هو عدم التنازع: “ولا تنازعوا فتفشلوا” عندما لا يكون هناك تنازع، لن يكون هناك اختلاف.
زر الذهاب إلى الأعلى