تفسير آية

تفسير آية: وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء 

﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾. سورة النساء، الآية 75.

الإشارات والمضامين:

1- وجوب الجهاد لتخليص المستضعفين من أيدي الظالمين:

كلمة ﴿وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾ معطوفة على لفظة الجلالة “الله”، والمراد من القتال في سبيل المستضعفين، – بقرينة بقية الآية -، القتال لتخليصهم من براثن الظالمين. وجملة ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ…﴾، الآية تحثّ وتستنهض المؤمنين للجهاد في سبيل الله، ومعناها: إنّ موجبات الحرب قد توفّرت بسبب معاناة المستضعفين على أيدي الظالمين الذين هاجوا  على المؤمنين من كل جانب وخصوصاً زمن إقامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة لإطفاء نور الله، وما ارتفع من بنيان الدين، وبالتالي لا عذر لكم في ترك الجهاد.

2- القتال لتخليص المستضعفين من مصاديق الجهاد في سبيل الله:

من الممكن أن تكون كلمة ﴿وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾ معطوفة على كلمة “سبيل”، وهو في هذه الحالة عطف للخاصّ على العام، لأنّ ما يُقام به بأمر الله لا يمكن أن يكون خارجاً عن “سبيل الله”.

3- حثّ المؤمنين على الجهاد عن طريق تحريك مشاعرهم الدينية وغيرتهم:

في لفظ الاستفهام الوارد في الآية ﴿وَمَا لَكُمْ﴾، حثّ وتحريض للمؤمنين كافّة على الجهاد، سواء من كان إيمانه خالصاً، أو من لم يكن كذلك، أما المؤمنون الخلّص، فيقومون بتلبية نداء ربّهم عن طريق الاستجابة لنداء الحقّ، وأما من لم يكن إيمانه خالصاً، فإذا لم تحثّه دعوة ربّه على القيام، فإنه يُحرّض على الجهاد بواسطة الغيرة، والتعصّب، لتخليص الرجال والنساء والأطفال المستضعفين من قيد الظالمين.

4- القيادة والعديد الكافي من الشرائط الأساسية للجهاد:

طلب المسلمون الواقعون تحت ظلم المشركين أمرين من الله لأجل نجاتهم: الأوّل: الولي والقائد اللائق والغيور. والثاني: الناصر والعدد الكافي من الأفراد.

5- إستجابة الدعاء الخالص للمسلمين:

استغاث المستضعفون المبتلون بالمشركين بالله تعالى، وطلبوا الناصر والولي منه ولم يستغيثوا بالأقارب. وكنتيجة لهذا الدعاء الخالص، استجيب لهم وفُتحت مكة بواسطة المسلمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى