مقالات

هل اعلان المقاومة عن شهدائها يبعد التضامن مع قضيتهم؟

يعتبر البعض ممن يشكل على تبني المقاومة الإسلامية -سرايا وعد الله- لشهدائها، أن التبني يبعد التضامن الدولي والإقليمي والمحلي مع الشهداء، حيث يوسم الشهداء بالإرهاب وغير ذلك مما هو مخالف للأعراف الدولية والحقوقية. فهل تبني المقاومة للشهداء يبعد التضامن مع قضيتهم؟

أولاً: التضامن الدولي

لم يتضامن معنا المجتمع الدولي في قضية واحدة، وإذا صرح بتصريح فلا يعدو ذلك مجرد كلام لرفع العتب من غير حقيقة واقعية على الأرض، فالشعب عندما أراد التغيير عام 2011 دخل -درع الجزيرة- الجيش السعودي والإماراتي بعتاد ثقيل لمواجهة شعب أعزل أراد ممارسة حق من حقوقه الطبيعية، وهو تكوين دولته وتقرير مصيره بنفسه من دون وصاية من أحد على قراره الشعبي والسيادي.

ولكن سفك الدم الحرام في الشوارع وقتل الناس تحت قانون الطوارئ، ومسمى الإرهاب، لم يحرك المجتمع الدولي ولا الأمم المتحدة تجاه ما يحدث في البحرين، فالمجتمع الدولي مجتمع منافق ومنحاز لمصالحه وتأمينها فقط وفقط.

ثانياً: التضامن العربي

لم يتضامن معنا أشقاؤنا العرب الذي نشترك معهم في العروبة، ولم يدافعوا عنا من سلطة جاثمة على صدرنا منذ مئتين ونيف من السنين، بل دعموا النظام لخوفهم من تهاوي عروشهم الواحد تلو الآخر. ومن قتلنا في البحرين هم جزء من العرب الذين نشترك معهم في الدم والعروبة.

ثالثاُ: التضامن الداخلي

أهل السنة محل تقدير لدى المقاومة الإسلامية، وهم جزء من مسيرة الحراك في عام 2011، وقد ضغط النظام وأزلامه لتغييب هذا التحرك، بل وبعد ذلك خنق أي صوت يخرج للتضامن مع الشعب ومطالبه، كالأخ النائب السابق أسامة التميمي، وقد دفع ضريبة ذلك عندما ضيق عليه في رزقه واُقعد مريضاً.

وشهيدا المقاومة عندما تبنتهما المقاومة الإسلامية من باب الانتماء لجهة تعمل لرفع الظلم عن الشعب، بشتى الوسائل التي أباحها الشرع والعقل.

وأن التضامن معهما واجب على جميع القادرين على ذلك، لأن الظلم قد شملهما منذ أن كانا أحياء إلى ما بعد استشهادهما، فقتلهم جرم عظيم بحسب الموازين التي تدين بها الشجرة الملعونة حيث يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز عشرين سنة … كل من ثبت قيامه -بقصد الإخلال بأمن المملكة- بأي فعل من الأفعال … تهريب متفجرات إلى داخل المملكة.

فهما لم يقوما بفعل يوجب القتل وقطع الرأس، فما وقع عليهما ظلم عظين وكبير، وكل حر في العالم من واجبه الأخلاقي والشرعي رفع مظلومية هؤلاء الشهداء. ولكن لا حياة للمجتمع الدولي أو العربي المنحاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى