بيرق

الصفة الأولى للمجاهدين: الإيمان

إن الإنسان المجاهد إنما هو إنسان مؤمن، ولهذا فإن صفات المؤمنين، إنما هي صفات المجاهدين، ولنتعرف على هذه الصفات عبر تصفحنا لآيات الله.

1- يقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾.

إن هذه الآية الكريمة تبين لنا بعض الصفات الإيمانية، والتي هي صفات المجاهدين:
أ- عدم الخوف من الناس، بل وازدياد الإيمان في كافة المحن والمشاكل.
ب- اتباع رضوان الله.

يقول سيد المجاهدين والشهداء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، وهو صريع على الأرض “إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى“.

فالمجاهد لا يبحث عن المكاسب والطموحات الشخصية، إنما يعمل من أجل تحقيق رضوان الله تعالى فقط.

2- ومن صفات المجاهدين الصبر، حيث يقول الله عز وجل:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ﴾.

3- ومن صفاتهم العمل في سبيل الله، والإيمان بالآخرة.
يقول الله عز وجل: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ﴾.

4- ويمتازون بوضوح الرؤية عندهم، وتوكلهم على الله بصورة دائمة.
يقول الله عز وجل معبراً عنهم: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾4.

5- ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾5.
إن الصفة الأساسية لدى الإنسان المجاهد هي التسليم لله سبحانه وتعالى وعدم الاكتراث بما سيحدث طالما كان ذلك بيد الله عز وجل.

6- ومن صفات المجاهدين: السكينة.
فالسكينة حالة متقدمة على التسليم، فالتسليم أن تسلم أمرك لله، وتقول: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ دون أن تستطيع مواجهة شيء، بينما السكينة تزيد عن التسليم بالرضا وتحقيق الاطمئنان القلبي.

يقول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.

ويقول تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

7- وتتجلى صفات المجاهدين الإيمانية أكثر حينما يقول الله عز وجل: ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾.

بناءً على هذه الآية المباركة فالمجاهد يمتلك الصفات التالية:
أ- المجاهد إنسان رباني، ويعني أنه من الحواريين.

يقول الإمام علي عليه السلام: “الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه“.
وإن خاصة أولياء الله هم الربانيون.

ب- عدم الانهيار والاستسلام.
فالمجاهد لا يعرف معنى للضعف والاستكانة في نفسه، بل هو ثابت لا يتزحزح، ومن ثم فهو لا يمكن أن ينهار أو يستسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى