تفسير آية

تفسير آية: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله

قال الله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ سورة البقرة، الآية 193

الإشارات والمضامين:

من أهداف الجهاد القضاء على الشرك وعبادة الأصنام

الآية المتقدمة نظيرة لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ… وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾، في الآية دلالة على وجوب الدعوة قبل القتال، فإن قبلت، فلا قتال، وإن ردّت فلا ولاية إلا الله، والقتال إنما هو ليكون الدين لله. والمراد (بالفتنة): الشرك، وعبادة الأصنام، وهو ما كان مشركو مكة يفعلونه، ويكرهون غيرهم على فعله. والآية خاصة بالمشركين وغير شاملة لأهل الكتاب، إذ المراد (ويكون دين الله) هو أن لا يعبد الأصنام ويقر بالتوحيد، وأهل الكتاب مقرون به وإن كان كفرهم من جهة أخرى وهي ﴿وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ﴾، وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أن المراد من الفتنة في هذه الآية، الشرك.

من أهداف الجهاد حاكمية دين الإسلام

من الأهداف الأخرى للجهاد مع الكافرين والمشركين، ظهور الإسلام على بقية الأديان.

قبول الإسلام” أحد طرق “إنهاء القتال

كلمة “انتهوا” متعلِّقة بالفتنة والشرك. وعليه فمعنى الآية: إذا انتهى الكفّار عن الكفر والشرك، وآمنوا مثلكم، فلا تقاتلوهم.وعبارة ﴿فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾، تعني أنه إذا امتنعوا عن الكفر الذي هو أعظم ظلم للنفس فضلاً عن الغير، وأذعنوا للإسلام، فلا يعودوا ظالمين، ولأنّ القتال واجب مع الظالمين، فلا تقاتلوهم إن أذعنوا. والمراد من العدوان الشروع في القتال.

القتال في الإسلام هو مقابل الظالمين فقط

إذا كان المراد من العدوان القتال، فيستفاد من الحصر في الآية أن القتال في الإسلام هو فقط ضد الظالمين ولدفع الظلم، وعلى المسلمين الاصطفاف مقابل الظالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى