كتب السياسة والتاريخ

كتاب نشأة الفكر السياسي الإسلامي وتطوّره

نبذة عن الكتاب

هي دراسة في المثلث الإشكالي: المدنية والأصالة والعقلانية السياسية، يبدأ فيها الدكتور محمد جبرون، بتعريف السلطة بشكل عام، وما هي الغايات التي بحال فقدتها السلطة، أصبحت لونا من ألوان العنف. ثم يناقش النظرية السياسية الإسلامية، بدراسة نشأتها في العهد النبوي، ثم تتبع آثارها وتطوراتها في العصور اللاحقة. كما تُقدّم التفرقة، التي عرضها جبرون، للفكر السياسي الإسلامي في اتجاهاته المختلفة؛ الكلامي والفقهي والأخلاقي والفلسفي، فرصا للبحث وإعادة النظر في مفاهيم، ربما اختلطت مجالاتها عند بعض من تناول الفكر السياسي الإسلامي اليوم.

ملخص الكتاب

يبدأ الدكتور محمد جبرون، بتعريف السلطة بشكل عام، وما هي الغايات التي إذا فقدتها السلطة، تصبح لونا من ألوان العنف. ثم يناقش النظرية السياسية الإسلامية، بدراسة نشأتها في العهد النبوي، ثم تتبع آثارها وتطوراتها في العصور اللاحقة.

يتناول الدكتور جبرون في الفصل الأول، نشأة الكيان السياسي الإسلامي، بدءا بوثيقة المدينة بأبعادها السياسية، والتحديات التي واجهتها. ثم يناقش تطور شرعية السلطة في المدينة، من خلال علاقتها باليهود، وبالعرب خارج المدينة، معرّجاً على بعض الجوانب الاجتماعية لسلطة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة. أما في القسم الثاني، فيتناول هياكل ومؤسسات دولة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة، مشيرا بإسقاط عصري إلى طبيعة الهياكل، كالسكان والحدود ورئاسة الدولة، شارحا هذه الرئاسة بجانبها الشوروي عند قائد الدولة، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ثم يمر بمؤسسات الدولة كالجيش والقضاء والولايات.

ثم يختم الفصل الأول بخلاصة، ينبه فيها إلى الجوانب التي ينبغي التنبه لها في بنية الدول الإسلامية في وقتها المبكر. مثال كون استناد السلطة في المجال الإسلامي إلى المرجعية القيمية الإسلامية، لا يعني بحال من الأحوال سلب هذه السلطة وصفها المدني. وذلك مقابل ما يراه من أن التحول الكبير الذي وقع في الفكر السياسي الإسلامي، ارتبط بظهور قاعدة (( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب))، التي ترتبت عليها حقائق فقهية وتشريعية متعارضة مع التاريخ.

في الفصل الثاني، ينتقل الكاتب إلى دراسة خصائص وسمات الفكر الإسلامي السياسي قبل التدوين. وبداية، تُدرس مظان ملامح الفكر السياسي في هذه الفترة، كالأمثال والخطب وآراء المتكلمين الأوائل، على سبيل المثال. ثم ينتقل الكاتب إلى دراسة سمات الفكر السياسي قبل التدوين، التي يمكن أن تقدم كالآتي:

·       عدم الاستقلال المعرفي: جاءت معالجة الفكر السياسي مختلطة مع غيرها من فروع المعرفة الأخرى.

·       غلبة التداول الشفاهي: حيث تستند دراسة الفكر السياسي في هذا العصر إلى الرواية وتخضع لشروطها، وأفضل مثال على ملامح ذلك خطب علي بن أبي طالب “نهج البلاغة”.

·       الارتباط بالبيئة وعادات العرب السياسية.

·       التأثر بالمحيط الثقافي: من الدولتين الساسانية والرومانية، وثقافات الشعوب التي دخلت تحت سيطرة الدولة الإسلامية.

·       العفوية المنهجية: والمقصود بذلك طبيعة وجود النص والاستدلال به في المفاهيم السياسية.

ويختتم الدكتور الفصل الثاني باستنتاجات توضح طبيعة المفاهيم السياسية في ذلك العصر. كما شهد الفكر السياسي الإسلامي شيئا من التطور والتنوع في هذه المرحلة.

يتناول الفصل الثالث دراسة هذه المرحلة من زاوية “نشأة العلاقة بين الوحي والسياسة”. فيشير إلى ضرورة دراسة الفكر السياسي الإسلامي في سياقه الحضاري والثقافي. فقد شهد هذا العصر حدة الصراع المذهبي والأيديولوجي وتحولات ثقافية واجتماعية حادة. ثم يتناول أثر السياسة العباسية في تدوين الفكر السياسي في هذه المرحلة المهمة.

ثم يقدم تحليل لبعض نصوص الفكر السياسي الأولى. فيناقش الخطاب السياسي لدى مختلف الطوائف الإسلامية في ذاك العصر، كالإمامية والزيدية وأهل السنة، بالمفهوم السياسي العام لأهل السنة حينها، الذي قد يقدم المعتزلة كجزء من هذا الخطاب. كما يسجل ملاحظات موجزة توضح كيفية تشكّل الفكر السياسي لدى الفرق الإسلامية الآنفة الذكر.

ويخلص جبرون إلى أنّ نظريات الإمامة تشكّلت وتطوّرت كانعكاس لشكل وطبيعة الصراع على السلطة السياسية في المجال الإسلامي، وكانعكاس للثقافات الداخلة للإسلام مع أهاليها. ومن هذا المنظور ينبغي قراءة الفكر السياسي الإسلامي في عصر التدوين، كما يرى جبرون، تعبيرا سياسيا للإسلام في سياقات وعبر مفاهيم ثقافية متعارضة.

ينتقل الدكتور جبرون من الفكر السياسي بوجهه الكلامي إلى الوجه الفقهي لهذا الفكر. وأول ملاحظة لدى جبرون هو أنّ ما قام به عصر التدوين في هذا المجال، كان فضل تجميع وتنظيم الآراء الفقهية السياسية، التي كانت من قبل مبثوثة ومتفرقة في مختلف الأبواب الفقهية. ويرى الكاتب أنّ الفقه السياسي في عصر التدوين، بدأ بتدوين فقه الخراج ثم فقه القضاء وانتهى إلى ما يعرف في التراث الفقهي الإسلامي، بالأحكام السلطانية.

يتناول جبرون هذه المجالات الثلاثة ويناقش أهم مظاهرها، ليخلص بأنّ الفقه السياسي بأطواره الثلاثة الآنفة الذكر، هو فقه سنّي بامتياز، صدر وتطوّر بجهود ثلّة من فقهاء أهل السنة والجماعة، الذين لم تكن لديهم مشكلة مع الدولة الإسلامية في صيغتها الأموية والعباسية. ويختتم جبرون هذا القسم بالمرور على الفكر السياسي من وجهته الأخلاقية والفلسفية. فيتناول ما عرف بـ(الآداب السياسية) وأهم الكتب في هذا المجال والكتب الفلسفية، كالأفكار السياسية عند إخوان الصفاء أو الفارابي على سبيل المثال.

يعرج جبرون، في القسم الأخير من الفصل الثالث، على تغلغل الأثر الفارسي في الثقافة الإسلامية عمومًا، في عصر التدوين، والفكر السياسي خاصة. يبدأ الكاتب دراسته للأثر الفارسي بمناقشة مكانة النص في الطرح السياسي الإسلامي. ويلاحظ بأنّ الفكر السياسي الإسلامي في عصر التدوين تحوّل من المرجعية العقلانية والنزعة المصلحية، المتمثلة في بعض مواقف عمر بن الخطاب، إلى نزعة تنصيصية انتشرت لدى مختلف الفرق الإسلامية. ولا ينسى جبرون الإشارة إلى خطورة اعتبار هذا (التفورس) الثقافي، كما يسميه، دينا يتبع، كما نشهد ذلك في بعض النظريات السياسية المنتشرة اليوم عندنا المسلمين.

يُختتم الكتاب بفصل عن الفكر السياسي الصوفي؛ حيث يناقش جبرون الأثر الصوفي في الفكر السياسي الإسلامي، خصوصا كما هو موجود عند أمثال الإمام الغزالي وغيره. كما يناقش هذا الفصل مدى ارتباط بعض الثورات، خصوصا في المغرب الإسلامي، كثورة أبي قسي بالتصوف وتعبيرها عن الاتجاه الصوفي. ويدرس هذا الفصل الإصلاح الصوفي في غالبه، باعتباره إصلاحًا من الداخل وليس العكس.

  • المؤلف: د. امحمد جبرون

تحميل الكتاب PDF

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى