مقالات

ياسر كفيت قولاً وصدقت فعلاً

السلامُ على الأسيرِ المقاومِ ياسر أحمد المؤمن.

السلامُ على صديقِ دربِ الجهادِ والمقاومةْ.

السلامُ على صديقِ الطريقِ الصعبِ والمحنةْ.

السلامُ على جراحِك الداميةِ في طواميرِ السجونْ.

السلامُ على قلبِك الطاهرِ المتألمْ، الداعي لله في صومعةِ الأحرارْ.

السلامُ على شهيقِكَ وزفيرِكَ في ذاتِ اللهِ وطلبِ مرضاتِهْ.

السلامُ عليكَ أيها التربةُ الحسينيةْ، المتنسكُ لله في قيامِكَ وصلاتِكَ ودعائِكْ.

السلامُ عليكَ حينَ تقومُ وتعقدْ، والسلامُ عليكَ حينَ تصلي وتدعو، والسلامُ عليكَ حينَ تقاومُ بالسلاحِ والكلمةْ.

شنّفتْ أسماعي ودغدغتْ عواطفي كلماتُكَ أيها الجبلُ الأشمْ، أيها الصامدُ البطلْ، قد لانتْ الكلماتُ لكْ وطوّعَها بيانُكْ، كما طوعتَ طريقَ المحنةِ والمشقةِ، فصيّرتَه حلاوةً في فمِكَ وجسمِكَ وفكرِكَ وبصيرتِكَ.

عرفتُكَ كما عرفتُكْ، بل جهلتُكَ إذ عرفتُكْ، قطعتَ طرقاً وعرةً طويلةَ المسافةِ كثيرةَ الشوكِ عظيمةَ المحنةِ بصبرٍ وإرادةٍ لا مثيل لها، قد أضحيتَ قدوةً للمقاومين وسليلَ نجباءِ المقاومةِ، وهذا عهدُنَا وهذا وعدُنَا أن نضربَ أُنموذجاً عالٍ في المقاومةِ، وأن نصيّرَ الشوكَ ورداً فواحاً يُحلّقُ أريجُهُ فوقَ قبورِ الشهداءِ وبلسماً لأناتِ المعتقلين، وقوةً جبارة ً لمواصلةِ الطريقِ الطويلِ بزادِ الإيمانِ وصلابةِ الروحْ.

عملتَ للدفاع عن كل مقدسٍ وغالٍ، وآليتَ على نفسِكَ بعرقِكَ وسعيكَ وعقلِكَ أن تجيب دعوى الله أداءً للتكليفِ وإبراءً للذمةِ أمامَ الشعبِ بأنه يستطيعُ العملَ تحت كلِ الظروفِ بإبداعٍ وفكرٍ مستنيرٍ لبلوغ الهدفِ والغايةِ، وهي رضا الله، والقرب من محمد (ص) وعلي(ع).

قد ازدانتْ روحي بقوتِك، وكبرَ همي لبأسِك وثباتِك، إذ نحن رهنَ طوعِ شجاعتِك وبصيرتِك، إذ ضربتَ أروعَ أمثلةِ الصبرِ في مقولتِك، وعرّفت سجانيك ضعف سعيهم لمكيدتِك، فخابَ ظنهم وآل عملهم إلى فشلٍ بتدبيراتٍك، مرحباً مرحباً بك سجيناً حراً محلّقاً بإرادتِك.

أنتَ وصحبُكَ في مقبرةِ الأحياءِ والأحرارِ رهانُ المستقبلِ وآيةُ التوحيدِ والصدقِ والوفاءِ والبناءِ لهذا الوطنِ الذي يأن بأوجاعِ النهبِ والتسلطِ والفرعنةِ والقتل، وأنتَ آيةُ الجهادِ والبصيرةِ الذي تستضيء بكم الأمة، وتسيرُ الأمةُ بهدى صلابتكم ووعيكم بمسؤولياتكم الجسام.

فلتستعدَ نفسُكَ ليومِ التحريرْ، فهو قريبٌ جداً بإذنِ الله، و سينبلجُ فجرُ النصرِ، وتظهرُ شمسُ الحريةِ لو بعد حينْ، ونقيمَ العبوديةَ للهِ وحدَه، قد سبقتَني في روحيتِكَ مراتبَ كبرى، ولكنْ خذْ بيديْ كما تعاهدْنَا في أولِ المسيرِ بأنْ نسيرَ بإصرارٍ ووعي وصبرٍ حتى لو بَعُدتْ الشُّقةُ وشقَّ المسيرْ.

 

أخوك في درب المقاومة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى