تأثيرات الحجّ الدوليّة في العالم

إنّ الحج فريضة واسعة الأبعاد بحيث لو أدّيناها طبقاً لمقاييس الشارع المقدس في كل زمان ومكان وبما يتناسب مع ظروف العصر، سيكون لها آثار دولية فضلاً عن الآثار الفردية والقومية. فأي فريضة وأي واجبٍ لدينا يمتلك هذه الخصوصيات؟ إنّ هذا المنسك وهذه الفريضة تضفي نوعاً من الصفاء على قلوب وأرواح وبواطن الحجيج، وتبعث فيها الضياء، وتجعلها قريبة من الله تعالى، وتوقفها على إدراك عمق الاستغفار والتضرع والمناجاة الإلهية، كما تؤثّر على قضايا الأمم والشعوب حيث إنّ المرء عندما يسافر حاملاً في وجدانه هدفاً من الأهداف ثم يعود من هذا السفر فإن آفاقه المعرفية تتسع تلقائياً ويرتفع مستوى شخصيته المعنوية وأخلاقه الوطنية.وهناك علاوة على ذلك أبعاد عالمية حيث إنه كما توجد قواسم مشتركة بين الشعوب توجد أيضاً بعض الفوارق التي تفرّق بينها بل ولربما سببت الشقاق بينها، ولكن الحج يساعد على تذويب هذه والفوارق تقوية القواسم المشتركة بين مختلف الشعوب؛ ولهذا فلا يوجد لدينا فريضة بمثل هذه الأبعاد الواسعة والعظيمة.ولهذا فقد أمرنا الشارع الحكيم بأداء هذه المناسك جميعاً وفي وقت واحد {في أيام معدودات}، {في أيام معلومات} وفي نفس الميقات، وكأنه أراد أن يكون لهذه الآثار أبعاد عالمية.
الإمام الخامنئي
زر الذهاب إلى الأعلى