ثقافة

الإمام الحسين «ع» منقذ من الجهالة وحيرة الضلالة

المحاضرة الأولى من محرم 1444 هـ

بسم الله الرحمن الرحیم

﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. آل عمران – 104

لماذا نخلد ذكرى عاشوراء؟

1- أوامر من المعصوم: الصادق لفضيل: “تجلسون؟ وتحدثون؟ قال: نعم، جعلت فداك. قال: “إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا. يا فضيل، من ذكرنا – أو ذكرنا عنده – فخرج من عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر”.

2-شكراً. الأربعين: فهو بما قدّم في كربلاء حفظ الدين وكما في زيارة الأربعين: “وبذل مهجته فيك، ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة”. وفي زيارة ليلة العيدين: “وبذل مهجته فيك، حتى استنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة” فالمقطع الأول يبين الغاية والثاني يبين تحققها. 3-تضخ فينا عزة ورفضا للظلم وحباً للتضحية وارتباطاً بالقيادة الربانية.

لماذا بكاءً وليس فرحاً؟

لأن المؤثر في سولك الإنسان ليس المعرفة فقط بل وكذا الأحاسيس والعواطف، والميول، والرغبات، والغرائز.

لماذا ليس فرحاً؟ الفرح مشاعر لا تحرك الإنسان نحو التضحية والفداء ورفض الظلم كما يحركها الحزن والبكاء ‏ٰلماذا اللعن وهو مشاعر سلبية؟ كما نحب الكمال والكامل والمحسن نكره الفاسد والفساد والمضر وهذه الكراهة مناعة تمنعنا عن أن نتأثر به

كيف وصل حال الأمة؟

الشخصية الأموية نفعية براغماتية لذا كان بنو أمية أشد من حارب رسول الله (ص) لأنهم يرونه منافساً ومزاحماً لمصالحهم فلم يسلموا إلا بعد فتح مكة وهم كما في روايات عدة استسلموا ومنها ما عن أمير المؤمنين: «ما أسلموا ولكن استسلموا». ولتأخرهم في إظهار إسلامهم لم يكن لهم قابلية التصدي للمناصب فلم يطمعوا فيها زمن النبي (ص) ولكن بعد وفاته حاول أبو سفيان أن يكسب ولو من خلال التحالف مع الإمام علي (ع) لكن الإمام طرده لعلمه بسوء نيته فقربه الخلفاء وأعطوه مالا ثم قربت أولاده والأمويين والطلقاء ونصبوا ولده على الشام فقال له: «يا بني، إنّ هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخّرنا، فَرَفَعهم سَبقِهم وقِدَمِهم عند الله وعند رسوله، وقصّر بنا تأخيرنا؛ فصاروا قادةً وسادةً، وصرنا أتباعاً، وقد ولَّوك جسيماً من أُمورهم، فلا تخالفهم؛ فإنّك تجري إلى أمدٍ فنافس، فإن بلغته أورثته عَقِبَك». ولما تولى الثالث عين الأمويين على أمصار البلد الإسلامي حتى نقم عليه الناس وقتلوه ووالي الشام من قبله لم يبادر لإنقاذه لأنه يريد قتله ليطالب بالخلافة من خلال دمه وهذا ما حصل لذا تواجه مع الإمام علي في صفين حتى قتل الأمير وجاء زمن الإمام الحسن وفرضت الظروف عليه الهدنة فصار الأموي خليفة. ثم سعي لتوريث ابنه، وواجهته مشكلتان: رفض الناس لمبدأ التوريث. وصورة يزيد الساقطة.

لذا قام بخطة من عدة خطوات للتوريث:

1- الاستغفال الديني: بأن نشروا مذهب الجبر ليقولوا بأن يزيد اختاره الله وجبر الناس عليه. ولذا خاطب معاوية عبد الله بن عمر: «يا عبد الله بن عمر، قد كنت تحدِّثنا أنّك لا تحبّ أن تبيت ليلة وليس في عنقك بيعة جماعة، وأن لك الدنيا وما فيها، وإنّي أحذرك أن تشقّ عصا المسلمين وتسعى في تفريق ملئهم، وأن تسفك دماءهم، وإن أمر يزيد قد كان قضاء من القضاء، وليس للعباد خيرة من أمرهم».

2- تصفية المعارضين: فهناك من قتل بالسم وعلى رأسهم الإمام الحسن عليه السلام وسعد بن أبي وقاص.

3- تلميع صورة يزيد: وقد ولاه أموراً لتشغله عن مجونه ومنها جعله أميراً للحاد.

4- الترغيب والترهيب: فاشتريت الضمائر بالمال وتمت معاقبة من يرفض التوريث.

أهداف الإمام الحسين عليه السلام

1- الاصلاح. فهو القائل: (لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي” وكذا قال: “ولكن لنري المعالم من دينك ونظهر الاصلاح في بلادك”.

2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي الختام نذكر آيتين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

عبر عن المؤمنين (بعضهم أولياء بعض) والولاية إما نحو سلطة فالله هو المالك يعطي للآمر بالمعروف سلطة على تاركه ليأمره بفعله. وإما محبة والمحبة تقتضي أن ما تريده من خير لنفسك تريده لغيرك فتأمر من ترك الخير بفعله.

أما المنافقون فلا يعطي الله أحداً سلطة ليأمر بالمنكر كما أن مقتضى المحبة لا يؤدي للأمر بالمنكر. لذا لم يعبر (بعضهم أولياء بعض).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى