الخداع والنفاق نهجان لا يفارقان الأنظمة الإستكبارية

إحدى خصائص الاستكبار والتي هي من الشواخص المميزة له الخداع والسلوك المنافق، انتبهوا إلى هذا. تلك الجرائم التي ذُكرت يسعون في إعلامهم إلى تبريرها وإلى إلباسها لباس الخدمة! هذا النظام الاستكباري الذي يريد السيطرة على الشعوب، يستخدم هذا الأسلوب بشكل عادي ورائج في جميع أبعاد حياته، أسلوب تبرير الجريمة وإلباسها لباس الخدمة. في ذلك الهجوم على اليابان والقنبلتين اللتين دمّرتا “هيروشيما” و “ناكازاكي” يعتذر الأمريكيون ويقولون صحيح اننا ألقينا القنبلتين على هاتين المدينتين وقٌتل عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف على الفور ولكن هذا العمل هو ثمن إنهاء الحرب العالمية الثانية ولو لم نقم نحن الأمريكيون بإلقاء القنبلتين لكانت الحرب قد استمرت، فلئن قتل مئتا ألف إنسان، فهذا أفضل من قتل مليونين [في حال استمرار الحرب]، وعليه فإننا قد قمنا بخدمة وألقينا القنابل النووية! أنظروا إلى هذا الكلام الذين يقوله الأمريكيون في إعلامهم الرسمي. والآن بعد مضي حوالي 65 سنة لا زالوا يكررون هذا الكلام دائماً وهذا من الكلام المخادع والمنافق ومن الأكاذيب العجيبة والغريبة والتي لا تصدر إلا عن الأجهزة الاستكبارية. لقد ألقيت هذه القنابل وانفجرت في هاتين المدينتين. في صيف العام 1945م وقعت هذه الجريمة، والحال أنه قبل أربعة أشهر- في اوائل ربيع 1945- كان هتلر وهو الركن الأصلي للحرب قد انتحر وتم اعتقال موسوليني- رئيس جمهورية إيطاليا- وهو الركن الثاني للحرب قبلها بيومين وكانت الحرب قد انتهت عملياً، حيث أن اليابان، الركن الثالث للحرب قد أعلنت قبل شهرين عن استعدادها للاستسلام. لم يكن هناك حرب ولكن تمّ تفجير هاتين القنبلتين لماذا؟ لأن السلاح النووي كان قد صنع وكان يجب أن يُجرب في مكان ما، صنعوا أسلحة وعليهم اختبارها. أين يجرّبوها؟ الفرصة الأفضل هي التذرّع بالحرب وإلقاء هاتين القنبلتين على رؤوس الناس الأبرياء في هيروشيما وناكزاكي ليعرف الأمريكيون هل يعمل هذا السلاح النووي بشكل صحيح أو لا! إنه الوجه المخادع. 2013/11/20

الإمام الخامنئي

زر الذهاب إلى الأعلى