تقارير أمنية

تحليلات دولية وعربية: حالة الردع في الكيان المؤقت “3”

قبل عدة عقود كان بن غوريون يقول: “عندما نفقد قدرتنا على الردع سوف ننتهي ونضمحل”؛ اليوم يشهد العالم هذا الواقع.

إن التطورات الأخيرة، خاصة بعد “عملية مجدو” وتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية التي أوجعت الكيان، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من غزة ولبنان وسوريا، وغيرها من المستجدات، عكست حجم تآكل الردع الإستراتيجي في الكيان المؤقت والذي عجز في السنوات الأخيرة عن مواجهة محور المقاومة من باب القوي والمبادر، وأخذه دور الطرف الذي يتلقى الضربات والذي يلجأ للردّ بصورة محدودة وفي مناطق مفتوحة غير فاعلة، وذلك في ظل الخوف من اشتعال حرب متعددة الجبهات مع وجود أزمة متعددة الجوانب في الداخل الإسرائيلي وضعف الجيش وتراجع فرص التطبيع وتوتر العلاقة مع الولايات المتحدة وتعاظم قدرات محور المقاومة وتماسكه وغيرها من الأسباب التي تدفع الكيان إلى التفكير في طبيعة الرد والهجوم وأخذ الحذر في أي خطوة مستقبلية.

وفي هذه الورقة، خلاصة تحليلات الصحف العربية والعبرية كما الغربية (رقم 3) بالإضافة إلى بعض التصريحات، حول تآكل الردع الاستراتيجي في الكيان المؤقت وتأثيره على المواجهة مع محور المقاومة.

الصحف العربية

الردع الاستراتيجي مُقابل التهديد الاستراتيجي

عبد الله أمين | شبكة الهدهد – 16 نيسان 2023

إن المتابع للشأن الصهيوني؛ يرى ويسمع ويقرأ في الآونة الأخيرة، وبشكل متكرر ما بات يردده قادته من أن تآكلاً في ردعهم لعدوهم قد حصل، وأن عدوهم ما عاد يهابهم، وأنهم باتوا يواجهون أعداءً  لا تعبأ بتهديدهم، ولا بزبدهم فضلاً عن رغائهم.

مؤشرات تراجع الوضع الاستراتيجي الإسرائيلي

وسام أبو شمالة | الميادين – 17 نيسان 2023

يرجع تأكّل الردع الإسرائيلي وتراجع الوضع الاستراتيجي للعدو إلى عدد من العوامل الداخلية والخارجية، أبرزها على صعيد البيئة الداخلية، حيث تمرّ “إسرائيل” بمنعطف خطير بسبب الانقسامات الداخلية السياسية والاجتماعية

نتنياهو يلوّح باستئناف الاغتيالات… و”حماس” تهدد: “ردنا أكبر من التوقعات”

كفاح زبون | الشرق الأوسط / 23 نيسان 2023

أكدت «القناة 12» الإسرائيلية، أن نتنياهو دعا وزراءه في اجتماع المجلس الوزاري والسياسي المصغر (الكابنيت) إلى تجنب الحديث العلني عن خيار العودة إلى سياسة الاغتيالات.

وجاء طلب نتنياهو بعد نقاش حول المسألة، في إطار نقاش أوسع كان منصبّاً على استعادة «الردع الذي تآكل»، وتقرر خلاله تغيير السياسة المتَّبعة بعد انتهاء الأعياد في إسرائيل.

ومن بين أشياء أخرى تمت مناقشتها، تطرَّق «الكابنيت» إلى إعادة تفعيل سياسة الاغتيالات حتى لو كلف الأمر في النهاية الدخول في جولة قتال مع قطاع غزة.

السفينة الإسرائيلية في عين “العاصفة التامة”

جمال زحالقة | أمد للإعلام – 20 نيسان 2023

أثار التصعيد الأخير على جبهات سوريا ولبنان وفلسطين، نقاشا حادّا داخل إسرائيل، وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤتمرا صحافيا خاصّا افتتحه بالقول «إسرائيل تتعّرض لهجمة إرهاب» وانبرى، كعادته، إلى تحميل حكومة بينيت ولبيد المسؤولية عن تردّي الأوضاع الأمنية وقال: «الحكومة السابقة وقّعت، بلا مقابل، على اتفاق استسلامي مع حزب الله (اتفاق الغاز)، والنتيجة أن زادت الهجمات وتراجع الردع». واعترف نتنياهو بتآكل قوّة الردع الإسرائيلي عموما، وعزا ذلك إلى دعوات رفض الخدمة، وإلى مواقف المعارضة، التي تروّج بأنّ إسرائيل في «حالة انهيار». وحذّر من عدم إساءة تفسير ما يجري في إسرائيل مضيفا، «عند اللزوم، سيلقى أعداؤنا جيشنا بكامل عزمه وعزيمته». وأرسل تهديدات باستهداف الجيش السوري والبنى التحتية لحماس في لبنان، التي قال بأنه لن يسمح بإنشائها، ما يوحي بأن الحكومة الإسرائيلية تنوي التصعيد في الجبهة الشمالية.

رمزي بارود ARAB NEWS – 17 نيسان 2023

أثبتت العمليات العسكرية الواسعة النطاق والممتدة عدم جدواها لإسرائيل في السنوات الأخيرة. لقد فشلت مراراً وتكراراً في غزة ، كما فشلت من قبل في جنوب لبنان. كما أن التغيير الحتمي في الاستراتيجية كان مكلفًا أيضًا من وجهة النظر الإسرائيلية ، لأنه مكّن المقاومة الفلسطينية وحرم إسرائيل مما يسمى بقدرات الردع.

صحيفة عبرية: حكومة نتنياهو تسببت بضرر جسيم في الردع والاقتصاد

فلسطين الآن – 17 نيسان 2023

أكد الكاتب الإسرائيلي في مقاله بصحيفة “معاريف” أفرايم غانور، أن أداء حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية التي يقودها المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، بعد مرور أكثر من 100 يوم على حكمها، تسبب بضرر جسيم لقوة الردع الإسرائيلي ولمنظومة الاقتصاد أيضًا في “إسرائيل”.

الصحف العبرية والغربية

صالح العاروري | پروفیل الهدف رقم 1 للتصفية

إيتي إيلناي – يديعوت أحرنوت

لا شك لدى أحد بأن العاروري، كان أحد العوامل الأساسية التي أعطت التعليمات “لحماس فرع لبنان” لبدء إطلاق الصواريخ، الأمر الذي كسر ميزان الردع الهش بين “إسرائيل” ولبنان.

توحيد محور المقاومة الفلسطينية مع محور إيران – حزب الله

أودي ديكل | مباط عال – 16 نيسان 2023

إن التصعيد المتعدد الساحات يؤكد ويوحد محور المقاومة الفلسطينية الذي يعتمد على “حماس” والجهاد الإسلامي مع محور إيران – حزب الله، الذي يحاول السيطرة على الكفاح الفلسطيني ضد إسرائيل بما يتلاءم مع حاجاته، وفي الوقت عينه يزيد ردوده على الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف في سورية تابعة لإيران وحزب الله من خلال تشجيع “الإرهاب” الفلسطيني وزيادته (توحيد الساحات وتهريب السلاح والمال) للعمل ضد إسرائيل. وبالنسبة إلى توقيت التصعيد، فإن له علاقة وثيقة بالأزمة الداخلية في إسرائيل، ويكشف جرأة أكبر من جانب أعدائنا لاختبار ضعف حصانتها، وهل الفرصة ملائمة لتغيير قواعد اللعبة في مواجهتها.

يتعين على حكومة إسرائيل تخفيف الاستقطاب والتوترات في المجتمع الإسرائيلي والتي يرى فيها أعداء إسرائيل زعزعة لقدرتها على مواجهتهم في كل الساحات. وفي الوقت عينه، يجب على إسرائيل تخفيف التوترات في الساحة الفلسطينية والتمسك بالوضع القائم في حرم المسجد الأقصى، كالقرار الذي اتخذ في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان [منع اليهود من دخول الحرم] والاستمرار في تعزيز السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني معها.

بهذه الطريقة تستطيع إسرائيل التركيز على ثلاثة مجالات؛ ترميم قواعد اللعبة في مواجهة حزب الله في لبنان، وإعادة فحص معادلة الردع المتبادل التي تمنع إسرائيل من العمل ضد البنية التحتية لـ”حماس” في لبنان، بالإضافة إلى وقف تقدم إيران في طريقها إلى النووي، والتمركز في الساحة الشمالية وكبح مساعيها للسيطرة على الساحة الفلسطينية، كما يجب العمل على تقويض مكانة “حماس” الآخذة في الازدياد في الساحة الفلسطينية.

على الرغم من المخاوف الهائلة، فإنه يتعين على إسرائيل شنّ حرب وقائية ضد أعدائنا

أفرايم غانور | معاريف – 20 نيسان 2023

كتبت المقدمة الطويلة، انطلاقاً من الشعور بأن دولة إسرائيل في هذه الأيام تمرّ بالواقع عينه، وتشعر بالتهديد الذي شعرت به في سنة 1967. الانقسام والتصدّع في دولة إسرائيل، كما يتم تصويرهما ونشرهما يومياً في شتى أنحاء العالم من خلال التظاهرات، ومن خطابات السياسيين وتصريحاتهم، خلقا شعوراً بأن الدولة تتفكك، الأمر الذي شجّع أعداءنا الكثُر المتعطشين لاستغلال اللحظة للهجوم وتدمير دولة اليهود.

في هذا الوقت الذي تضاء كل أضواء التحذير بقوة على خريطة إسرائيل، لا مجال للتردد، ويجب على دولة إسرائيل، الآن وفوراً، شنّ حرب وقائية ذكية ومفاجئة لضرب منظومة آلاف الصواريخ لدى حزب الله في لبنان، والموجهة نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتوجيه ضربة قاضية إلى “رأس الأفعى” الإيرانية، وكذلك توجيه ضربة إلى “حماس” والجهاد الإسلامي.

الاتفاق السعودي – الإيراني – الحوثي يمكن أن يفتح جبهة جديدة لدولة إسرائيل

يهوشواع كليسكي | موقع واللا – 19 نيسان 2023

في ظل عدم وجود حافز لمهاجمة (الدولة الشقيقة السّنية)، ثمة تخوف محتمل من أن يوجه الحوثيون قدراتهم المؤكدة ضد إسرائيل، بتشجيع من إيران. ومن المحتمل حدوث مثل هذا السيناريو كردّ على الهجمات على الميليشيات الموالية لإيران في سورية والعراق، أو كعمل استفزازي، هدفه فحص حدود الرد الإسرائيلي. ويمكن أن يتحقق هذا الأمر من خلال مهاجمة منشآت استراتيجية، مثل ميناء إيلات ومحيطه ومنشآت النفط ومطارات المنطقة، أو مهاجمة سفن في البحر الأحمر يملكها رجال أعمال إسرائيليون، وضرب طريق التجارة البحرية بين إسرائيل والهند ودول الشرق الأدنى.

في ضوء مثل هذا السيناريو، ستجد إسرائيل نفسها محاطة بحلقة شيعية –سنية مسلحة بكل أنواع السلاح، من السهل تشغيلها، ومن الصعب كشفها واعتراضها، وذات قدرة تدميرية كبيرة. وتشمل هذه الحلقة، بالإضافة إلى المتمردين الحوثيين جنوباً، وكلاء إيران شرقاً في العراق، وحزب الله في الشمال، و”حماس” والجهاد الإسلامي في قطاع غزة من الغرب.

الحرب متعددة الجبهات مع وكلاء إيران تزعج إسرائيل على الرغم من الردع

بن كاسبيت | Al-MONITOR – 25 نيسان 2023

لم يوضح غالانت سبب قلقه من “تقارب الساحات”، لكن لا يوجد لغز كبير. وبدا أنه يشير إلى التآكل المستمر للردع الإسرائيلي والتأثيرعلى جميع الجبهات، والذي تسارع بشكل كبير بفعل الأحداث الأخيرة.

تصريحات

وزير الجيش غالانت

«لقد عملنا لسنوات بناء على افتراض أنه يمكن إجراء مواجهات محدودة، لكن هذه ظاهرة آخذة في التلاشي.  اليوم، هناك ظاهرة ملحوظة ومتصاعدة لتوحيد الساحات».

“نحن في نهاية عصر الصراعات المحدودة وبداية عهد أمني جديد قد يكون فيه تهديد حقيقي لجميع القطاعات في نفس الوقت، دور غالانت هو إعداد الجيش الإسرائيلي لهذه الحملة، ويجب على الجمهور أيضًا أن يفهم أن هذه ستكون حربًا مختلفة تمامًا عن سابقاتها … هذه رسالة يجب نقلها من المؤسسة الأمنية إلى المواطنين، حتى لو كان لا بد من ذلك يتم القيام به بعناية وبشكل مسؤول”.

أوريت فولوب، باحثة في معهد أبحاث الأمن القومي

“في الفترة التي فيها لبنان ضعيف، “إسرائيل” تخشى العمل في لبنان ضد بنية حزب الله وحماس، فـ”إسرائیل” مردوعة، إذ لدينا رئيس وزراء لا يحاول فحص “حدود التحمل” كما تفعل الفصائل ولا يريد الحرب، لذا فقد منع اليهود من زيارة المسجد الأقصى”.

بنيامين نتنياهو

إن «الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لاستغلال ما يُعتقَد أنها كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي في مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط، أثّر على معادلة الردع مع حزب الله، وجعله يزداد جرأة على تنفيذ عمليات واستفزازات».

الـصـحـفـي يـونـي بـن مـنـاحـيـم (خـبـيـر بـالـشـؤون الـعـربـيـة)

قد توارى رؤساء المنظمات الإرهابية عن الأعين بعد أنباء عن نية إسرائيل تجديد سياسة الاغتيالات المستهدفة لتحسين ردعها المتآكل. يهدد مسؤولو حماس بأن تجديد الإجراءات المضادة المستهدفة سيؤدي إلى هجمات صاروخية على إسرائيل من عدة جبهات وتجدد العمليات الانتحارية داخل المدن الإسرائيلية.

الـبـروفـيـسور أفـرايـم عـنـبـر رئـيـس مـعـهـد الـقـدس لـلاسـتـراتـيـجـيـة والأمـن

إذا كان هناك بالفعل انخفاض في الردع الإسرائيلي (من الصعب قياس الردع)، فإن الطريقة المثبتة لإعادته هي باستخدام القوة بشكل فعال، لذلك استخدام قوة الجيش الإسرائيلي مع الاستعداد لتحمل الخسائر هو ما يبني الردع.

رئيسة برنامج إيران في معهد أبحاث “الأمن القومي” الإسرائيلي، سيما شاين

“نحن في نقطة سلبية للغاية نتيجة الأحداث الداخلية ومحاولات تحدي إسرائيل، وهذا الأمر لا يمكن تجاهله مطلقاً”.

مسؤولون أمنيون

“نحن ندخل مرحلة معقدة ستضطر فيها إسرائيل إلى إستعادة الردع.

المفهوم هو أنه بعد عيد الاستقلال لن يكون هناك خيار سوى أن نكون أكثر عدوانية في الضفة. بعد ذلك ووفقاً للتطورات الميدانية، قد تتدخل غزة ويجب الإستعداد وفقًا لذلك، في كل الساحات”.

إسرائيل اليوم العبرية

“القلق الإسرائيلي ينبع في الدرجة الأولى من تقارب/وحدة الساحات، والتي تعني العمل في وجه إسرائيل بالتزامن عدة أعداء من الداخل والخارج بتوجيه إيراني، في مثل هذه الحالة ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة مع حزب الله وسوريا من الشمال، ومع غزة والضفة الغربية”.

قـنـاة 14 الـعـبـريـة نـقـلاً عـن مـسـؤول سـيـاسـي رفـيـع الـمـسـتـوى

  • وابل الصواريخ الذي رأيناه خلال عيد الفصح قد يكون مقدمة للجولة التالية في قطاع غزة.
  • حماس ستطلق الصواريخ من جبهتين في نفس الوقت، وستهاجم المستوطنات القريبة من حدود لبنان.
  • تدرك إسرائيل أن القدرة على الرد على حماس في لبنان محدودة، طالما أنها لا تريد إدخال حزب الله في ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى