تفسير آية

تفسير آية: فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى

قال الله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾. سورة آل عمران، الآية 195.

الإشارات والمضامين:

1- غفران الذنوب، ودخول الجنة ثواب المهاجرين، المخرجين من ديارهم:

يُبيّن الله في جملة ﴿…فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ…﴾، الأعمال الصالحة بشكل مفصّل، والهدف من وراء ذلك: تثبيت ثوابها، وأجر كل منها، و”الواو” لتفصيل الأعمال الصالحة دون الجمع، حتى لا يعتقد أحد أن الآية الشريفة تُعدِّد ثواب الشهداء المهاجرين.

2- عظمة ثواب المهاجرين:

اقتران كلمة ﴿ثَوَابًا﴾ بعبارة ﴿وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾، دلالة على عظمة ثواب المهاجرين، – الذين أخرجوا من ديارهم، وأوذوا في سبيل الله -، المجاهدين والشهداء. كما أنّ عبارة ﴿هَاجَرُواْ﴾، تأكيد لكون ذلك إشارة إلى أن الأجر الإلهي، والمثوبات الإلهية ليست قابلة للوصف بشكل كامل في هذه الحياة الدنيا، بل يكفي أن يعلم الناس بأن هذا الثواب أفضل وأعلى من أي ثواب.

3- مراتب المشقّات في سبيل الله:

يتحمّل المجاهدون في سبيل الله العديد من الصعوبات، وهذه الصعوبات لها مراتب ومراحل: المرحلة الأولى: الهجرة ﴿هَاجَرُواْ﴾. المرحلة الثانية: الإخراج من الوطن ﴿وَأُخْرِجُواْ﴾. المرحلة الثالثة: الإيذاء ﴿وَأُوذُواْ﴾. المرحلة الرابعة: القتال ﴿وَقَاتَلُواْ﴾. المرحلة الخامسة الاستشهاد في سبيل الله ﴿وَقُتِلُواْ﴾ . وهذا الاستنباط مبني على أن “الواو” بين الجمل للترتيب.

4- قيمة تحمّل الإيذاء والمشقات لكونها في سبيل الله:

مجيء عبارة ﴿فِي سَبِيلِي﴾ بعد جملة ﴿وَأُوذُواْ﴾، دلالة على أن التعرّض وتحمّل المصاعب والأذى (كالأسر، والإعاقة)، يكون قَيِّمَاً إذا ما كان في سبيل الله.

5- ترغيب المؤمنين في الهجرة، وتحمّل المصاعب في سبيل الله، والجهاد:

الآية لا تُفصِّل إلا الأعمال التي تندب إليها هذه السورة، – (آل عمران) -، وتبالغ في التحريض والترغيب فيها . كما أنّ الله عزَّ وجلَّ يُرَغِّب المؤمنين بالأعمال المشار إليها، بالوعد بالمغفرة، والدخول إلى الجنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى