شهداء البحرين

الشهيد علي أحمد قمبر

بطاقة الشهيد

  • العمر: 48 عام
  • المنطقة: النويدرات
  • تاريخ الاستشهاد: 25/10/2021م.
  • سبب الاستشهاد: التعذيب والإهمال الطبي في سجون آل خليفة

الشهيد علي قمبر والدٌ لخمسة أبناء. منذ صباه كان نشطاً في الحراك السياسي والاجتماعي، انخرط ضمن الفاعلين في حراك 14 فبراير 2011، لتبدأ السلطات ملاحقته كمطلوب بتهمة المطالبة بالتغيير.

اعتقلت قوات أمنية قمبر وذلك عقب كمين استخباراتيّ، أثناء وجوده في مسجد سلمان الفارسيّ، وقد تمّ نقله إلى مبنى التحقيقات الجنائيّة، وهناك عانى قمبر من تعذيب وحشي استمرّ طويلاً.

تم الحكم عليه بالسجن لمدة 37 عامًا وسحب جنسيته، تم إيداعه سجن جوّ سيء الصيت، ليبدأ هناك رحلة مليئة بخدمة إخوته سجناء الرأي، وكان رفيقه الأنيس عباس مال الله، الذي سبقه هو الآخر إلى الشهادة في السادس من أبريل الماضي (2021).

أصيب علي قمبر داخل السجن بسرطان الغدة النكفية، وساءت حالته، وفي العام 2017 تجاهلت وزارة الداخلية توصية من طبيبه بمنحه إفراجًا من السجن لأسباب صحية، إذ أوصى جرّاح في مستشفى قوة دفاع البحرين بالإفراج عنه بعد إجرائه عمليتيّ استئصال الغدة النكفية بين مارس وأبريل من ذلك العام، لكنّ الوزارة واصلت تجاهل هذه التوصية لأكثر من عام ، مما أدى إلى انتشار السرطان في جسمه ووصوله إلى رئتيه.

وبعد شهور طويلة داخل سجون العصابة الخليفية، ومليئة بمشاق التعذيب الجسدي والنفسي وظروف السجن المزرية، أطلقت سلطات النظام الخليفي سراحه 3 يوليو/تموز 2018، لكي تهرب من مسؤولية جريمتها حيث وصل وضعه الصحي لنقطة حرجة بين الحياة والموت.

خرج الشاب البطل علي قمبر حاملا مرضا مميتا وجسدا مثخنا بالتعذيب، وقصة أسر تختزل آلام وأوجاع الأسرى ممن يعيشون أمراضا مميتة داخل سجون العصابة الخليفية، ومحرومون من حق الحرية والرعاية.

بدأ علي قمبر رحلة العلاج داخل البحرين، وذهب بعدها إلى العاصمة البريطانية لندن، بعد فترة من العلاج والمقاومة، وتحديدًا في نوفمبر 2020 ، قال جراح أورام بارز لعلي قمبر أن حالته غير قابلة للشفاء وأن حياته “محدودة”.

عاد للبحرين، وعاش ما استطاع وقاوم المرض ما أمكنه ذلك، رغم آلامه كان مشهودًا له الاهتمام الشديد بملف المساجد المهدّمة خصوصا في قريته النويدرات. هكذا بقي حتى جاء الفجر الأخير، 25 أكتوبر 2021 ودّع الجميع وغفا غفوته الأخيرة، بعد مشوار جهادي عظيم ومشرّف، وبعد عملٍ دؤوب وجهاد، قضاه مع اخوانه المجاهدين.

بعد رحيله انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تسجيلًا صوتيًا يقول الشهيد فيه “أشكركم جميعاً وسلامي الى الجميع، وفي أمان الله وحفظه”.

كل من عرف الشهيد، أبّنوه بكلمات تنبيء عن عاطفة خاصة تجاه شخصيته المليئة بالإيثار الحقيقي والتضحية والتواضع.

تذوب الكلمات عند وصف هذا الشهيد، لكنه تأبين لا بد منه، جميع من اقترب من الراحل يعرفون صعوبة توصيف كيف أن هذا الرجل كان ذائباً في مبادئه ومُجسّدٌ لها في كل خطوة يخطوها. كان تسفر عن شفتيه رغم الألم الأمض، إشراقة ابتسامة تحكي الأمل الذي فيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى