تفسير آية

تفسير آية: یا ایها الذین امنوا اذا ضربتم في سبیل الله فتبینوا

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾. سورة النساء، الآية 94

الإشارات والمضامين:

1- وجوب تحقّق المجاهدين من إسلام أو كفر القوى المواجهة:

الضرب هو السير في الأرض والسفر وتقييده بسبيل الله يدلّ على أنّ المراد به هو الخروج للجهاد. والتبيّن هو التمييز، والمراد به التمييز بين المؤمن والكافر بقرينة قوله: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا…﴾، وتكرار لفظ ﴿فَتَبَيَّنُواْ﴾ مرتين في الآية للتأكيد على مسألة التحقُّق والتبيُّن.

2- حرمة قتل أفراد العدو في حال إظهار الإسلام:

المراد من “إلقاء السلام” بقرينة “لست مؤمناً”، إظهار الإسلام بقول الشهادتين أو الكلام الحاكي عن إسلامه[1]. ويمكن أن يُستفاد من سبب نزول الآية حرمة القتل، لأنّ قول ﴿لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ لمن أظهر إسلامه، كان مقدّمة لقتله، وقد نهي عن هذا الأمر فيها.

3- اكتساب المغانم ليس من الأهداف المشروعة للجهاد:

المراد من ﴿تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ طلب المال والغنيمة. وبناءً على دلالة هذه الآية، يجب أن لا يكون غرض المسلمين من الجهاد تحقيق أهداف مادية واكتساب المغانم، لأن الهدف من الجهاد الإسلامي ليس التوسّع، وجمع المغانم.

4- تشجيع المجاهدين على اكتساب المغانم الأخروية:

جملة ﴿…فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ…﴾ تعني: أنّ ما عند الله من المغانم أفضل من مغنم الدنيا الذي يريدونه، لكثرتها وبقائها، فهي التي يجب عليهم أن يؤثروها.

5- قتل الأشخاص للحصول على المغانم من الأساليب الجاهلية المرفوضة:

يظهر أنّ كلمة “كذلك” فيها إشارة إلى جملة ﴿تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. وعليه: فالمقصود من قوله تعالى: “مِن قبل”، أي قبل الإسلام الذي هو عصر الجاهلية، حيث كان الناس يقتل بعضهم بعضاً لأجل مال الدنيا وبلا أي مبرّر.

6- من النعم الإلهية امتناع المجاهدين المسلمين عن قتل الأشخاص بهدف الحصول على المغانم:

معنى المنّة: النعمة الكبيرة، ومعنى جملة ﴿فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ﴾: أي إنّ الله أعطاكم إيماناً صارفاً لكم عن ابتغاء عرض الحياة الدنيا إلى ما عند الله من المغانم الكثيرة، فإذا كان كذلك فيجب عليكم أن تتبيّنوا الفرق بين الأمرين.

7- التحذير الإلهي للمجاهدين للإلتزام بالأوامر والنواهي الإلهية:

يظهر من جملة ﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾، بيان علّة الأمر بالتبيُّن والتحقُّق، والنهي عن الهجوم على العدو في حال أظهر إسلامه، وهذا تحذير لمجاهدي الإسلام من أجل الالتزام بالأوامر والنواهي الإلهية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى