الأبدال بلسثقافة

السيناريوهات المحتملة لمستقبل التطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني

قد يكون من الصعب الجزم بمسارات مستقبل التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني مع الإدارة الأمريكية الحالية، ونظراً للمتغيرات التي قد تحدث بالمنطقة العربية وجوارها الإقليمي وعلى الصعيد الدولي، وفيما يلي السيناريوهات المتوقعة:

السيناريو الأول: توسع دائرة التطبيع

يتوقع هذا السيناريو انضمام بعض الأنظمة العربية لقائمة الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني، كجهود ثنائية بين الكيان وتلك الدول، حيث يعتمد السيناريو على فرضية أن التطبيع تحول إلى مصلحة مشتركة، والسعي لتبني إجراءات تهدف لكسر الحواجز التي منعت التطبيع مسبقاً، لكي تفتح باب التطبيع أمام الدول الأخرى.

ويفترض هذ السيناريو إقدام بعض القيادات العربية على التطبيع، امتثالاً للضغوط الإسرائيلية والأمريكية، يعزز هذا السيناريو دخول دول المنطقة في مشاكل عديدة تهدد أمنها القومي، وهذا السيناريو حال تحقيقة سيمثل نقطة إيجابية فارقة للكيان الصهيوني تجاه تحقيق أهدافه بالمنطقة.

السيناريو الثاني: جمود التطبيع

يفترض هذا السيناريو توقف موجة التطبيع بين دول عربية جديدة مع الكيان الصهيوني، ارتباطا بعدم وضوح الرؤية للإدارة الأمريكية، حيث أنها معنية بالتعامل مع كثير من التحديات الداخلية وأولويات السياسة الخارجية.

ويتوقع هذا السيناريو أن تركز الإدارة الأمريكية على إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، والحث على ضرورة تقديم الطرفين تنازلات مشتركة. ويعزز تحقيق هذا السيناريو حال تبين ضعف مكاسب التطبيع أو عودتها بنتائج سلبية.

السيناريو الثالث: انكماش التطبيع (تراجع الدول المطبعة)

يتوقع هذا السيناريو الذي يعد أقلها حظوظاً في التحقق، أن تساهم مجموعة من الأحداث والعوامل في تراجع بعض الدول التي أقدمت على التطبيع عن استمرارها فيه، بسبب احتمالية حدوث تجاوزات متوقعة من الكيان الصهيوني يعقبها احتجاجات شعبية غير مسبوقة، أو حرب كبرى يشنها الكيان على الفلسطينيين تثير الرأي العام العربي وهذا السيناريو من الصعب حدوثه خلال المنظور القريب.

السيناريو الرابع: فشل التطبيع كليًا

 يعد هذا السيناريو الأكثر قبولا لدى الشعوب العربية على الأقل خلال المرحلة الراهنة. ويأتي هذا السيناريو من واقع ترسيخ فكرة أن الكيان الصهيوني ما زال هو العدو الأول للدول العربية في ضوء سوابق تاريخية عميقة باعتبارها مغتصبة ومحتلة للأراضي الفلسطينية، وفى ذات الوقت يضعُف حدوث هذا السيناريو بسبب انشغال الدول العربية بالقضايا الداخلية وتراجع التفاعل الإيجابي مع تطورات القضية الفلسطينية. وهذا السيناريو مستبعد خلال المرحلة الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى