فكر الإمام الخامنئي

كتاب الثورة الحسينية خصائص ومرتكزات

نبذة عن الكتاب

إن العامل الرئيس في وقوع هذه القضية هو استشراء حب الدنيا والفساد والفحشاء، بحيث سُلِبت الغيرة الدينية والشعور بالمسؤولية الإيمانية. فإننا عندما نؤكد علي قضية الفساد والفحشاء، والجهاد والنهي عن المنكر وأمثال هذه الأمور، فإن أحد أسبابها الرئيسية هو تسببها في تخدير المجتمع، فالمدينة المنورة التي كانت القاعدة الأولى لتأسيس الحكومة الإسلامية تحوّلت بعد فترة قصيرة إلى مركز لأفضل الموسيقيين والمغنين وأشهر الراقصات، بحيث عندما كان يراد دعوة أفضل المغنين إلى بلاط الشام، كانوا يبعثون على أفضل المغنين والعازفين في المدينة وهذا التجاسر لم يحدث بعد مائة أو مائتي عام، إنما حدث في زمن استشهاد بضعة فاطمة الزهراء عليه السلام وقرّة عين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل حتى قبل ذلك، أي في زمن معاوية، ولهذا أصبحت المدينة مركزاً للفساد والفحشاء، ووقع أبناء الشخصيات والأعيان حتى بعض شباب بني هاشم في الفساد والفحشاء أيضاً، وقد أدرك رجال الحكومة الفاسدة ما يجب فعله ووضع البنان عليه والترويج له، وهذه البلية لم تنفرد بها المدينة فقط، بل وقعت فيها مناطق أخرى.

ومن هنا تظهر أهمية التمسك بالدين والتقوى والمعنوية والورع والعفة.

العامل الآخر الذي أدّى إلى وقوع هذا الأمر هو إعراض وعدم اهتمام أتباع الحق الذين كانوا يشكّلون الأركان الحقيقية للولاية والتشيّع بمصير العالم الإسلامي، فقد تظاهر البعض بالحماس والثورة فترة، فضايقهم الحكّام، كقضيّة الهجوم على المدينة في عهد يزيد، حيث ثار هؤلاء ضدّ يزيد، فبعث إليهم رجلاً ظالماً قام بمقتلة عظيمة، فتركت هذه الجماعة كل شيء جانباً ونسيت القضية، وهذه الجماعة لم تشمل كلّ أهل المدينة، وكانت الخلافات قائمة بينها، فافتقدوا إلى الوحدة والتنظيم والارتباط الكامل بين الأفراد، أي عملوا خلافاً للتعاليم الإسلامية تماماً، وكانت النتيجة أن هاجمهم العدو بكل شراسة، فتراجع هؤلاء في أول خطوة، وهذه نقطة مهمة: لأن من البديهي أن تتقاتل جبهتا الحق والباطل وتوجهان الضربات إلى بعضهما البعض، فكما أن جبهة الحق توجّه الضربات إلى الباطل، كذلك الباطل يوجّه الضربات إلى جبهة الحق، وتظهر النتيجة عندما تتعب إحدى الجبهتين، فالجبهة التي تتعب أسرع تنهزم.

هوية الكتاب

تحميل الكتاب PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى