تفسير آية

تفسير آية: وكأين من نبيّ قتل ومعه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله

قال الله تعالى: ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ سورة آل عمران، الآية 146

شرح المفردات:

﴿رِبِّيُّونَ﴾: فيها أقوال: الربيون جمع ربي، وهو كالرباني من أختص بربه، فلم يشتغل بغيره، ومنها أنّهم جموع كثيرة.

﴿وَهَنُواْ﴾: من الوهن أي الضعف، والضعف نقصان القوّة.

﴿اسْتَكَانُواْ﴾: خضعوا للعدو.

الإشارات والمضامين

1 – القتال والجهاد في الشرائع السابقة: يُستفاد من الآية أنّ الجهاد، – فضلاً عن وجوده في الإسلام -، وُجد أيضاً في الشرائع السابقة، لأنّ كلمة ﴿كَأَيِّن﴾، تدلّ على أنّ الكثير من الأنبياء السابقين وأتباعهم كانوا يجاهدون الأعداء في سبيل الله.

2- دور أنبياء الله في الجهاد: بالنظر إلى كلمة ﴿مَعَهُ﴾، يُستفاد أنّ مجاهدي الأمم السابقة كانوا يشاركون في الحروب إمّا مع أنبياء الله، وإمّا تحت إشرافهم[1].

3- خصائص المقاتل النموذجي في ساحة الحرب: المقاتل البصير لا يضعف على مستوى الروحية الداخلية ﴿وَمَا ضَعُفُواْ﴾، ولا يتقاعس عن القتال ﴿فَمَا وَهَنُواْ﴾، ولا خضعوا، ولا يستسلم، تحت الضغوط ﴿وَمَا ضَعُفُواْ[2].

4- وجوب الاقتداء بمجاهدي الأمم السابقة: عدَّدَ الله تعالى مواصفات أتباع الأنبياء السابقين حتى يعتبر المسلمون بها، ولا يُبتلوا مرةً أخرى بما أُصيبوا به في معركة أُحُد[3].

5- التشجيع على الثبات في الحرب: من يصبر على تحمّل الشدائد في الحروب، ويثبت ولا يُظهر العجز، والضعف، والهوان، ولا يخضع للعدو أو يستسلم، فإن الله يحبه. ومن البديهي أن الله تعالى يحب مثل هؤلاء الأشخاص الذين يثبتون ويصبرون في القتال ﴿وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ[4].


المصادر

  • [1] الشيرازي، محمد الحسيني، تقريب القرآن إلى الأذهان، لبنان، بيروت، دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع، ج 1، ط 1، 2003م، ص 401.
  • [2] م. ن، ج 1، ص 401.
  • [3] الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، قم، مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين، (د، ن)، ج 4، (د، ت)، ص 42.
  • [4] الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، (د.م)، (د,ت)، ج 2، (د,ت)، ص 744.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى