بيرق

المحافظة على أسرار المجاهديـن

إن للمجاهدين رسالة.. تتلخص في إقامة حكم الله في الأرض.. فهم يهدفون الى إنقاذ الأمة من الجبت والطاغوت والأغلال عبر إسقاط حكم الطغاة.

فرسالتهم امتداد لرسالة الأنبياء والأئمة الطاهرين عليهم السلام.

فليس للمسلم أن يفشي سر أخيه المجاهد.. حتى وإن اختلفا في أمر وتفارقا.

إن هناك حالات معينة يقدم فيها البعض على إفشاء سر المؤمنين والمجاهدين وبدوافع مختلفة.. والفاشي هنا يتحمل أمام الله يوم القيامة وزر ما أقدم عليه.

فمن الأمور الرئيسية والخطيرة لأي تجمع جهادي هو أسراره وأساليب تحركه..

والأعداء يبثون عناصرهم العميلة في المجتمعات لجلب المعلومات عن المجاهدين وتحركاتهم وأساليبهم في العمل الجهادي بغية الإيقاع بهم.

ولذا لابد لأبناء الأمة أن يتحملوا واجبهم تجاه حفظ أسرار المجاهدين وأن يلوذوا بالكتمان.. حتى لا يساعدوا العدو ـ من حيث يشعرون أو لا يشعرون ـ في كشف خطط المجاهدين الرسالية.

يقول الإمام علي بن الحسين عليه السلام: “وددت والله إني افتديت خصلتين في شيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق وقلة الكتمان”.

وقال أيضاً عليه السلام: “أما والله ما قتلوهم بأسيافهم ولكن أذاعوا سرهم وأفشوا عليهم فقتلوا”.

وقد ربط الأئمة عليهم السلام الجهاد في سبيل الله بكتمان السر واعتبروا من يكتم السر كالمجاهد في سبيل الله..

يقول الإمام الصادق عليه السلام: “كتمان أمرنا جهاد في سبيل الله”.

وليس هناك وسيلة أفضل من (الصمت) والكتمان للحفاظ على أسرار المجاهدين وتفويت الفرصة على عملاء العدو في معرفة أساليب المجاهدين وخططهم.

والحفاظ على أسرار المجاهدين يعني أن يضرب أبناء الأمة نطاقاً أمنياً لمنع تسرب أية معلومة عن المجاهدين إلى الأعداء. فحتى المعلومات التي يتصور البعض أنها جزئية.. فهي مهمة لدى المجاهدين وخطيرة لدى الطغاة الظالمين.. حتى ولو كانت تلك المعلومة كلمة واحدة. فرب كلمة تخرج من فم البعض عن المجاهد.. تؤدي إلى كشف مكانه ـ مثلاً ـ ومن ثم اعتقاله وقتله من قبل الطاغية.

فالإمام الصادق عليه السلام يقول: ” يجيء يوم القيامة رجل إلى رجل حتى يلطخه بالدم والناس في الحساب. فيقول: يا عبد الله مالي ولك؟ فيقول: أعنت على يوم كذا وكذا بكلمة فقتلت”.

ولا يحسبن البعض من الذين يذيعون أسرار المجاهدين ولا يكتمونها أنهم سيبقون بمنأى عن بطش الطاغية.. فقد يشملهم الاعتقال والتعذيب..

يقول الإمام الصادق عليه السلام: “من استفتح نهاره بإذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى