تقارير عسكرية

«بروفة» توغّل جنوبيّ غزة: الكيان الصهيوني يتلقّى أولى المفاجآت

لم تكُن نتيجة «بروفة» التوغّل الإسرائيلي في شرقيّ خانيوس جنوبيّ قطاع غزة، والتي نُفّذت، أمس، سوى نموذج عملي مصغّر مما توعّدت به «كتائب القسّام» القوات البريّة الإسرائيلية من كمائن محكمة، محذّرةً إياها، على لسان الناطق باسم «القسام»، أبو عبيدة، من أن غزة ستكون «مقبرة للغزاة». وبالفعل، فإن هذه التجربة التي لم يدرجها الاحتلال في سياق العملية البرية التي يتوعّد بها منذ بدء معركة «طوفان الأقصى»، وصفتها «القسام» بأنها «كمين محكم» تعرّضت له قوة إسرائيلية مدرّعة بعد عبورها السياج الفاصل لعدة أمتار. وأضافت «الكتائب»، في بيان، أن «مجاهديها التحموا مع القوة المتسلّلة ودمّروا جرافتين ودبابة وأجبروا العدو على الانسحاب، وعادوا إلى قواعدهم بسلام»، فيما جنود القوة الإسرائيلية «فرّوا شرق السياج الفاصل مشياً على الأقدام».

وفي المقابل، قال جيش العدو الصهيوني إن العملية تأتي «في إطار الجهود الرامية لتفكيك البنية التحتية للإرهاب وتطهير المنطقة من الإرهابيين والأسلحة والعثور على المفقودين وجثث القتلى»، واعترف بمقتل جندي وإصابة آخر بجروح متوسّطة، واثنين بجروح طفيفة، وذلك «خلال مداهمة محلية نُفّذت في وقت سابق أمس في قطاع غزة في منطقة كيبوتس كيسوفيم».

والواقع أن الفشل الذي مُنيت به هذه المحاولة، وما سيتبعه من إخفاقات مماثلة في حال بدء العملية البرية، كل ذلك ليس مستغرباً بالنظر إلى التطوّر المُسجّل في قدرات المقاومة في القطاع، وآخر مظاهره ما كشفته «القسام» من امتلاكها قذيفة «الياسين» المضادّة للدروع ذات العيار 105 مليمترات، وذلك في فيديو يوثّق تدميرها دبابة «ميركافا» إسرائيلية في إحدى المستوطنات في «غلاف غزة» خلال عملية «طوفان الأقصى».

من جهته، خاطب وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، جنوده في قاعدة جوية بالقول: «لا يوجد شيء يمكن أن يوقف جيش الدفاع الإسرائيلي. ينبغي أن تكون هذه المناورة الأخيرة في غزة، لسبب بسيط هو أنه لن يكون هناك وجود لحماس بعدها»، مضيفاً أن «الأمر سيستغرق شهراً أو شهرين أو ثلاثة لكن في النهاية لن تكون هناك حماس».

وتابع: «قبل أن يلتقي العدو بالمدرّعات والمشاة، يلتقي بقنابل القوة الجوية». وبالتوازي مع ذلك، أجرى مجلس وزراء الحرب تقييماً للوضع، شارك في مناقشاته أيضاً رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس «الشاباك» رونين بار.

في السياق نفسه، ذكرت شبكة «بلومبرغ» الأميركية أن الكيان الصهيوني يتجاوب مع طلب الولايات المتحدة تأجيل الاجتياح البري مقابل استنفاد الاتصالات الدبلوماسية للإفراج عن الأسرى. وبحسب الشبكة، فإن ذلك «يمكن أن يؤخّر وربما يغيّر فكرة شن هجوم بري على القطاع».

ويأتي هذا في ظلّ محادثات مستمرّة بخصوص الأسرى، أفضت، إلى الآن، إلى إطلاق سراح أمّ أميركية وابنتها بوساطة قطرية، وسط تظاهرات ينفّذها المئات من أهالي هؤلاء أمام مقر وزارة الحرب في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم. وأجرى رئيس كيان الاحتلال، يتسحاق هرتسوغ، لقاءً بممثلي الأسرى، وتعهّد بـ«بذل قصارى جهده» لإعادتهم، لافتاً إلى أن الأمر «يتطلّب منا أن نتصرّف بهدوء ومسؤولية». وأضاف: «بسرعة، هذا هو التحدي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى