بيرق

الصفة الثانية للمجاهدين: العلاقة مع الله عز وجل

إن من يكون قوياً في علاقته مع الله تعالى يكون قوياً في ساحة الحرب أيضاً.

والنبي والأئمة الأطهار عليهم السلام خير مثال على ذلك:لقد كانت علاقة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مع الله علاقة متينة حيث كان يجهد نفسه في العبادة حتى نزلت هذه الآية المباركة: ﴿طه ۝ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾.

والإمام علي عليه السلام كان كذلك أيضاً.

ذات مرة، ولما انتهت المعركة، رجع الإمام علي عليه السلام والسهم نابت في رجله، ولما جيء له بالجرّاح، ما استطاع الأخير أن يستخرج السهم من رجل الإمام لشدة الألم، فالتفت الإمام الحسن عليه السلام إلى الجرّاح، وطلب منه أن يدع الإمام إلى حين أدائه لفريضة الصلاة.

وانتظر الجرّاح حتى قام الإمام علي عليه السلام للصلاة، وحينها أجرى له العملية، واستطاع أن يسحب السهم دون أن يشعر الإمام علي بذلك.

هكذا كان خشوع الإمام في الصلاة، وعلاقته بربه، حتى ينسى ألمه.. ولذلك كان بطلاً في ساحة المعركة.

وتروي الأحاديث أن الإمام الحسن عليه السلام كان يتغير لونه كلما كان يذهب لكي يتوضأ.

وهكذا كان جميع الأئمة الأطهار عليهم السلام، فهذا الإمام زين العابدين كان يزحف زحفاً إلى فراشه من كثرة العبادة وتورم قدميه وركبتيه.

وفي خطبة للإمام علي عليه السلام يصف فيها المتقين والذين يتطابقون في الصفات مع المجاهدين، فيقول فيها: “أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلاً، يحزنون به أنفسهم ويستثيرون به دواء دائهم، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنوا أنها نصب أعينهم. وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مع مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم، فهم حانون على أوساطهم مفترشون لجباههم، وأكفهم وركبهم، وأطراف أقدامهم، يطلبون إلى الله تعالى في فكاك رقابهم“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى