مشكلة العالم معنا تتمثل في دعوتنا الدينية

أنتم اليوم ركن أساسي في النظام، مجلس الشورى الإسلامي ركن أساسي، إذ أن هذا النظام قد نشأ وسط عالم مادي مضطرب وهو ينادي بالمعنوية؛ يستنكر المسار المادي الذي يسلكه العالم المادي. من الطبيعي أن يواجه العداوات. أن يطرح البعض الإشكالات بشكل مباشر وغير مباشر أن اجتنبوا دفع العالم لأن يقف في مواجهتكم، برأيي إن هذا كلام لا ينمّ عن تفكير وتدبّر. أنتم عندما تدّعون تمثيل دولة معنوية ودينية، عندما تقولون السيادة الشعبية الدينية أو السيادة الشعبية الإسلامية، هنا يبدأ العداء. مشكلة العالم تكمن في بروز الدعوة الدينيّة. أقصد بالعالم، هذه الأجهزة التي تتحكم بالعالم؛ قوام هؤلاء وهويّتهم الإغارة على الإنسان، توجيه الضربات للإنسانية، للقيم الإنسانية، من أجل تحصيل اللذائذ المادية. سمعتم بفراعنة التاريخ، رأيتموهم. حسنا، يقف فراعنة التاريخ في وجه القيم الإنسانية؛ العالم بأيدي هؤلاء. عندما تؤسسون في مواجهة هؤلاء، دولةً تميل للمعنوية وتدافع عن القيم الإنسانية، تدافع عن القيم الإلهية إذ أن روح وقالب ومضمون القيم الإنسانية هو هذا الأمر، من الطبيعي أن يكون هناك اعتراضات عليها. في مواجهة هذه الإعتراضات، يجب الإستناد إلى قوة معيّنة. هذه القوة ليست قوة السلاح المادّي والقنبلة النووية وما شابه ذلك؛ هذه القوة، هي القوة المعنوية؛ الإتّكال على الله؛ هذا هو جوهر القضية.
الإمام الخامنئي
زر الذهاب إلى الأعلى