ثقافة
ترند

ما هي الحرب الناعمة

المعروف في السابق أن الحرب العسكرية هي التي تستخدم فيها أداة الحرب والقتال، من السيف والنصل إلى البندقية والمسدس ثم الصواريخ قريبة وبعيدة المدى نهاية بالقنابل النووية والذكية والطائرات الحربية فائقة التصنيع، وتعتمد هذه الحروب على التجهيزات الكبيرة والمكلفة والباهظة الثمن في سبيل تحصيل الغلبة وقهر الطرف الآخر.

وتفرد للتجهيز والإعداد للجيوش ميزانية مكلفة بالنسبة للدول، حيث يذهب النصف أو أكثر من إجمالي المدخول الدول في صناعة آلة الحرب والاستعداد لأي محذور مستقبلي يهدد أصل وجود أي نظام، وهذا ما استدعى إلى سباق التسلح.

ولكن طفح على السطح مصطلح جديد بعد الحرب العالمية الثانية، بعد حقبة استعمارية طويلة وحربين عالميتين أدخلت الدمار على الشعوب المستضعفة وألحقت الضربات والخسائر بالدول الاستعمارية.

فجاءت فكرة الحرب الناعمة شيئاً فشيئاً تحل محل الحرب الصلبة العسكرية، وذلك لعدة عوامل وأسباب.

ولكن قبل ذكر العوامل والأسباب، لا بد من الإشارة لمعنى الحرب الناعمة كما عرفها الأميركي جوزيف ناي وكيل وزارة الدفاع الأميركية السابق حيث قال: هي استخدام كل الوسائل المتاحة للتأثير في الآخرين باستثناء الاستخدام المباشر للقوة العسكرية.

هذا التعريف لم يستثن استخدام القوة العسكرية الصلبة وهذا ما أثبته الواقع المعاش في بعض حروب أمريكا التي شنتها بالمباشرة أو بالوكالة، كالعراق وسوريا واليمن وليبيا، فهي أقرب لاستخدام العصا والجرزة.

وقد أباح هذا التعريف استخدام أي وسيلة في التأثير على الآخرين، سواءً كانت هذه الوسيلة مشروعة أو غير مشروعة، وهذا دأب الطغاة حيث منهجهم الغاية تبرر الوسيلة، وحيث غايتهم بسط السيطرة على الدول والشعوب وجعلهم عبيد تحت إرادتهم وطوع أمرهم، لكي يحلو لهم أخذ خيرات الدول ومقدراتها من دون أدنى مقاومة أو حتى كلمة تعارض سياساتهم، فيبررون لأنفسهم العمل بأي وسيلة توصلهم لهذه الغاية وإن كانت تلك الوسيلة قذرة.

وقد استخدمت الحرب الناعمة في أكثر الدول بعد الحرب العالمية الثانية، كما حصل في تفكيك الاتحاد السوفييتي، حيث كان التأثير على الشعوب فلم يطلق ولا صاروخ واحد من قبل أميركا على الاتحاد السوفييتي.

 
 
 
 

    اترك تعليقاً

    زر الذهاب إلى الأعلى