كتب السياسة والتاريخ

كتاب داعش…خلافة الدم والنار

نبذة عن الكتاب

يتناول الدكتور رفعت سيد احمد، فى كتابه عبر 9 فصول، جذور النشأة للتظيم فى العراق فى عهد أبو مصعب الزرقاوى 2004 وصولا إلى ابى بكر البغدادي القائد الحالي للتنظيم الذى قدم نفسه باعتباره خليفة المسلمين، ودور واشنطن فى صناعة هذا التنظيم من أجل تفكيك كل من العراق وسوريا باسم الثورة الزائفة، ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر ليذبح التنظيم عشرات الاجانب بمن فيهم صحفيون امريكيون وبريطانيون ومئات المسلمين والمسيحيين والاقليات مستندا إلى فتاوى دينية شاذة ومرفوضة أورد الكتاب نماذج لها، ويقدم الكتاب الأسرار الكاملة عن قادة التنظيم ومذابحة وصراعاته مع التنظيمات الاخرى من القاعدة إلى النصرة إلى الجيش الحر، وكشف الكتاب النقاب عن كون تلك التنظيمات والدول وأجهزة الاستخبارات التى صنعتها كانت تستهدف بالأساس خدمة المشروع الأمريكى الصهيونى لاشغال جيوش المنطقة وإنهاك قواها وتفتيت وحدتها بعيدا عن اسرائيل العدو الاستراتيجى للأمة العربية.

ملخص الكتاب

إن داعش هم خوارج هذا العصر بكل ما للكلمة من دلالات تاريخية وعقائدية، وهم حين قتلوا المسيحيين والأقليات الأخرى، واعتدوا على المسلمين الشيعة والمسلمين السنة داخل سوريا والعراق، وحين ذبحوا المراسلين الصحفيين الأجانب وسرقوا، ونهبوا، وباعوا النساء في أسواق نخاسة جديدة في الموصل، عندما فعلوا كل ذلك كانوا يترجمون عمليًا ما تعلموه من فتاوى ضالة وفقه شاذ يبرر اغتيال الدنيا والدين معًا، في هذا الفصل نقترب من ذلك المعين الزائف الذي تعلم وتدرب فيه تنظيم داعش وأخواتها من تنظيمات الفكر المتشدد، ونقدم أيضًا رؤى الإسلام الصحيح لمواجهة هذا الفكر التكفيري المنحرف، فماذا عن هذا جميعه؟ نجيب من خلال المحاور التالية:

أولًا: معنى الغلو والتطرف:

في البداية دعونا نضبط المصطلحات التي تدور حول داعش وأولها مفهوم الغلو في الدين: لا شك أن الغلو في أي شيء يتناقض مع الفطرة وذلك محل إجماع علماء الإسلام الثقاة في كل المذاهب وكذلك محل إجماع شعبي عربى حيث نجد في المثال الشعبي المصرى المتوارث (إن زاد عن حده، انقلب ضده) وهو مثل يعبر عن وجدان الشعوب وفطرتها وهذه الأمثال غالبًا ما تتوافق مع الدراسات والأبحاث العلمية وحول مصطلح الغلو (الغلو لغة: مجاوزة الحد، ومنه غلا السعر، وغلا القدر (لسان العرب، مادة غلا)، والغلو اصطلاحًا: المبالغة والتشدد في التدين التي يلزم منها تجاوز ضوابط الدين ذاته) وفي فقرة لاحقة (الغلو والبدع: فالغلو آفة تصيب التدين ككسب بشري لا الدين كوضع إلهي والدليل على هذا تقارب معنى الغلو ومعنى البدعة، فالبدعة إصطلاحًا هي الإضافة إلى الدين، والمقصود بالدين أصوله لا فروعه، دون الاستناد إلى نص يقيني الورود قطعي الدلالة)، وفي فقرة لاحقة (الغلو في الدين والجفاء عنه: والغلو في الدين نقيضه الجفاء عنه، حيث إن مضمون الأخير التساهل في التدين الذي يلزم منه التقصير في الالتزام بضوابط الدين، غير أن كليهما يلتقيان في المحصلة (عدم الالتزام بضوابط الدين سواء بتجاوزها أو التقصير في الالتزام بها، وفي فقرة لاحقة يورد الدكتور “صبري” أدلة النهي عن الغلو في الدين حيث يقول (أدلة النهي عن الغلو في الدين: قال تعالى: “قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل” المائدة/ 66، وقال الرسول (ص) “يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين، فإنه أهلك من قبلكم الغلو في الدين” ـ رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، واللفظ له عن ابن عباس مرفوعًا.

وقال (ص): “هلك المتنطعون” “قالها ثلاثًا”، ويقول النووي في تفسير المتنطعون (المتعمقون المتشددون في غير موضع التشديد وهذا يفيد تأكيد النبي (ص) على هلاك المغالين في أقوالهم وأفعالهم، وفيه ذم التكلف والتشدق بالكلام، وأن الشدة لا تأتي بخير).

نماذج من الفتاوى التكفيرية التي تمثل مرجعية دينية لتنظيم (داعش) وأخواتها:

* يمتلئ تاريخ الفكر المتشدد بالفتاوى الشاذة التي تبرر التكفير ورفض الآخر والتعصب المذهبي، وهى فتاوى مثلت المعين أو المرجع لكل تنظيمات العنف وفي مقدمتها القاعدة وداعش.

* إن المتجول في كتب شيوخ التشدد وهم أساتذة ومعلمو (داعش) يكتشف كمًا هائلًا من السب والقذف والطعن في حق علماء الأمة ومفكريها قديما وحديثا، فلم ينج أحد من شتمهم بدءا بأبي حنيفة ومالك مرورا بابن حجر والنووي وأبى حامد الغزالي والفخر الرازي والبيهقي والقاضي عياض وابن الجوزي وابن حزم والترمذي وأبو الوليد الباجي وأبو بكر العربي وابن عقيل والقرطبى والسيوطى فهؤلاء الأئمة بمقاييس المتشددين ليسوا من أهل السنة والجماعة.

كما قال أحدهم في حق ابن حجر والنووي ” ليسا من أهل السنة والجماعة ” في كتاب لقاء الباب المفتوح ص 42 وإذا وصلنا إلى العصر الحديث فكل رجال الإسلام ودعاة النهضة مبتدعين وعلى ضلالة بدءا من الشيخ رفاعة الطهطاوي والأستاذ الإمام محمد عبده والكوثري والمراغي ومحمود شلتوت وأبو زهرة والغزالي والشعراوي وخالد محمد خالد وعلي جمعة والشيخ أحمد الطيب إلخ.

مما يؤكد أن شتم وطعن علماء الأمة خلق أصيل فيهم وليس أخطاء فردية من بعضهم كما يدعي البعض.

وما فعله ويفعله المتشددون من أمثال تنظيم داعش والقاعدة والنصرة وأنصار بيت المقدس وغيرهم في بلادنا، هو عين ما يريده أعداء الأمة وما كان يفعله المستشرقون وأجهزة الاستخبارات الغربية بأنفسهم قديمًا وذلك لإماتة الأمة لأن العلماء والمفكرين هم عقلها المفكر وقلبها النابض وقد كفاهم مؤنة ذلك هؤلاء المتشددون وبذلك يبقى للأمة الرؤوس الجهال فيتولون قيادتها فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون كما حذرنا صلى الله عليه وسلم.

المذاهب الفقهية

إن المتشددين وأتباعهم لا يعيرون المذاهب الأربعة أي إجلال أو تقدير، ولنتأمل:

– موقفهم من الأشاعرة:

هو المذهب الذي تم اعتماده كمذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة (وهو مذهب الأزهر الشريف) وقد تم اعتماده من قبل العديد من فقهاء أهل السنة والحديث ودعم بشكل عام آرائهم وفلسفتهم ومن كبار هؤلاء الأئمة: البيهقي والنووي والغزالي والعز بن عبد السلام والسيوطي وابن عساكر وابن حجر العسقلاني والقرطبي والسبكي والبغوي وابن كثير وغيرهم.

ـ يمثل الأشاعرة الغالبية العظمى من المسلمين، وهم-بالإضافة للماتريدية- يكوّنون القسم الرئيسي من أهل السنة والجماعة.

ـ قال الإمام الحافظ الزبيدي في الاتحاف: «إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية»

ـ قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الزواجر: «المراد بالسنة ما عليه إمام أهل السنة والجماعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي»

ـ قال الإمام الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: «وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه».

فماذا قال المتشددون من أساتذة وشيوخ داعش وأخواتها في حق مذهب أهل السنة والجماعة؟! تعال معا لنعرف:

1) الدكتور سفر النحو: قال عنهم [ أنهم أكبر فرق المرجئة والغلاة وهو تيار بدعى يراد له اكتساح الأمة أهل بدع وضلالات خارجون عن مذهب أهل السنة والجماعة مذهب متناقض تكفيري، فرقة من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين] كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة ص 2، 5، 25.

2) الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين: يقول عنهم أن مذهب الأشاعرة لديهم الإيمان مجرد التصديق، ولا يدخلون فيه أعمال الجوارح ؛ قالوا: وإن سميت الأعمال في الأحاديث إيمانًا فعلى المجاز، لا الحقيقة.

– موقفهم من التصوف:

التصوف منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله عز وجل و”الصوفية” كما عرفها الإمام المحاسبي تعتمد على مقام الإحسان المذكور في السنة المطهرة وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك، وكما عرفها أبو الحسن الشاذلي بأنها منضبطة بالكتاب والسنة، ولذلك فهناك نوعين من التصوف.

ـ صوفية سنية

ـ صوفية فلسفية

وغالبية علماء الإسلام المعتبرين مدحوا الصوفية السنية ورفضوا الصوفية الفلسفية.

وكذلك عوام المسلمين فالتصوف عندهم هو الزهد وحسن العبادة.

ولكن المتشددين رفضوا وطعنوا وكفروا التصوف بلا تفريق بين النوعين وهذا من غلوهم المعهود. فماذا قالوا:

عبد الرحمن الوكيل: “إن التصوف أدنأ وألأم كيدا ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسله، إنه قناع المجوس يتراءى بأنه رباني، بل قناع كل عدو صوفي للدين الحق. فتش فيه تجد برهمية وبوذية وزرادشتية ومانوية وديصانية، تجد أفلاطونية وغنوصية، تجد فيه يهودية ونصرانية ووثنية جاهلية “. ص19 مصرع التصوف.

  • المؤلف: د. رفعت سيد أحمد

تحميل الكتاب PDF

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى