حافظوا على التزامكم بالشريعة الإسلامية التقدمية

المطلب الأساس لشعوبكم هو العودة إلى الإسلام، وهو لا يعني طبعاً العودة إلى الماضي. لو أن الثورات حافظت بإذن الله على طابعها الحقيقي واستمرت ولم تتعرض للتآمر أو التغيير، فإن قضيتكم الأساس سوف تتمثل في كيفية إقامة النظام وتدوين الدستور وإدارة شؤون البلاد والثورات. وهذه هي نفسها قضية إعادة بناء الحضارة الإسلامية في العصر الحديث. خلال هذا الجهاد الكبير، مهمتكم الأصلية ستكون تعويض ما عاناه بلدكم في حقب التخلف، والاستبداد، والابتعاد عن الدين، والفقر، والتبعية، في أقصر مدّة بإذن الله، وستكون كيفية بناء مجتمعكم بنظرة إسلامية وبأسلوب السلطة الشعبية مع مراعاة العقلانية والعلم، والتغلب على  التهديدات الخارجية واحدة بعد أخرى، وكيف تؤسسون لـ«الحرية والحقوق الاجتماعية» بدون الليبرالية، وللـ«المساواة» بدون «الماركسية»، وللـ«النَّظم والانضباط» بدون «الفاشية الغربية» أهم واجباتكم في المرحلة المقبلة. حافظوا على التزامكم بالشريعة الإسلامية التقدمية دون أن تقعوا في الجمود والتحجّر، واعرفوا كيف تكونون مستقلين دون أن تنزووا، وكيف تتطورون دون أن تكونوا تابعين، وكيف تمارسون الإدارة العلمية دون أن تكونوا علمانيين ومحافظين. تجب إعادة قراءة التعاريف وإصلاحها. الغرب يقترح عليكم نموذجين: «الإسلام التكفيري» و«الإسلام العلماني»، وسوف يواصل التلويح بذلك كي لا يقوى ساعد التيار الإسلام الأصولي العقلاني المعتدل بين ثورات المنطقة. أعيدوا تعريف هذه الاصطلاحات مرة أخرى وبدقّة. إذا كانت «الديمقراطية» بمعنى الشعبية والانتخابات الحرة في إطار أسس الثورات فلتكونوا جميعاً ديمقراطيين. وإذا كانت بمعنى السقوط في شراك الليبرالية الديمقراطية التقليدية المتخلفة فلا يكن أحد منكم ديمقراطياً.
الإمام الخامنئي
زر الذهاب إلى الأعلى