مقالات

رضا الغسرة قد أتعب أعداءه وهزمهم وأذلهم

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }

صدق الله العلي العظيم

نعم، عندما استطاع قارب الحرية عبور المياه الأقليمية للبحرين رغماً عن آل خليفة اللعناء، تبرع البريطانيون بمحاصرة القارب في المياه الدولية وإرجاعه لعملائهم آل خليفة !!!

كان رضا الغسرة نموذج الجهاد والثورة، وقدوة الثائرين، ومن رحم هذا الواقع المرير تكونت شخصية المقاوم القائد رضا الغسرة وتولد قراره الثابت بضرورة الجهاد والمقاومة ضد طغيان آل خليفة وجبروتهم، وانتزاع الحقوق العادلة لشعبنا الأبي المظلوم ..

ولد القائد رضا الغسرة في أسرة مكافحة عزيزة متوسطة الحال لها مكانة أخلاقية واجتماعية متميزة، عائلة كفاح ونضال من أجل العدالة، ومن أجل تحقيق الشراكة، لبناء الوطن وتقدمه ورفاه أبنائه ..

تميز القائد رضا الغسرة بالجد والمثابرة والتدين وحب مساعدة الاخرين، كل هذه المواصفات تمظهرت في فترة مطاردته وسجنه الظالم، فكان الانسان المتفاني لخدمة إخوانه وزملائه ومساعدتهم في ما يحتاجون سواء طلبوا او لم يطلبوا، وكان بمجرد إحساسه بحاجتهم يبادر من فوره لتقديم اللازم دون ان ينتظر كلمة شكر او رد الجميل، فكل ذلك هو اخر ما يفكر فيه القائد رضا الغسرة.

رضا الغسرة هو نموذج للمجاهد الصادق الصابر المتحمل للأذى من أجل الوصول لمطالب شعبه العادلة، والمثابر الذي لا يمل ولا يكل، حتى تحقيق أهدافه وطموحاته.

الغريب أنه لم يحصل على تعليم عالي يؤهله لتقلد مثل هذه الأدوار القيادية، لكن مثابرته وتصميمه وإرادته الصلبة جعلت منه نموذجاً قيادياً رائداً للشباب المجاهدين المتطلعين لغد مشرق، وعدالة غائبة، ومواطنة متساوية .

رضا الغسرة هو قدوة لكل ثائر مخلص، لم يكن يملك إمكانيات متميزة، ولا حتى عادية، لكنه تعود أن يخلق ما يحتاج إليه لإنجاح عمله، فتراه يصرف الساعات والساعات محاولاً ومبتكراً ومخترعاً حتى ينجح في تحصيل ما يريد .

رضا الغسرة قد أتعب أعداءه وهزمهم وأذلهم في محاولات الهروب المتكررة، والصمود الأسطوري، وتحصيل الإمكانيات التي يحتاجها، لقد كان يحفر الصخر لتحصيل ما يريد، ويطاول السماء لانتزاع ما يحتاج، ولكأن بصره وبصيرته تقودانه الى حيث رضا الله ..

قتل ظلماً في ٩ فبراير ٢٠١٧م وهو يقاوم الطغاة، وفرحت لقتله عصابات آل خليفة المجرمة وتفاخروا وبالغوا في فرحهم، وهم يعلمون أنهم لم يقتلوه ولن يقتلوه، و رضا الغسرة ما مات ولن يموت، وقد اشترك في قتله آل خليفة، والبريطانيون، وآل سعود الأنجاس ..

وفجع البحرانيون برحيلة، وخيم حزن عظيم عليهم، لا سيما رفاقه المجاهدين ..

وأظهرت والدته وعائلته صموداً وجلداً قوياً كسر طغيان الأعداء، وحرمهم من النيل منهم، وتحول رضا الغسرة في قبره الى كابوس يقض مضاجع الظالمين ..

فهنيئاً لك أيها القائد الجنة، وسلام عليك يوم شهادتك ويوم تبعث حياً عند ربك فرحاً بما أتاك الله من فضله، وتستبشر بمن يلحقك بك من إخوانك ورفاق دربك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى