شهداء البحرين

الشهيد السيد أحمد الغريفي

بطاقة الشهيد

  • العمر: 39 سنة
  • المنطقة: النعيم
  • تاريخ الاستشهاد: 27/7/1985م
  • سبب الاستشهاد: اغتياله من قبل مخابرات امن الدولة في البحرين في حادث سيارة مفتعل.

ويمكن القول بأن مجموع مواقف السيد الشهيد السياسية (تجاه الوضع الداخلي والدولي) والاجتماعية والحركية، وتنزهه عن بلاط آل خليفة، وشعبيته المتزايدة المتنامية، ودفاعه المستميت عن خط آل محمد، وآخر ذلك محاضرته ليلة شهادته بعد صلاة الجماعة الجريئة بمجملها من حيث الاختيار والاسلوب، والتي اشار فيها إلى دور السلطة والسعوديين في الهجمات المسعورة على آل البيت (ع)؛ كل ذلك سبّب شهادته.

وهناك تصور يقول ان هناك شعوراً ضرورياً لدى السلطة في التخلص من السيد الغريفي، ولكن الالتفاف الجماهيري حوله ووضع المنطقة المحلي والدولي لم يكن يسمح باعتقال السيد الشهيد، ولهذا عمدت السلطة في تدبير خطة مخابراتية خبيثة عن طريق تدبير (حادث مروري) ادى إلى اغتيال السيد (قده) بشكل غير مباشر، لأن التقرير الطبي اشار إلى أن هناك جرحاً عميقاً في الرأس إثر طلقة نارية.

دلائل اغتيال الشهيد الغريفي:

  • كان الشهيد ليلة الحادث في منزل والده، وكانت عناصر جهاز المخابرات تحوم حول المنزل بشكل غير اعتيادي، لحظها الزائرون لمنزل والد السيد الشهيد.
  • نقل البعض ان الشارع العام الذي استشهد فيه السيد الشهيد كان مغلقاً في الوقت الذي حصل فيه الحادث، وهذا الشارع لأهميته وحجمه لا يمكن اغلاقه، ولهذا فقد فسّر البعض ذلك بأن المخابرات كانت تخطط لعملية اغلاق الشارع مع تنفيذ جريمة الحادث.
  • ذُكر ان سيارتين تابعتين لجهاز المخابرات _ من ذوات اللون الابيض المميزة _ لاحقتا سيارة الشهيد والتصقتا بسيارته من الجانبين، واحدثتا نوعاً من الاصطدام وتعطيل بعض عجلات السير، مما أدى إلى انحرافها.
  • ترجّل شخص من سيارته بغية مشاهدة الحادث، ولكن كانت هناك سيارتان واقفتين، فمنعه بعض من كان واقفاً وأمره بالانصراف، وعرف انهم من عناصر المخابرات.
  • نقل الابن في احدى السيارتين ونقل الأب في السيارة الأخرى إلى قسم الطوارئ في مستشفى السلمانية بحالة لا يمكن تداركها، وطلب رئيس القسم معلومات عن هوياتهم فرفضوا اعطاءه أية معلومات، وألزموه بأخذ السيد وابنه، وأوضحوا له أنهم رجال مخابرات. بينما قال الابن البالغ (7 سنوات) ان والده هو الذي اخرجه من السيارة وكان في كامل وعيه.
  • اشار تقرير شرطة المرور إلى (ان الحادث وقع في الساعة العاشرة إلا خمس دقائق، وكان بسبب انفجار العجلات الامامية، مما أدى إلى تدهور السيارة وانقلابها أربع مرات. وخلال تدهور السيارة اخذ السيد ابنه محمد البالغ _ من العمر _ سبع سنوات واحتضنه ليحميه، ولكنه سقط (أي السيد) من مكان الزجاجة الأمامية والتي كانت قد سقطت، فارتطم رأسه بالأرض وأُحدث نزيف داخلي مما أدى إلى الوفاة بعد الحادث بحوالي ثلاث ساعات وربع، أي في الساعة الواحدة والربع من صباح يوم الاحد 28/2/1985م، بينما تماثل الابن إلى الشفاء). هذا ما جاء في تقرير السلطة.

وهناك عدة ملاحظات حول هذا التقرير تكشف انه كان معد سلفاً قبل حصول الحادث:

  • أولاً: قال التقرير ان السيد سقط من مكان الزجاجة، والابن يقول ان والده هو الذي اخرجه من السيارة وكان في كامل وعيه.
  • ثانياً: اشار التقرير إلى: سقوط الزجاجة الأمامية. وعطب العجلتين الاماميتين. بينما قال الذين شاهدوا سيارة الشهيد في فناء إدارة المرور _ حيث توضع السيارات التي تحصل فيها الحوادث _ ان السيارة كانت سليمة تقريباً وكذلك الزجاجة الامامية ما عدا بعض الخدوش في مصابيحها. وأن العجلتين المعطوبتين هما الخلفيتان وليستا الأماميتين، كما أشار التقرير! ويبدو أن رجال الأمن نسوا الأوامر وأعطبوا العجلتين الخلفيتين بدل الأماميتين! مضافاً إلى ذلك كيف يمكن أن تعطب عجلتين في آن واحد؟
  • ثالثاً: اشار التقرير إلى أن سبب الوفاة هو ارتطام رأس الشهيد في الأرض بعد سقوطه من زجاجة السيارة الامامية بعد ان سقطت، ولكن التقرير الطبي يقول ان سبب النزيف هو ثقب عميق في الرأس نتيجة طلقة نارية، وقد كان النزيف مستمراً إلى يوم تغسيله، وأبى إلاّ أن يقبل على ربه مخضوباً بدمه (فرحمة الله عليه)، وهذه الدماء النازفة في الخارج هل هي في مصطلح اجهزة المخابرات نزيفاً داخلياً؟!
  • رابعاً: بعد استشهاد السيد الغريفي مباشرة اتصل رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة بوالد السيد الشهيد هاتفياً، وقال له: “لا تقولوا اننا قتلنا ابنكم”. وهذا يكشف ان المخطط هو مخطط مجلس العائلة بأكمله، وكما يقول المثل “يكاد الجاني يقول خذوني”.

التشييع الكبير:

انتشر خبر رحيل السيد الغريفي إلى جوار ربه الأعلى في صباح يوم الرحيل كانتشار النار في الهشيم، فتسارع الناس لتشييعه وبعد ان شيّع الشهيد وغسل جثمانه في مقبرة النعيم نقل الشهيد والمشيعون بالسيارات إلى قرية (عالي)، وتلاقفته آلاف الأيدي، متسربلة بالحزن، بين لاطم وباك، رافعة الأعلام السود، في تشييع مهول قل نظيره؛ قيل عنه انه أضخم تشييع شهدته البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى