كتب السياسة والتاريخ

كتاب النظام العالمي القديم و الجديد

نبذة عن الكتاب

يتحدث نعوم تشومسكي في هذا الكتاب عن النظام العالمي الجديد الذي تشكل بعد انتصار الرأسمالية الغربية وانهيار الدول الشيوعية. حيث أصبح العالم يتجه إلى دفة واحدة هى دفة الغرب: أمريكا، القطب الأوحد لهذا النظام الجديد. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول؛ تحدث الكاتب خلالها عن عدة موضوعات مثل: الحرب الباردة وسعي القطبان: الرأسمالي والشيوعي للسيطرة على الشعوب، ثم تطرق بعد ذلك لعديد من الأطروحات حول تشكل النظام العالمي الجديد، وعرض حالة العراق كأرض تم فيها اختبار المبادئ والقيم التي سيسير عليها هذا النظام الجديد، وفي هذه الجزئية تحدث عن استخدام الحل العسكري والحصار الاقتصادي وتجاهل المفاوضات، والضغط على الأمم المتحدة من أجل تسليم أمريكا الملف كاملًا، وكذلك تسخير الأدوات الإعلامية لخدمة الأغراض الأميريكية. ثم قدم الكاتب رؤية جديدة عن الحرب الباردة وعلاقات الشمال بالجنوب والشرق بالغرب. وكذلك خصص الكاتب جزء ليعرض رؤيته عن الصراع العربي الصهيوني ودور أمريكا في هذا الصراع وترجيحها لكفة إسرائيل ووقوفها في وجه الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتعد هذه هى السمة المميزة لكتابات نعوم تشومسكي وهى فرض أمريكا لهيمنتها على العالم اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، وعلاقاتها بالأنظمة الديكتاتورية وافسادها للديمقراطية في كثير من البلاد. وفي الأخير اختتم الكتاب بحديثه عن تطورات الشرق الأوسط في الثمانينات والتسعينات.

ملخص الكتاب

الفصل الأول: خطوات بلا حركة:

أولا: الحرب الباردة والسيطرة على الشعوب
من بين لوازم النظرة النمطية للحرب الباردة أن المهمة الأولى للحكومات القائمة بجماعات المصلحة هي السيطرة على الشعوب،  يستوي في ذلك الدول الشمولية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي، والدول الرأسمالية وعلى رأسها الولايات المتحدة.

كما وفرت تلك النظرة للحكومات القدرة على وضع مبرراتها لظلم الشعوب وسحقها, وبضعف الاتحاد السوفييتي نهاية الثمانينات من القرن الماضي أصبح النظام العالمي أحادي القطب فأخذت الولايات المتحدة في البحث عن أعداء جدد (مبررات جديدة) تمثلت في تلك المخاطر المهددة للأمن القومي من الإرهاب الدولي, تجارة المخدرات والأصولية الإسلامية.

مثال: من أجل السيطرة على أمريكا اللاتينية وتحت مبرر نشر الديموقراطية ومحاربة تجارة المخدرات والخطر الشيوعي تدخلت الولايات المتحدة في شئون تلك الدول حتى قضت على كل التنظيمات الساعية نحو الاستقلال, وهو الهدف الحقيقي والذي لم يكن ليعلن أبدا.

ثانيا: النظم العالمية الجديدة
كان هناك أطروحات حول تكوين نظلم عالمي جديد من أهمها:

1- أطروحة تشرشل: حيث نادى تشرشل بين الحربين العالميتين بإقامة نظام عالمي جديد قائم على إقامة حكومة للعالم من الأغنياء والذين لا يطمعون في زيادة ثرواتهم بعكس غيرهم من الأمم الأقل ثراء وهو ما عرف باسم “المهمة الجديدة” لعالم ما بعد الحرب.

ويرد نعوم تشومسكي على هذا الطرح بأن الأغنياء قطعا لا يتنزهون عن البحث عن زيادة ثرواتهم ولو بطريق الظلم والسرقة وممثلا بممارسات إنجلترا على مر السنوات في المستعمرات الإنجليزية كلها.

2- أطروح لجنة الجنوب: وهي لجنة تشكلت من ساسة ورجال دين ومفكرين في أزمة النفط العالمية عام 1973 حيث ظهر توجه دول الشمال (الغرب) نحو الجنوب كمطمع وفير النفط , ونادت اللجنة بنظام عالمي قائن على المساواة والديموقراطية وحفظ حقوق الدول, ولا يأبه للجنة زلا لأطروحتها حتى جاء.

3- أطروحة بوش الأب: فبينما كانت الطائرات الأمريكية تقصف البصرة وبغداد أعلن أن “الولايات المتحدة ستقود العالم نحو نظام عالمي جديد تتوحد فيه مختلف الأمم على مبدأمشترك يهدف لتحقيق طموح عالمي لمصلحة البشرية عماده السلام وأركانه الحرية وسيادة القانون”.
وبرغم جمال الأطروحات فإن النظام العالمي على حقيقته يمكن وصفه بـ “نظام قرصنة عالمي”

ثالثا: حالة اختبار (العراق)
في ظل غموض أطروحة بوش كان لابد من إيضاح عملي للطريقة التي سيسير بها ذاك النظام وكانت حرب الخليج أفضل مثال من خلال:

 استخدام الحل العسكري وتجاهل المفاوضات برغم سعي العراق للمفاوضات لتصبح الحرب ذبحا للعراق الضعيف وتحقيقا لمصلحة الأمريكات باستبدال نظام صدام حسين بآخر أكثر تبعية والغريب أنه قد استعان بهم متمردون فرفض الأمريكان إمدادهم بالسلاح لإسقاط صدام.

الحصار الاقتصادي وقد اتخذ وقتا طويلا في إطار المفاوضات بعكس الحل العسكري , وكان هدفه الرئيس تحويل الشعب العراقي إلى رهائن لدى صدام حتى بضغطوا على الجيش ليتقلب على صدام ويأتون بالنظام التابع المنشود وهو مالم يحدث.

استغلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن والضغط عليهما من أجل تسليم الولايات المتحدة الملف كاملا وعدم التدخل.
الحرب الإعلامية متثلة في: إظهار الأمر بأنه تطبيق للمبادئ الديموقراطية الأمريكية وتوجيه للكمة قوية لوجه المشاغب ولو كان ضعيفا. إظهار بوش الأب في صورة البطل المخلص. النفاق متمثلا في الدفاع عن الأكراد وغض الطرف عن مذابح صدام للشيعة العرب.

يمكن مقارنة غزو العراق للكويت بغزو الولايات المتحدة لبنما فكلاهما كان لأهداف جيوسياسية فقط لكن قوة الولايات المتحدة وجهت الرأي العام نحو إدانة غزو الكويت والتغاضي عن مذابح الأمريكان في بنما وهو ما يعطينا درسين مهمين:

الولايات المتحدة دولة خارجة على القانون.
تصرفات الولايات المتحدة لها حصانة خاصة وتحيدا داخل المجتمع الثقافي.

أصبحت الولايات المتحدة الآن هي المتحكمة في النظام العالمي لكن قد تكون القوارير جديدة لكن الخمر هو ذاته .. قديم ومعتق.

رابعا: قراءة جديدة للحرب الباردة
بظهور ما يسمى بمذكرة الأمن القومي في عهد ترومان أصبحت العقيدة الإعلامية والسياسية هي شيطنة الاتحاد السوفييتي وطرح الولايات المتحدة في صورة المخلص وقد تم استغلال ذلك في زيادة التسلح وكمحفز اقتصادي.

* مفاهيم لابد منها لفهم الحرب:

 الأمن القومي: وضع مفهوم الأمن القومي بعمومية شدسدة ليشمل ألا تتعرض الولايات المتحدة لأي مصدر خطر من قبل الأعداء, كما أن التوجهات الاستقلالية والحيادية لبعض الدول بمكن أن تعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر, وقد أدى هذا الفهم لما يلي:

سيادة العقلية الأمنية بدلا من التحرك في العالم على أسس اقتصادية وقد زيد التسلح الأميركي أكثر من مرة ودوما كانت الأسباب واهية إلى ضعيفة.

ظهرت واستحكمت عند مخططي الولايات المتحدة فكرة السيطرة على العالم وهو ما تم الترويج له فيما بعد على أنه حق أصيل.

إبادة بعض الأعراق مثل السكان الأصليين للأمريكتين بسبب استقلاليتهم عن (المبادئ الأمريكية).

الوقوف في وجه حيادية الأمم وهوما حدث عندما اقترح لينين توحيد ألمانيا في الخمسينيات وتحييدها.
بسقوط الاتحاد السوفييتي لم تتراجع – ولو قليلا – نغمة (الأمن القومي).

  • المؤلف: نعوم تشومسكي

تحميل الكتاب PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى