محور المقاومة

إيران: ملف اختطاف الصدر لا زال مفتوحاً

إيران – (الأبدال): قال الناطق باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، ان ملف اختطاف الامام السيد موسى الصدر مازال مفتوحا وإن الخارجية مازالت تتابعه حتى تبيين الحقيقة.

وقال بهرام قاسمي في الذكرى السنوية الأربعين لتغييب الامام موسى الصدر إلى أن ” الإمام مفكر فذ ومبدع وعالم دين مواكب لتطورات عصره”. وأشار إلى أن الإمام الصدر قد “بدأ نشاطه الديني والسياسي والثقافي والاجتماعي في حقبة زمنية صعبة ومعقدة وفي ظروف خاصة كان يمر بها لبنان”، وأضاف: “نحن شهدنا جهود هذا العالم الرفيع وتجليات افكاره السامية في العالم الاسلامي”.

وتطرق قاسمي الى مكانة الإمام السيد موسى الصدر في نشر ثقافة التعايش السلمي بين الاسلام والاديان الالهية وحتى بين المذاهب الاسلامية، وقال: “إن الجمهورية الاسلامية الايرانية بدورها تتابع هذا الملف حتى اتضاح ماينطوي عليه من حقائق”.

وأكد قاسمي على عدم وجود “أي وثيقة تدل على وفاة الامام موسى الصدر”، مشدداً على ان الجمهورية الاسلامية وعائلة الإمام ممثلة بمحاميه تتابع بعد سقوط النظام الليبي وبكل جدية الملف لتحديد مصير سماحته.

من جانب آخر غرد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في الشؤون الدولية “حسين امير عبد اللهيان”، على صفحته في تويتر، حول ما جرى مع الإمام موسى الصدر قائلاَ: انه لا يوجد أي دليل في اليد يدل على استشهاد الإمام موسى الصدر.

وتابع نحن بانتظار الشخصيات المؤثرة في ليبيا ولبنان ان يقوموا بخطوات جدية من اجل تحديد مصير الإمام الصدر ، وعليهم أن يأمروا اللجنة الخاصة للتحقيق حول هذا الامر المهم.

السيد موسى الصدر ولد في مدينة قم المقدسة في 4 حزيران/يونيو 1928 وهو ابن السيد صدر الدين الصدر المنحدر من جبل عامل في لبنان. ودرس العلوم الدينية ونال شهادتين في علم الشريعة الاسلامية والعلوم السياسية من جامعة طهران عام 1956 وتوجه بعدها الى النجف الاشرف لإكمال دراسته، وفي 1960 توجه الى مدينة صور اللبنانية.

قام الامام الصدر بإنجازات كبيرة وهامة على الساحة اللبنانية بما فيها مشاريع خيرية ومدارس، ومن اهمها تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية المعروفة بحركة أمل في عام 1974، وقد صادف ذلك بداية الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان، وقد ساهمت الحركة في دحر فلول المحتل الصهيوني.

كما أنشأ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عام 1969 لتوحيد كلمة الطائفة اشيعية ضمن نسيج المجتمع المدني في مواجهة الظلم الاجتماعي.

وصل الإمام الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25 أغسطس 1978 يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفاً على السلطة الليبية في “فندق الشاطئ” بطرابلس الغرب. وكان الإمام الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع معمر القذافي. وقد أغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الإمام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين. وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا، خلاف عادته في أسفاره حيث كان يُكثر من اتصالاته الهاتفية يومياً بأركان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وبعائلته.

وقد شوهد في ليبيا مع رفيقيه، لآخر مرة، ظهر يوم 31 أغسطس 1978. بعد أن انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفائه معهما، فيما أعلنت السلطة الليبية أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية. ووجدت حقائبه مع حقائب الشيخ محمد يعقوب في فندق “هوليداي ان” في روما وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقاً واسعاً في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12 أغسطس 1979 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.

وأبلغت الحكومة الإيطالية رسمياً، كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الاراضي الإيطالية ولم يمروا بها “ترانزيت”.

أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا حيث تمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.

وقد أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين صحفيين عقدهما نائب رئيس هذا المجلس في بيروت بتاريخ 31 آب/أغسطس 1979 و10 نيسان/أبريل 1980 مسؤولية معمر القذافي شخصياً عن إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه، كما أعلنت هذه المسؤولية أيضاً منظمة التحرير الفلسطينية في مقال افتتاحي في صحيفتها المركزية “فلسطين الثورة”العدد 949 تاريخ 11 كانون الاول/ديسمبر 1979.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى