كتب السياسة والتاريخ

كتاب إسلامية الصراع حول القدس وفلسطين

ملخص الكتاب

في مدخل تمهيدي لموضوع كتابه يشير المؤلف إلى الدور المحوري الذي مثله الإسلام في صناعة الإنسان السوي خليفة الله على الأرض الأمر الذي أسفر عن إقامة المجتمع الإنساني العادل والمتوازن على أسس من الإسلام وقيمه معجزة إسلامية خالدة ودائمة.

ويرى الكاتب أن الجهاد والفداء والاستشهاد هو سبيلهم لهذا الفتح الذي حرروا به الشرق بل الأرض وحرروا الضمير عندما ترك الناس أحرارا وما يدينون وهنا جاء الجهاد الخلقي الذي تألق به عدل الإسلام حتى دخل الناس في دين الله أفواجا فتحول الشرق الذي ظل قلب العالم النصراني لعدة قرون إلى قلب العالم الإسلامي.

ويستطرد الكاتب مشيرا إلى سعي الصليبية الغربية لإعادة اختطاف الشرق من التحرير الإسلامي وفي ذلك جيشت الجيوش في الحملات الصليبية التي شاركت فيها كل البلاد الأوروبية فجعلتها حربا عالمية على الإسلام والمسلمين وأقامت الكيانات الاستيطانية اللاتينية في قلب الشرق الإسلامي مدة قرنين من الزمان «489 ـ 690 هـ 1096 ـ 1291 م»

ونهضت البابوية الصليبية فغلفت المطامع الاستعمارية المادية والدينية بغلاف الصليبية وخطب البابا الذهبي أوربان الثاني «1088 ـ1099م» في فرسان الإقطاع الأوروبيين سنة 1095 م في كليرمونت بجنوبي فرنسا فقال «يا من كنتم لصوصا كونوا اليوم جنودا .. لقد آن الزمان الذي فيه تحولون ضد الإسلام تلك الأسلحة التي أنتم تستخدمونها بعضكم ضد بعض، فالحرب المقدسة المعتمدة الآن هي في حق الله عينه وليست لاكتساب مدينة واحدة بل هي أقاليم آسيا بجملتها مع غناها وخزائنها العديمة الإحصاء».

وبالفعل اقتحمت الجيوش الصليبية مدينة القدس سنة 1069 وقد أبادت كل ما بها من مسلمين حتى أنهم حولوا مسجد عمر بن الخطاب إلى بحيرة من دماء المسلمين.وقد وصفها المؤرخ النصراني مكسيموس مونروند فقال إن الصليبيين خيالة ومشاة قد دخلوا الجامع ـ عمر بن الخطاب ـ وأبادوا بحد السيف كل الموجودين هناك وقد احتمى عدد كبير من المسلمين به خوفا من بطش الصليبيين» حتى استوعب الجامع من الدم بحرا متموجا علا إلى حد الركب بل إلى لجم الخيل». ولم ينس الصليبيون كنوز المساجد في مسجد عمر حيث ظل قائدهم ينهب كنوزه يومين كاملين.

ويكمل الكاتب قائلا إن هذه الغزوة الصليبية الأولى استنفرت روح الجهاد الإسلامي لتحرير القدس وفلسطين فقامت دول الفروسية الإسلامية ـ الدولة الزنكية والمملوكية والأيوبية لتعيد بالجهاد الإسلامي تحرير الشرق ثانية من الاستعمار الصليبي الاستيطاني، وبالفعل حررت الفروسية الإسلامية القدس وفلسطين من الغزاة ولكنها بسماحة الإسلام أبقت المدينة المقدسة مفتوحة لكل أصحاب المقدسات.

وقد أعلن ذلك صلاح الدين الأيوبي في رسالته إلى الملك الصليبي ريتشارد قلب الأسد «1157 ـ 1199م» فقال القدس إرثنا كما هي إرثكم .. من القدس عرج نبينا إلى السماء وفي القدس تجتمع الملائكة.

لا نفكر بأنه يمكن لنا أن نتخلى عنها كأمة مسلمة أما بالنسبة إلى الأرض فإن احتلالكم فيها كان شيئا عرضيا وحدث لأن المسلمين الذين عاشوا في البلاد حينها كانوا ضعفاء ولن يمكنكم الله أن تشيدوا حجرا واحدا في هذه الأرض طالما استمر الجهاد».

وضمن استعراضه لمسيرة الصراع على القدس وفلسطين يشير المؤلف إلى أنه في العصر الحديث بدأت الغزوة الصليبية الإمبريالية دورة أخرى ضد الشرق الإسلامي منذ ما يزيد على خمسة قرون فبعد أن نجحت الصليبية في اقتلاع الإسلام وحضارته من الأندلس بدأت في أغسطس من نفس العام الغزوة الصليبية الإمبريالية الثانية وذلك بالالتفاف حول العالم الإسلامي تمهيدا لضرب قلبه والاستيلاء مجددا على القدس وفلسطين وإعادة الاستعمار الغربي إلى الشرق من جديد.

وبدأت هذه الغزوة الصليبية الجديدة سنة 1492 أي في ذكرى مرور قرنين على اقتلاع آخر حصون الغزوة الصليبية الأولى في الشرق الإسلامي حصن عكا سنة 1291.

ويوضح المؤلف أنه لأن القدس وفلسطين كانت دائما هي رمز هذا الصراع التاريخي فإن كولومبس أشار إلى أن أحد أهدافه من رحلاته إلى أميركا وجمع الذهب بكميات كبيرة هو القدس وفلسطين وفي ذلك كتب إلى القيادة الصليبية الممثلة يومئذ في الملكين فرديناند وإيزابيلا الرسالة الوثيقة التي تؤكد على ضرورة توجيه الحملة الصليبية لانتزاع القدس وفلسطين من أيدي المسلمين.

  • المؤلف: محمد عمارة

تحميل الكتاب PDF

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى