مقالات

شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شرائط محددة على إثرها يمكن لمن يريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إبداء الموقف المعين ضد أو مع الحادثة الواقعة، وهذا يستلزم من الإنسان المؤمن أن يتبصر حول هذا الموضوع المهم الذي يتوقف عليه مصلحة الدين ومصلحة المؤمنين، وهذا التبصر لمعرفة الشرائط التي يعرف بها المكلف تكليفه تجاه الحوادث التي تقع أمام ناظريه.

الشرائط – كما يذكرها الفقهاء رحم الله السابقين منهم وأدام ظلال الباقين – خمسة، وهي:

الشرط الأول: معرفة المعروف والمنكر، فلا يستطيع من يجهل بها أن يأمر أو ينهى، وهذا ما يوقعه في الأغلاط فيريد أن يأمر وإذا به ينهى في موضع الأمر وبالعكس. وقد أوجب بعض الفقهاء التعلم المعروف والمنكر مقدمة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد أوجب الفقهاء في موضع آخر، وجوب التعلم المسائل التي تكون في معرض الابتلاء، وهذا الموضوع من صغريات هذه المسألة.

الشرط الثاني: احتمال تأثير الأمر والنهي، وأما لو علم بعدم التأثير فلا يجوز الأمر والنهي، وأما مع الظن بعدم التأثير فيجب الأمر والنهي، وقد أحتاط بعضهم حال العلم بعد التأثير بإظهار الكراهة قولاً أو فعلاً.

الشرط الثالث: أن يكون الفاعل مصراً على ترك المعروف أو ارتكاب المنكر، ول قامت أمارة على ارتداعه عن عصيانه فلا يجب الأمر والنهي، وقد أوصل بعضهم حتى لو احتمال ذلك، هذا فضلاً عن العلم والاطمئنان بعد العصيان مرة أخرى.

الشرط الرابع: أن يكون ترك المعروف وارتكاب المنكر منجزاً، بمعنى أن ارتكاب المعصية ليس لها مبرر شرعي، للاشتباه في الموضوع أو الحكم أو التقليد.

الشرط الخامس: أن لا يكون الأمر والنهي موجباً للضرر على الآمر والناهي في نفسه وماله وعرضه المعتد به أو يلزم منه الوقوع في الحرج الذي لا يتحمله، فإنه يجوز له الأمر والنهي ولكن لم يجب عليه ذلك، وهذا في غير ما يهون دونه الحرج والضرر كما لو كان من الأهمية بمكان عند الشارع المقدس.

وأما لو كان الضرر يقع على بعض المسلمين من جهة النفس والعرض والمال فيسقط وجوب الأمر والنهي، وأما لو كان المعروف والمنكر مهماً الدى الشارع المقدس فيحتاج لموازنة بين جانب قوة الاحتمال وأهمية المحتمل فقد لا يسقط الوجوب.

وهذا يوجب الفحص الدقيق في كل موضوع قد أتعرض له، فقد أتجنب ذلك – الأمر أو النهي – بدون الفحص وقد تركت مسؤولية عظيمة قد ألقيت على عاتقي، وسأسأل عنها يوم القيامة.

وللتفصيل في هذه الشرائط ممكن مراجعة باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتدارسه، لأن ما ذكرناه يعتبر نافذة قد فتحناه لكم.

* هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى