تفسير آية

تفسير آية: وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ سورة آل عمران، الآية: 147

الإشارات والمضامين:

1- لزوم الاقتداء بمجاهدي الأمم السابقة: يريد الله تعالى من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند مواجهة الأعداء، أن يقولوا مقالة الربيين (رجال الله)[1]، بدل قولهم قولاً يدلّ على الضعف فيطمع الأعداء فيهم، وهي عبارة عن الدعاء والتضرّع في محضر الله، وطلب العفو، وتثبيت الأقدام، والانتصار على الكفّار.

2- تقدّم التوبة والاستغفار على طلب النصر من الله: في الآية طلب الربيون من الله تعالى غفران ذنوبهم أولاً، ومن ثم تثبيت أقدامهم، والنصر على القوم الكافرين، وهذا يعني أنّ التوبة والاستغفار مُقَدَّمَان على طلب النصر.

3- الدور البنّاء للدعاء في ساحة القتال: لا شك أنّ الدعاء والتوجّه إلى الله من العوامل التي تزيد في ثبات المجاهدين، وثبات إرادتهم، وزيادة قدرتهم على تحمّل مصاعب الحرب، ومن هنا قال علماء الأخلاق بأنّ المؤمنين أثبت من غير المؤمنين في الحرب[1]، ويبيّن الله تعالى في هذه الآية المباركة للمجاهدين كيفية الدعاء عند الشدائد سواء في القتال أو في المواقع الأخرى.

4- ساحة المعركة ميدان التزكية وبناء الذات: يُفهم من هذه الآية أنّ الذين تربّوا في مدرسة الأنبياء، عندما يواجهون الأعداء (الجهاد الأصغر)، لا ينسون جهاد النفس (الجهاد الأكبر).


المصادر

  • [1] الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 1، ص 401.
  • [1] الطبرسي، تفسير مجمع البيان، لبنان، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ج 2، ط 1، 1995م، ص 412.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى