كتب السياسة والتاريخ

كتاب مضيق هرمز والصراع الإيراني الأمريكي

نبذة عن الكتاب

يناقش الكتاب أهمية مضيق هرمز في الاقتصاد الدولي وأثره على المصالح الإيرانية والأميركية. ويُعنى الفصل الأول منن الكتاب بالجغرافيا السياسية لمضيق هرمز، ليشمل الأهمية التاريخية للموقع- على الرغم من المتغيرات السياسية والعمليات العسكرية التي حدثت في المنطقة-والدور على مر العصور حتى وقتنا الحاضر، مركزاً بشكل أساسي على مرحلتين: المرحلة الأولى أثناء الاحتلال البريطاني للمنطقة حتى عام 1971، والمرحلة الثانية تبدأ مع الانسحاب البريطاني، وسيطرة إيران على جزر هرمز الثلاث (أبو موسى، طنب الكبرى، وطنب الصغرى). سيعتمد كذلك وصفاً دقيقاً للموقع الجغرافي للمضيق من حيث الطول والعرض والجزر المنتشرة فيه، ثم ستكون كلمة عن وضعه القانوني حسب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، والنظام الذي يحكم حركة الملاحة خلاله عارضاً لآراء دول الخليج كافة حوله من الناحية القانونية. سنتناول أيضاً الحركة الاقتصادية في المضيق من خلال استعراض الكميات النفطية المتدفقة عبره إلى الدول الغربية والدول الصناعية الكبرى، والمصالح الاقتصادية لهذه الدول في منطقة الخليج بالإضافة إلى المصالح الإيرانية ومصالح دول الخليج العربية التي تمر عبره لتأخذ شكل صادرات نفطية، وشكل وارداتٍ أساسيةٍ تؤمن الإحتياجات الضرورية لهذه الدول. ستتمّ معالجة مسألة إغلاق المضيق والخيارات البديلة بالنسبة إلى دول الخليج العربي وإيران، وهل أنّ هذه الخيارات، سواء عبر تمديد أنابيب نفط تمر في البحر الأحمر، أو في خليج عُمان، يمكن أن تؤمن بدائل عن إغلاق المضيق. بناءً لما تقدم قُسّم الفصل إلى أربعة مباحث: المبحث الأول: الجغرافيا السياسية لمضيق هرمز. والمبحث الثاني: الوضع القانوني لمضيق هرمز. والمبحث الثالث: المصالح الدولية في مضيق هرمز. والمبحث الرابع: إغلاق المضيق والخيارات البديلة. ويناقش الفصل الثاني من الكتاب أهمية مضيق هرمز في السياسات الدولية وأثره على الأمن الإيراني والأميركي.

