الفن، وسيلة محاربة الأعداء

تعمل السياسة على استغلال الفن في أمور غير لائقة. وإذا قلنا أنها لا تقوم بذلك، فهذا يدل على عدم إطلاعنا ومعرفتنا. إنها تقوم بهذا العمل اليوم، كما كانت تقوم به في الماضي. منذ عدة أيام قاموا بإحضار إحدى وثائق وزارة الخارجية الأمريكية تم نشره فيما يتعلق بإنقلاب 28 مرداد (18 آب) وتمت ترجمتها وإحضارها إلي، طبعاً عند حدوث هذه الحادثة لم أكن أبلغ الكثير من العمر -كان عمري حينها أربعة عشر أو خمسة عشر عاماً- مازلت أذكر بعض الأشياء؛ ولكني سمعت الكثير على لسان البعض وكذلك قرأت الكثير حول هذه الحادثة؛ ولكن لم يذكر أحدٌ هذه الحقائق بهذه الدقة والتفاصيل. أولئك المسؤولون عن هذه الحادثة قاموا بكتابة هذه الوثائق وإرسالها إلى وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات CIA. هذه الوثائق تخص الأمريكيين أنفسهم. طبعاً كانت العمليات عمليات مشتركة فيما بين الأمريكيين والبريطانيين الأمر الذي تمت الإشارة إليه بشكل كاف في هذا التقرير. ولكن الجزء الذي أود الإشارة له هو التالي: “كيم روزفلت” يقول عندما قدمنا إلى طهران، كان بحوزتنا حقيبة مليئة بالمقالات المكتوبة مسبقاً وكان من المقرر ترجمتها ونشرها في الصحف، وكذلك أحضرنا معنا الكاريكاتورات! فكِّروا بهذا الأمر، وكالة السي آي أي CIA الأمريكية من أجل اسقاط حكومة لم تكن تتوافق معهم ولم تقم بتأمين مصالحهم؛ تلك الحكومة التي كانت قائمة على أصوات الشعب – على عكس جميع حكومات العهد البهلوي- تلك كانت حكومة قانونية وصلت للحكم من خلال أصوات الناس- بحجة أنه من الممكن أن تحتمي تحت العباءة السوفيتية، قاموا بتفعيل جميع الأدوات ضدها ومن ضمنها الفن. لابد أنه في تلك الفترة لم يكن متوفر لهم فنان كاريكاتوري يساعدهم في إنجاز عملهم ويحوز على ثقتهم، لذلك عمدوا إلى إحضار الكاريكاتورات الجاهزة معهم ! جاء في الوثيقة أنه قمنا بالطلب من القسم الفني في وكالة ال CIA  بإعداد هذه الكاريكاتورات!… أنتم ماذا تريدون أن تفعلوا؟  هل تودون أن تقفوا مكتوفي الأيدي ولا تستخدموا هذه الأداة (الفن) في مواجهة هذه المطامع التي يودون الوصول إليها من خلال الفن، هل هذا عمل عقلاني؟ لا؛ إنه عمل ليس عقلاني.
الإمام الخامنئي
زر الذهاب إلى الأعلى