الفن الراقي في مواجهة الفن الشيطاني

وإنّ سعي الشّياطين اليوم هو أن يؤثّروا على خلوة النّاس والمخاطبين وشعبنا وكلّ الشّعوب، سواء كان شعبنا أم غيره، ويحقنونها بالقيم ويجعلون الناس في قبضة قيمهم وأفكارهم. فلو استطعتم أن تحقّقوا هذا الفنّ، وهذا الإقبال والتوفيق لأنفسكم بحيث يمكنكم الحضور في خلوة سامعيكم، وتثروها وتملؤوها بالمعنويّات، وبالوسائل التي تغني النّاس بالنشاطٍ والأملٍ والتحرّكٍ والتقدّم، فإنّكم بذلك تكونون قد نجحتم نجاحًا كبيرًا. وهذا هو الأمر الذي حقّقه شعراؤنا الكبار على مدى مئات السّنين. فأنتم ترون سعدي أو مولوي أو حافظ أو الفردوسي أو الخاقاني يسجّلون حضورًا في حياتنا المعنويّة وأذهاننا وأفكارنا، وقد تمكّنوا لمئات السّنين من التّأثير على أفكار مجتمعاتنا، وهم الذين حفظوا الهويّة الحقيقيّة لثقافتنا الوطنيّة وحملوها من جيلٍ إلى جيل ويدًا بيد.
الإمام الخامنئي
زر الذهاب إلى الأعلى