ملخص الكتاب

ما سر هذا المضيق الذي شخصت عيون العالم إليه منذ القدم ؟ هو معبر للتواصل والسلام ، وجسر تسير فوقه التوترات والحروب . فيه تتصل وتتفرق المصالح الدولية . يغذي العالم بالدفء والطاقة ، وتعتمد عليه أسواق البورصة والمال ، إذا أقفل تنهار دول ، ويهتز الاقتصاد الدولي ، الأمن فيه هاجس للمشاريع المتعددة ولم بعد مسألة تخص دوله بل أصبح شأناً دولياً منذ القدم برزت أهمية مضيق هرمز كمعبر لا بد منه في حركة التواصل بين الشرق والغرب ، وبقي كذلك حتى اكتشاف رأس الرجاء الصالح في أواخر القرن الخامس عشر . أهملته السياسة الدولية ولكنها لم تستغن عنه ، ولم يكن بإمكانها ذلك ، فهو أداة ربط لابد منها بين العالم القديم والعالم الجديد . واكتشفت القوى الدولية خبرات المضيق ومنطقته ، وبدأ التنافس الاستعماري عليها يشتد ويقوى بين مختلف القوى الأوروبية خصوصاً بعد القرون الوسطى حيث راحت تلك القوى تستخدمه في حركة التواصل التجاري والاقتصادي مع الهند درة التاج البريطاني ، والتي منها تأتي الخيرات إلى أوروبا . لقد ازدهرت منطقة الخليج اقتصادياً بفعل الموقع الجغرافي للمضيق وأصبحت جزيرة هرمز من أكثر مناطق العالم ازدهاراً ورفاهية وكتب الشعر فيها وعنها . واحتدمت المعارك بين مختلف القوى الأوروبية المتمثلة بالبرتغال ، أسبانيا هولندا ، فرنسا ، وانكلترة من أجل السيطرة على حركة التجارة في منطقة الخليج العربي ، وزاد من حماوتها الاشتراك فيها من قبل العثمانيين والفرس والقبائل العربية التي كانت تقطن ضفتي الخليج ، فشهد القرن السادس عشر ومعظم القرن السابع عشر معارك شرسة بين مختلف تلك القوى رافقها العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع القوى المحلية في منطقة الخليج تعكس رغبة تلك القوى في الهيمنة والاستئثار ، وانتهت تلك النزاعات بسيطرة بريطانيا المطلقة على منطقة الخليج وإخضاع المضيق لسيطرتها . مع اكتشاف النفط في منطقة الخليج والحاجة اليه بفعل التطور الصناعي ومع بروز قوى دولية جديدة مع بداية القرن العشرين ، اشتد التنافس الدولي على منطقة الخليج العربي وفي القلب منها مضيق هرمز الممر الوحيد الخروج النفط باتجاه العالم . أعاد اكتشاف النفط مضيق هرمز إلى قلب الصراع الدولي ، بعد أن كان معبراً ضرورياً لحاجات أوروبا من المواد الأولية في العصور القديمة والوسطى مثل التوابل الآتية من الهند والتي تغذي بقاءها واستمراريتها كقوى فاعلة ، كما أصبح حاجة ماسة لعبور موادها الأولية من نفط وغازالضروريين لصناعتها ۔ ابقيت بريطانيا القوة الرئيسة الفاعلة والمؤثرة في منطقة الخليج حتى عام 1971 تاريخ انسحابها من المنطقة وتسليم دفة القيادة إلى الولايات المتحدة الأميركية ، وذلك على الرغم من حربين عالميتين أفرزتا منظمتين دوليتين وضعنا القوانين والقواعد لتنظيم العلاقات الدولية وفي أساسها وضع قانون التنظيم الملاحة في البحار . مع انتصار الثورة الاسلامية في إيران دخلت منطقة الخليج مرحلة جديدة من الصراع ؛ فإيران الشاه الموالية للغرب والتي تحفظ أمن الخليج وفق المنظور الغربي المرتكز على تأمين أمن النفط ، والحفاظ على أمن اسرائيل ، انتقلت إلى إيران الإمام الخميني المعادية للعرب واسرائيل ، يؤشر ذلك إلى أن الاستراتجيات الغربية في منطقة الخليج بدأت تفقد قوتها ، وفرضت على الولايات المتحدة إعادة رسميا من جديد ، واستخدمت أدوات عديدة في سبيل ذلك منها الحرب الإيرانية العراقية . أدى انهيار الاتحاد السوفياتي إلى تحكم الولايات المتحدة في السياسات الدولية وأصبحت تدير العالم منفردة ، ودفع ذلك إلى بروز اقوى اقليمية مناوئة لها تعمل على خصوصيتها الجغرافية والإقليمية والثقافية ، واستقلاليتها عن السياسة الأميركية ، وكان أبرزها الجمهورية الاسلامية في إيران المشرفة على مضيق هرمز ، فأفرز ذلك تناقضاً حاداً في السياسات الأميركية والإيرانية أدى في أحيان مختلفة إلى صدامات بين الطرفين كان مسرحها الأساس مضيق هرمزه يسود القلق العالم ، وترتعش الأسواق الدولية ، وتهتز اسواق النفط ، تفقد دول الخليج العربي توازنها ، تتأهب الدول الصناعية ، ويدور العالم حول نفسه كلما اهتز الأمن في مضيق هرمز ؛ فطرق الحرير جميعها تمر عبره ، والسيطرة عليه وإغلاقه هاجس تطلقه إيران وترد الولايات المتحدة الأميركية بأنها لن تسمح بذلك . فهذا المضيق الضيق يتسع لأكثر من ثلث الصادرات العالمية من النفط الخام والغاز ، وتعتمد عليه دول الخليج بشكل شبه كامل في بنائها وتطورها الاقتصادي ، وإغلاقه سيؤدي إلى تغير هائل في بنية الاقتصاد الدولي تعتبر المضايق البحرية الدولية معابر تجذب إليها الدول الصاعدة على الصعيد العالمي ، وتؤدي إلى صراع وحروب في ما بينها للسيطرة والتحكم بها من اجهة ، أو بين هذه القوى والدول المشرفة أو المطلة على تلك المضايق من جهة ثانية ، تتفاوت أهمية المضايق حسب الموقع على الخارطة البحرية ، فبعضها ذو أهمية إستراتيجية عالية وبعضها الآخر يفتقد ذلك . اهتمت معظم دول العالم بالمضايق التي كان لها الدور الحاسم والمقرر في حركة التجارة والتواصل الدولي ، وكاداة تحكم اقتصادي خصوصاً في فترات الحروب والنزاعات ما بين مختلف دول العالم ، ومنذ العصور القديمة وحتى وقتنا الحاضر.

  • المؤلف: علي ناصر ناصر

تحميل الكتاب PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى