بيرق

الجهاد الأكبر والأصغر

صنف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الجهاد إلى قسمين، والذي نتحدث عنه هنا هو الجهاد الأصغر، ولكي يوفق الإنسان في هذا الجهاد ويصل به لمرتبة يصبح فيها عبادة حقيقية لله تعالى وليكن سناما لذروة الدين كما في الحديث ينبغي على الإنسان المسلم أن لا يغفل عن جهاد أكبر أشارت له الرواية المشهورة فعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : “أن النبي صلى الله عليه وآله بعث بسريَّةٍ فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس”

ولنتذكر خطبة الجهاد “فتحه الله لخاصة أوليائه” فإن المجاهد الحقيقي هو من أولياء الله الذين استطاعوا أن يهذبوا أنفسهم ويبتعدوا بها عن الأخلاق السيئة والمعاصي الرذيلة، فلا جهاد حقيقي دون تهذيب النفس، ومن جهة أخرى فالجهاد هو أيضاً من مصاديق تهذيب النفس لأن فيه مخالفة للهوى والغرائز التي تدعو للاسترخاء “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ“، فلا جهاد حقيقي من دون تهذيب النفس، ولا تهذيب نفس حقيقي دون جهاد، ما دام الإنسان مكلفاً به شرعاً وقادراً عليه بدنياً.

وفي النهاية نخلص إلى أن مياديننا الأولى أنفسنا فإن قدرنا عليها فنحن على غيرها اقدر وإن عجزنا في جهاد رغباتها فسينعكس ذلك على حياتنا وجهادنا وأعمالنا كلها.

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى