ومضات روائية

ومضات: أديل الحق منه بتضييع الجهاد و سيم الخسف و منع النصف

الإمام علي (ع): وأُديل الحقّ منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومنع النّصف.


إنّ الأفراد الذين لا يهبّون لنصرة الحقّ، ويحترفون السكون والحيادية، هم أشخاص قد ابتعدوا عن الحقّ بلا أدنى شكّ، ومالوا إلى الباطل. وعلى أثر ذلك، لم يَعدْ هؤلاء يملتكون لياقة رفع لواء الإسلام، والدين القويم، وضاعت من أيديهم حكومة الحقّ، التي أُودِعَت أمانة عندهم تماماً، كما قال الإمام عليّ عليه السلام بهذا الشأن: “وأُديل الحقّ منه بتضييع الجهاد”.

وسوف يُحرَم تاركوا الجهاد من العدالة والإنصاف، وسوف يتعرّضون للحرمان ولامبالاة من قبل الآخرين بسبب قعودهم والإعراض عن هذا الواجب الإلهي، كما قال الإمام عليّ عليه السلام: “ومنع النّصفَ”

وفي سياق شرح هذه الجملة من كلام الإمام علي عليه السلام، يقول الشهيد مطهري: “إنّ المراد من كلامه عليه السلام هو أنّه ما دامت أمّةٌ ما أمّةً غير مجاهدة، لا يَحسِبُ الآخرون لها حساباً، ولا يُبقي لها الآخرون أي كيان، ويتشدّدون في حرمانها من أيّ نوع من أنواع الإنصاف”.

فما ينتج عن ذلك هو أنّ حقوق هذه الأمّة تُداس في المحافل السياسية والاقتصادية والعسكرية والدولية، ولا يعيرون طلباتها وطروحاتها أيّة أهمّيّة.

وفي أحد هذه الموارد، يشير الإمام عليه السلام إلى أنّ القعود عن الجهاد يؤدّي إلى انتصار العدو وانفلات زمام إدارة المجتمع من يد الحكّام، حيث يقول عليه السلام: “… فتواكلتم وتخاذلتم حتى شُنّت عليكم الغاراتُ، ومُلكتْ عليكمُ الأوطان“.
ومن مظاهر هذه الذلّة التي تشملهم أنّهم يعجزون عن أن يكونوا قوّة يُنتقم بها من الباطل، أو يستفاد منها في تحقيق أيّ من أهداف الإسلام، حيث يقول عليه السلام: “فما يدركُ بكم ثارٌ ولا يُبلغُ بكم مُرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى