وصايا الشهداء

وصية الشهيد محمد حمدان

اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم

اللهم إني أعهد إليك في دار الدنيا، وإني أشهد ألا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن البعث حق، والحساب حق، والقدر والميزان حق، وأن الدين ك ام وصفت، والإسلام ك ام شرّعت، وأن القول ك ام حدثت، وأن القرآن ك ام وصفت، وأنك أنت الله الحق المبين، جزى الله محمد خير الجزاء، وحيّى محمد وآل محمد بالسلام.

اللهم يا عدتي عند كربتي، ويا صاحبي في شدتي، ويا ولي نعمتي، إلهي وإله آبائي، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا، فإنك إن تكلني إلى نفسي أقرب إلى الشر وأبعد عن الخير، فآنِس وحشتي واجعل لي عهدًا يوم ألقاك منشورا.

اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتي، وعند الموت كربتي، وفي القبر وحدتي، وفي اللحد وحشتي، وإذا نشرت للحساب بين يديك ذل موقفي، واغفر لي ما خفي على الآدميين من عملي، وأدِم لي ما به سترتني، وارحمني صريعًا على الفراش، تقلبني أيدي أحبتي، وتفضل عليَّ ممدودًا على المغتسل يقلبني صالح جيرتي، وتحنن عليَّ محمولً قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي وجُد عليَّ منقولً قد نزلت بك وحيدًا في حفرتي، وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي، حتى لا أستأنس بغيرك.

بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين
محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين..

السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك وعلى بضعتك الطاهرة المكسورة الأضلاع، والمغصوب حقها سيدة نساء العالمين سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام، والسلام على خليفة الله ورسوله، السلام على مثبّت أركان الدين، السلام على قسيم الجنة والنار، السلام على حامل لواء رسول الله، لواء الحمد في يوم القيامة، السلام على سيدي ومولاي أسد الله الغالب غالب كل غالب علي بن أبي طالب عليه السلام، السلام عليك يا كريم أهل البيت الحسن الزكي المسموم سيد شباب أهل الجنة ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنة السلام عليك وعلى أختك الحوراء وأخيك أبي الفضل العباس، السلام عليك سيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين، السلام على الحسين وعلى التسعة المعصومين من ذرية الحسين ورحمة الله وبركاته، السلام على سيدي ومولاي صاحب الزمان الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف، السلام عليك سيدي وعلى أتباعك وشيعتك، عجل الله تعالى لك الفرج وجعلنا من أنصارك وأعوانك والمستشهدين تحت ظل لوائك، اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتمً مقضيّا، فأخرجني من قبري مؤتزرًا كفني، شاهرًا سيفي، مجردًا قناتي، ملبيًا دعوة الداعي في الحاضر والبادي، اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، واكحل ناظري بنظرة مني إليه، وعجل فرجه وسهل مخرجه.

لسلام على قادتنا وفقهائنا وعلمائنا، السلام على حجج الإمام صاحب الزمان علينا، السلام على فقيهنا المجاهد المقاوم الصابر المؤمن المحاصر في عرينه الأب الحاني الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله ورعاه وسدد خطاه، السلام على شهدائنا الأبرار السلام على أسرانا وجرحانا، السلام على مرابطينا ومجاهدينا، السلام على الثائرين الأحرار، السلام عليكم يا من لبيتم نداء هل من ناصر؟! السلام على من لم يعطوا ليزيد بيعة.

السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته،،

ليفهم طلاب الدنيا الدنية الذين أرادوها عوجا، أن من كان مع الله فلا غالب له، وأن من سكن حب الله قلبه عبرت روحه إلى الملكوت الأعلى قبل أن يحتضن جسده القبر، وأن من شرب من نبع عاشوراء، وعاش على نغم كربلاء [يقول أبدًا] “والله لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا”،”الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة”، ” هيهات منا الذلة”، “والله لا نعطيكم بأيدينا إعطاء الذليل ولا نقر لكم إقرار العبيد” و”مثلي لا يبايع مثله” أطلب منكم الس امح على كل ما بدر مني، فلعلّ ظلمت أحدًا منكم، أو لعليّ اغتبت أحدًا منكم بغير قصد ولم أتسامح منه، أسألكم السامح جميعًا وبراءة الذمة، ولا تنسوني من صالح دعاكم.

إلى الرّوح التي ربّتني على الإيمان

إلى الروح التي ربتني على الإيمان، إلى القلب الذي هداني إلى هذا الطريق، إلى الأكف التي هزت سريري حين كنت صغيرًا.. أمي العزيزة أيتها الصابرة، معشوقتي ويا تاج رأسي: سلام الله عليكِ، لكِ السلام وشوقي وتحياتي واحترامي من ابنٍ مق رصٍ خجلٍ منك، يا من تعبتِ كثيرًا معنا، وكنتِ خيرَ أمٍّ وخيرَ صديق، فأنتِ الصابرة الوفية الطاهرة القوية المؤمنة، لا تصفكِ الكل امت ولا المفردات، أعتذر إليكِ وكلي خجل وأسف وندم على تقصيري معك، أعتذر على ما بذر مني، أرجو الس امح والعفو عني يا حبيبتي.

أمي الحنونة..

كم وددت رؤيتكِ قبل صعود روحي إلى الس امء، ولكن اشتياقي إلى المعشوق والأحبة، اشتياقي للقاء الله واشتياقي للنبي وأهل البيت كان أكبر وأكثر، اعلمي حبيبتي .. «عنوان صحيفة المؤمن حب علي عليه السلام ومهر هذا الحب قطع المنحر».

والدتي العزيزة، عندما يصلكِ نبأُ شهادتي فلا تحزني عليّ، ولا تدمع عيناك ولا تبكي أمام الناس، بل احمدي الله واشكريه، وقولي وكلك إيمان ورضا: (اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى).

كوني ك ام عهدتكِ، صابرة مضحية كسيدتي ومولاتي الزهراء عليها السلام، كزينب عليها السلام، كأم البنين عليها السلام، تذكري غربة وحيرة سيدتي زينب سلام الله عليها، ووقوفها على جسد أخيها الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وقولها (اللهم تقبل منا هذا القربان) وتذكري قولها في مجلس ابن زياد لعنه الله: (ما رأيت إلا جميال) تذكري تضحية أم البنين بأبنائها الأربعة فداءً لدين الله وفداءً للحسين عليه السلام.

تذكري أننا مه ام قدمنا فهو أقل القليل، ولتعلمي أنكِ قد واسَيتِ الزهراء عليها السلام، وستلقينها قريرة العين رافعة الرأس إن شاء الله في يوم الحساب، استبشري وافرحي واحمدي الله واشكريه على عظيم فضله وعطائه، اجعلي كل رجائك لله ولا ترجي أحدًا غيره، أحسني إلى من أساء إليكِ يا أمي واعفي عمن جنى عليك.

أماه.. يا أمي ويا عمري ..

اسجدي سجدة شكر لله، فها أنا عريس تزفني الملائكة، لطالما أردتِ وتمنيتِ أن تريني عريسًا وتفرحي لذلك، وها قد أتى اليوم، قبَلَتْني معشوقتي التي طلبتُها من الله مرارًا وتكرارًا، معشوقتي التي طلبتها بإلحاح، ها أنا عريسٌ أخيرًا، ها قد قبلني الله وأعطاني الشهادة، طالما دعوتُ الله أن يصلحني وأن يطهرني وأن يجعلني من خيرة أوليائه، وقد دعوته أن يقبلني شهيدًا حين أصبح كذلك، نعم، معشوقتي الشهادة التي طلبتها من الله منذ صغري، ها قد قبلت بي بعد طول انتظار وبعد أن أصبحت أهلاً لها، أنا راحلٌ الآن لألقى معشوقي الأول، والذي اخت رصت الطريق إليه بهذه الشهادة المباركة، ملتقانا في الجنان إن شاء الله يا حبيبتي، اصبري وكوني مؤمنة وقوية ك ام عهدتك.

اعلمي يا حبيبتي أنني بجوارك وقربك، اعلمي أن كل دعائي لك، حصنتكِ بالله وجعلتكِ في أمانه وعينه ودرعه الحصينة التي يجعل فيها من يريد، لقد رأيتِ كيف أن الله سبحانه وتعالى أعلاكِ ورفع مقامكِ حين أراد البعض أن يؤذيكِ، ويقلل من قدركِ ويشوه سمعتكِ، حسبكِ الله وعليه توكلي فهو العزيز القادر، وهو اللطيف الجابر، وهو نعم الوكيل.

اسجدي سجدة شكر لله على هذه الخاتمة التي اختارها لي، فأنا مغادر نحو الملكوت الأعلى، مغادر لأقرَّ عيني بلقاء الله والأحبة، وإن شاء الله يا أمي إن كنت من أهل الجنة والشفاعة، وأذن لي بدخول الجنة فوالله والله ثم والله لن أدخل الجنة إلا وأنتِ معي. وفي النهاية أكرر اعتذاري إليكِ يا والدتي ويا نعمة الله التي احتوتني منذ نعومة أظافري، وحتى اشتد عودي وأصبحت شابًا، أعتذر إليك يا حبيبتي وكلي خجل من تقصيري معك، اعذريني وسامحيني ولا تنسيني من صالح دعائك الشريف.

إلى إخواني المجاهدين

إلى أخواني المجاهدين المرابطين الصابرين
إلى جنو د الحجة عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف
إلى من أكملوا مسيرة الحسين عليه السلام
إلى من حفظوا الوصية

أنتم يا من صغتم العز والفخر لهذه الأمة، السلام عليكم وعلى أكفكم وقبضاتكم الحسينية الثائرة التي صنعت وتصنع العز لهذه الأمة، إن كنتم تغبطونني على الشهادة فسأبقى أغبطكم على نعمة الجهاد، هذه أمانة الله في أعناقكم، فحافظوا عليها وإياكم والتفريط بها، وإن شاء الله لن تفعلوا، لأن نفوسكم أبية تأبى الذل والهوان، تذكروا أن الطريق طويل وشاق، ولا ترويه إلا دماء الشهداء الذين علمونا السير على هذا الدرب المقدس، فجاهدوا في سبيل الله حتى آخر قطرة في دمائكم، والتزموا بالتكليف لأنه الطريق الموصل إلى مرضاة الله عز وجل ومرضاة صاحب الع رص والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، جاهدوا وقاتلوا أعداء الله في شتى بقاع الأرض، فلا يرق لكم قلب تجاههم، ولا يغمض لكم جفن عن محاربتهم «قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ».


وإني لأعلم علم اليقين، بأن هذا الجسد وهذه النفس التي خلقها الله، إنما تقوم بشكر هذا المنعم على عطائه من خلال جهادها أو شهادتها، أجل إن محراب الجهاد هو خير طريق ودليل، فيا باحثاً عن وليٍّ حبيب، أو عن مَهديٍ منتظر، لا تضلّ الطريق، فهنا يُبحث عنهم، وهنا يقابلونهم، هنا يأتون، وهنا يصلون، هنا يعفرون الجباه بالتراب، هنا ميدان الجهاد وساحات المنتظرِين المُمهدين، هنا تُكتب الأسماء، ومن هنا يمرّ كل الشرفاء، والله لكأن الأرض هنا كربلاء. ونداء الإمام الحسين عليه السلام يتناهى إلى سمعي «ألا هل من ناصر ينصُنا، ألا من معين يُعيننا؟! » فكيف بي وأنا أسمع نداء مولاي روحي فداه ولا ألبي مولاي الذي ضحى بكل شيء في سبيل الله، بالنفس، بالعيال، بالأصحاب.

أجل.. «وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم »

اعلموا أحبتي أن السلاح الأول هو سلاح الروح وأن المقاتل الأشرس والأصلب هو الروح، فلذلك علينا أن نكون في أعلى مراحل الجهوزية الروحية حتى لا نضعف يوما ولا نتراجع، ولا تهزمنا الصعاب، ولا تُزلزل أقدامنا وقت المواجهة، أو ما بعدها أو ما قد يترتب علينا من اختيارنا لهذا الطريق (ذات الشوكة).

اعلموا أن كل أموركم بعين الله وعين صاحب الزمان عجل الله فرجه، فإن سالت قطرة دم في هذا الطريق ولم يؤخذ بثأرها، هناك من سيأخذ لكم بالثأر في الدنيا قبل الآخرة، ألا وهو إمامنا المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، اعلموا أن مسيرتكم هذه هي مسيرة الحسين عليه السلام، وقد امتدت إليكم ووصلت إليكم عبر تضحيات من سبقوكم، فهي لم تصل إلينا بسهولة ولم تصل إلينا لتتوقف عندنا، إنها أمانة سلمت إلينا، وعلينا تسليمها لمن بعدنا، علينا الحفاظ على هذه المسيرة حتى تسلم الراية إلى مولانا ومقتدانا وقائدنا الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف.

والوصية الأهم والأساس لكل المجاهدين والمرابطين
وعموم شعبنا الأبي هي:

الحفاظ على هذا الدين والحفاظ على رأس الطائفة الوالد الحنون سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله رعاه.. وألا تُسلموه وأن تبذلوا الأرواح فداه، التفوا حوله، بايعوه على الفداء ونصرة الدين وبذل الأنفس، أعطوه بيعة الكربلائيين الاستشهاديين وأخلصوا البيعة.. حفظه الله وحفظكم.

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبُِوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»

أحبتي وإخواني في الجهاد والميادين وساحات الرباط، اصبروا ولتكن سلواكم في ما أصابكم: «صبرًا على قضائك يا رب» و «هون ما نزل بي أنه بعين الله».

«وَلا تَهِنُوا فِ ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَ امَ تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ».

اعلموا أن انتصاركم هو في اتحادكم وترابطكم ورصِّ صفوفكم وصبركم، اجعلوا طريق الحق سببًا لتوحدكم وتآخيكم، وليكن قول الله تعالى نصب أعينكم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 45 (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبرُِوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) 46 (وَلَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بَِا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)47 الأنفال

«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينَْ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَينُِّ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 103 (وَلتْكَُن مِّنكُمْ أمَُّةٌ يدَْعُونَ إلَِ الخَْيرْ وَيأَمُْرُونَ باِلمَْعْرُوفِ وَينَهْوَْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) 104 (وَلَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن
بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران

وأخيرًا..

أعتذر إليكم جميعا على تقصيري معكم، فلعلي أخطأت في حق أحدكم ولم أعتذر منه، أعتذر منكم وأتمنى منكم قبول اعتذاري والسماح، أسألكم الدعاء وبراءة الذمة، ومنصورين إن شاء الله بحق لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله.

حفظكم الله وسدد خطاكم ونصركم.. إلى اللقاء..

ملتقانا في الجنان عند الحسين والنبي وأهل البيت عليهم السلام…
أنا في انتظاركم..

إلى إخواني وأخواتي

إلى أخواني وأخواتي:

يعلم الله كم أحبكم ومدى تعلقي بكم، سامحوني واعذروني على كل ما بدر مني من صغيرة وكبيرة، التزموا بطاعة الله وبر الوالدين، وواظبوا على صلة الأرحام، ادعموا مسيرة الجهاد والمقاومة والمعارضة بكل ما تملكون، وربوا أولادكم على هذه المسيرة وهذا الدرب، اصبروا على ما أصابكم، اتحدوا وكونوا يدا واحدة، أكررها لكم ك ام أوصانا بها والدي، إياكم والتفرق، إياكم والتشتت.

إلى أخواتي العزيزات:

الله الله في النهج الزينبي والعباءة الزينبية، فزينب عليها السلام منهج عفة وأخلاق وصبر وتقوى، قبل أن تكون زيًّا وعباءة ومظهر، لا تجرحن قلب الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه وتحاربن نهجه وتوجهن عليه سهاما باتباعكم غير نهج جدته الزهراء عليها السلام الذي تأصل بزينب عليها السلام.

وصيتي الأساس لكم يا أخواني وأخواتي هي أمي الغالية، حافظوا عليها بأشفار عيونكم، واعملوا على راحتها، وأخيرا، أسألكم السماح والدعاء وبراءة الذمة.

أستودعكم الله
ونلتقي في الجنان إن شاء الله

إلى كل مَن يقرأ هذه الأسطر

أحبتي، أهلي، جيراني وإلى كل من عرفته أو عرفني إلى كل من تصل له هذه الأحرف وكل من يقرأ هذه الأسطر:

عن الصادق عليه السلام قال: «معاشر الشيعة.. كونوا لنا زينًا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول، وقبح القول».

وقال عليه السلام: «امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها.. وإلى أسرارنا كيف حفظهم لها عند عدونا، وإلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها».

وعن الباقر عليه السلام قال: «يا أبا المقدام!.. إنما شيعة علي (عليه السلام) الشاحبون الناحلون الذابلون، ذابلة شفاههم، خميصة بطونهم، متغيرة ألوانهم، مصفرة وجوههم، إذا جنهم الليل اتخذوا الأرض فراشا، واستقبلوا الأرض بجباههم، كثيرٌ سجودهم، كثيرة دموعهم، كثير دعاؤهم، كثير بكاؤهم، يفرح الناس وهم محزونون».

اسعوا جاهدين لأن تكونوا من شيعة علي)ع( حقا، فإن أهل البيت قد رسموا لنا الطريق وحدوده. اعملوا لآخرتكم وحافظوا على صلواتكم، ولا تفرطوا في صلاة الجماعة أو في فريضة الجمعة، ولا تفوتوا هذا الثواب العظيم. حافظوا على تلاوة القرآن واكتساب علومه، واظبوا على زيارة المعصومين، وعلى صلاة الليل وأداء النوافل، قوموا لله في لياليكم، لا تفرطوا ولا تتركوا صلاة الليل، اجعلوها يوميةً كالفرائض الواجبة إن استطعتم، أدوها بخشوع وانقطاع تام لله عز وجل، تقربوا لله بالمستحبات وواظبوا على دعاء العهد وتجديد العهد مع إمامنا الحجة كل صباح، ولا تتركوا دعاء الندبة في جمعاتكم، إياكم وترك غسل الجمعة أو الاستخفاف بفضله، كونوا على وضوء دائما.

لا تجعلوا بيوت الله تفتقدكم وأنتم قادرون، ولا تتركوا مجالس أهل البيت عليهم السلام، واظبوا على حضور المآتم والحسينيات في كل المناسبات، صاحبوا الناس بالمعروف وأحسنوا اختيار الرفاق، اعلموا أن من أحبَّكُم قَرَّبَكُم لله، لا تغرنكم المظاهر وأنصفوا في معاملتكم الناس، وتذكروا قول الإمام علي عليه السلام: «الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» اسألوا عنهم وتابعوا أخبارهم واهتموا بأمورهم، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم».

واسْعوا لخدمة الناس وقضاء حوائجهم، فك ام قال سيد الشهداء عليه السلام: «اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتتحول إلى غيركم». جاهدوا أنفسكم واعلموا أنكم إن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، اعلموا أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس فاجتهدوا في محاربتها بارك الله بكم، عن الإمام علي عليه السلام: «جهاد النفس معمر الجنة».

لا تنجروا وراء الظواهر والعادات الدخلية، والمراد منها إفساد المجتمع وجعله مجتمع منسلخ من الدين والعادات والتقاليد، والتي تهدف لتعرية المجتمع الإسلامي المحافظ، وتهدف لدمار الشعوب وقلب المفاهيم والأسس، حاربوا كل ما يهدف إلى إبعادكم عن الدين، كونوا مثقفين وواعين ومستعدين للصمود والانتصار في الحرب الناعمة، الحرب التي تدمر الشعوب والبلدان دون طلقة نارية واحدة، فهي تستهدف المعتقد والأساس والفكر العام وتسعى لتغييره، هي حرب أكبر م ام يتصور البعض، فكونوا على قدر المسؤولية.

اسعوا لطلب العلم، تثقفوا، استغلوا فراغكم بالتعلم وقراءة الكتب، زيدوا من ثقافتكم، قاوموا العدو في شتى الميادين وانت رصوا عليه، لا تتركوا العدو يتفوق عليكم في أي ساحة جهاد، خصصوا أوقاتا للتزود وطلب العلم، أنتم محاسبون أمام الله عز وجل، فلتعطوا لكل شيء حقه.

تذكروا إمامنا الغائب دائما، صباحا ومساء، هو قريب منا، هو معنا، لكننا نحن الغافلون المبتعدون عنه، كثيرا ما نردد في دعاء الندبة «بنفسي أنت من مغيب لم يخلُ منا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا» لكن هل فكرنا فيها؟ هل تأملنا هذه الكل امت؟ هل قرأنا بقلبنا أم أنها كانت مجرد لقلقة لسان؟

أحبتي إن علينا تجاه إمام زماننا حقوقا، وهي لا تُؤدى بالكل امت والقعود، علينا العمل والاجتهاد، علينا جعل الإمام في أولوياتنا، أنا لا أستطيع تخيل فرد يقضي يومه دون أن يفكر في إمام زمانه، دون أن يعاهده ويدعو له ويشتاق إليه، هو حبيب ومعشوق لا يجب هجرانه، هو يشتاق إلينا، هو معنا، يدعو لنا ولولا دعاؤه واستغفاره لنا لما قبل الله لنا عملا، ولولا رضاه عنا لما رضى عنا الله.

علينا التمهيد لظهور الإمام، علينا محاربة قوى الاستكبار، علينا محاربة أمريكا والكيان الصهيوني وعملائهم في المنطقة وكل بقاع الأرض، لا يجب علينا أن نرضى بوجودهم، علينا أن نطهر الأرض من الرجس تمهيدا لظهوره، علينا التمهيد بالأقوال والأعمال، علينا الاجتهاد في الأفعال، لا يجب أن نكتفي بالكلام، لنتذكر الإمام في جميع أعمالنا، لنشركه في نوايانا، ليكن حاضرا في أذهاننا لا يغيب.

أحبتي استعدوا ليوم تشخص فيه الأبصار، واحذروا كل عمل إذا سئل عنه صاحبه استحى منه، ولا تتعلقوا بشيء من الدنيا، فهي وإن طالت فانية زائلة.

ورد في الحديث القدسي عن الله تعالى: «من طلبني وجدني، ومن وجدني عرفني، ومن عرفني أحبني، ومن أحبني عشقني، ومن عشقني عشقته، ومن عشقته قتلته، من قتلته فعلي دينه، ومن علي دينه فأنا ديّنه» فهنيئا لمن كان الله ديّنه.

«مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضىَٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً»

العبد الفقير المحتاج لرحمة الله والشهيد إن شاء الله
محمد أحمد حسن حمدان
1438 ه/ 2017 م

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى