ثقافة

بناء الذات والتقوى سلاح مواجهة الاستكبار

‏إن توكلتم على الله -تبارك وتعالى- وربّيتم أنفسكم، فإنكم منتصرون. ونحن نأمل أن نتقدّم بالإسلام الذي بين أيدينا حالياً وننشره برغم ما نواجهه من قوى عالمية، كما فعل قبلنا مسلمو صدر الإسلام إذ بذلوا آنذاك مهجهم للدفاع عنه في مقابل كافة الصعاب والابتلاءات. الحمد لله أن نفوسنا حالياً جيّدة، لكننا لن نكون شيئاً إزاء القوى العظمى إذا نأينا بأنفسنا عن الإسلام، وكنا بعيدين عن قوته، أما بالإسلام فسنكون كلّ شي‏ء. بالاتكال على الله سنكون جنود صدر الإسلام الذين هزم ثلاثون منهم ستّين ألف جنديّ، ستون هزموا ستين ألفاً، كان أولاً يزمعون ثلاثون نفراً فقط الذهاب، لكنّهم أصبحوا ستين فارساً، ستّين مجاهداً. هاجموا في سبيل الله، وتغلّبوا على ستين ألف فارس. إنّ الإسلام هو الذي كان السبب في غلبتهم. واليوم فإنّ أوضاع بلادنا وأوضاع الإسلام شبيهة بأوضاع صدر الإسلام. أي كما أنّ أبا سفيان وأعوان أبي سفيان والمتّحدين معه تضامنوا فيما بينهم ضد الإسلام، وانتفضوا لكي لا يتحقّق الإسلام، فالآن أيضاً القضايا عينها تعيد نفسها، الآن أيضاً أدرك الذين وقفوا يصدّون عن الإسلام والذين تلقّوا ضربة منه يسعون ألّا يتحقّق الإسلام، مثلما يجب أن يتحقق، لأنّه إذا حدث ذلك سيقطع أيدي الأجانب وجميع أذنابهم والذين يدعمون الأجانب من مصادرنا وثرواتنا، ولا يستطيعون الحكم في بلادنا. إنهم فهموا ذلك ونزلت بهم ضربة من هذه الثورة. ولا ينفضون يدهم ويريدون عدم تحقق الإسلام. كما كان أبو سفيان وأعوانه في صدر الإسلام يسعون لوأد الإسلام والصدّ عنه يحاولون بشتى الذرائع، ويحيكون الدسائس بأشكالها لعدم تأسيس جمهورية إسلامية مرتكزة على دستور منبثق عن الإسلام في إيران، مرتكز على الإسلام، والأحكام الإسلامية. كل يوم يأتون بذريعة، ويقومون بافتعال مشكلة ما.

الإمام الخميني (قدس سره)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى