ثقافة

تحت منبر الأنصار

مَنْ يقف على المشاهد التي رسمتها مواقف رجالات الطف فإنه يقف على التضحية في عنفوانها، والاستماتة – في سبيل المبادئ – في فورانها، يقف على نفوس رأت الحياة في الموت بعزّ، والموت في الحياة في ذُلّ، يقف على أرواح حلّقت في سماء العرفان الحقيقي الصادق، الذي يتناغم مع المسؤولية، وينسجم مع الحياة، ويتلألأ بالبصيرة والوعي، يقف على غرباء العالم في ذلك العصر، والعمالقة والأبدال هم غرباء عصورهم دائماً، يقف على ليوث الوغى، وفرسان الهيجاء، يقف على الرهبان في الليل، الأسود الحاطمة في ساحة النزال يقف على الأخلاق العالية، والنفوس السامية وبكلمة واحدة: يقف مع خليفة الله في أرضه، وهو يؤدّي دور الخلافة بأبهى صورها، وأروع أشكالها.

لقد كان أصحاب الحسين(عليه السلام) خيرة أهل الأرض في ذلك الزمن، وزبدة الناس في تلك الفترة، وهذا – بالضبط – هو ما أكّده الإمام الحسين(عليه السلام) في قولـه الشريف: “أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني خير الجزاءاللهوف في قتلى الطفوف ص55.

نعم، هم أفضل أهل الأرض وخلاصة الناس في ذلك الزمان، والذين قال فيهم المنقري: “لو تمت عدتهم ألفاً لعُبد الله حق عبادته” فإذا كانوا – وهم نيف وسبعين – قد أحدثوا كل هذا التأثير العظيم، فكيف بهم لو كانوا ألفاً!

لا شك أن هذه المنزلة العظيمة ليست مقاماً فخرياً يمكن أن يعطى دون عمل؛ والمواقف العملاقة التي تحرّكت على أرض الطف خير شاهد على هذه الحقيقة، فما هي تلك السمات التي تحلّى بها هؤلاء الأفذاذ ليكونوا في هذا الموقع العظيم الذي غيّر وجه العالم، وأكسبهم كل هذا المجد والشموخ، وجعلهم كالقناديل التي تهفوا إليها فراشات أرواح السائرين إلى الله(تعالى)، وأنشودة أبدية لكل أحرار العالم في كل زمان ومكان؟

 

السمة الأولى: نفاذ البصيرة:

لقد تميّز أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) بخصائص عظيمة، ذكرها أرباب السير من الفريقين، وذكرت الكثير منها زيارة “الناحية المقدسة”. لقد كان الكثير منهم سادة أقوامهم، ووجوه بلدانهم وزمانهم، وممن شهد في حقهم العدو قبل الصديق بالفضل وعلو المنزلة.

ومن تلك الخصائص التي تميّز بها هؤلاء الأفذاذ هي نفاذ البصيرة، وشدّة الوعي. والبصيرة هي أهم وأغلى ما يملكه الإنسان – بعد معرفته بربه – بل إن البصيرة هي التي تؤدي لمعرفة الله (تعالى). قال (تعالى): {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ} يوسف/108.

إن بصيرة هؤلاء هي التي جعلتهم يفهمون الواقع من حولهم، ويعرفون المحق من المبطل، واختاروا الطريق الصحيح عن يقين راسخ ولم يشككهم في حقانيتهم قلة عددهم وكثرة من خالفهم.

ومن هنا تأتي أهمية البصيرة بالدينية، والثقافية، والسياسية فهي الأساس في وضع القدم في مكانها الصحيح، ومن هنا وجدنا القادة الربانيين يؤكدون على ضرورة تحلي الناس باليقظة والبصيرة بالأمور لئلا ينصروا الباطل وأهله، أو ينحرفوا عن الجادة دون أن يشعروا بذلك. قال الإمام الخامنائي(دام ظله): “إنني آمل أن أرى الشباب والطلبة من الإخوة والأخوات, وحتى تلامذة المدارس يتمتعون بالقدرة على تحليل الأحداث السياسية حتى الصغيرة منها , فلا إشكال في التحليلات إذا كانت جيدة وإن ظهرت خلاف الواقع . ولعنة الله على أولئك الذين يسعون لإبعاد الشباب والطلبة عن الأمور السياسية“. حاكمية الإسلام:2/223.

وقال( حفظه الله): “إننا لا نريد أن يكون هناك ولو شخص واحد في مجتمعنا من هذا القبيل، بل ينبغي لهم أن يتملكوا جميعاً القدرة على الفهم والتحليل والفرز والتشخيص ولهذا؛ فإن تحليل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والعَقَدِيّة أمرٌ ضروري، وينبغي أن توضَّح لأبناء الشعب ليكونوا على علم بها ويطَّلعوا على مجرياتها“. الحكومة في الإسلام، السيد الخامنائي، ص12-13.

 

السمة الثانية: عمق العلاقة بالله(تعالى):

لا يوجد شيء يمكن أن يبني الإنسان، ويفجر طاقاته على طريق الخير والكمال كسلامة العلاقة بالله (تعالى) وعمق الصلة به. وحين نستقرأ سمات هؤلاء الأطهار نجد بأنهم تميزوا بهذه السمة بشكل ملفت باهر مذهل! لقد كان بعضهم – وهو برير بن خضير(رض) – “قد صلى أربعين سنة صلاة صبحِهِ بوضوء صلاة عشائه! وختم القرآن مدة كل ليلة، ولم يكن في زمانه أعبد ولا أزهد ولا أوثق في الحديث منه عند العامة والخاصة..” منتهى الآمال، الشيخ القمي: 1/650.

نعم، هكذا هم أنصار الحسين(عليه السلام)، وهذه السمة ليست خاصة ببرير وحده(رحمة الله عليه). واستمر معهم هذه السمة حتى أواخر حياتهم، فقد باتوا ليلة العاشر ولهم دوي كدوي النحل، بين راكع وساجد، وقائم وقاعد، وتال لآي القرآن وذاكر. ولأن هذه العبادة كانت عن بصيرة؛ فقد أينعت وأثمرت أيما ثمر!

إذا أراد الإنسان المؤمن المجاهد زاداً يشد عضده، ويرسخ عزيمته، ويصونه عن الزلل والزيع، والإنهيار أمام محن وبلاء الدنيا وصعوبات الجهاد؛ فهذا هو طريق ذلك كله: تمتين العلاقة بالله(تعالى)، وترسيخ الصلة به(تعالى) فهو منبع كل خير وسر كل كمال.

ولذلك وجدنا العظماء والثوار في كل زمان ومكان يتميزون بهذه السمة، ووجدنا مدوامة الإمام الخميني(رض) على صلاة الليل، حتى أنهم حين جاؤوا لاعتقاله في تلك الليلة كان يصلي صلاة الليل، فهنا هنا، وكل الصيد في جوف الفرا.

 

السمة الثالثة: المصداقية والثبات حتى آخر نفس:

لم يكن أصحاب الحسين(عليه السلام) ممن يفتش عن الأعذار والمخارج من أجل سلامة الدنيا، والتخلّف عن التكاليف الشرعية الجهادية! بل كانوا يفتشون عن الشهادة في سبيل الله(تعالى)، ويتسابقون إليها، تسابق الفراشات على النور!

لقد قال في حقهم سيدهم وقائدهم الإمام الحسين(عليه السلام) مخاطباً أخته زينب(عليها السلام) ومطمئناً إياها تجاههم: “يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بثدي أمه!…” الدوافع الذاتية لأنصار الإمام الحسين، محمد عابدين، ص252.

لقد كانوا في قمة التضحوية والفدائية والاستبسال؛ فقد عرض عليهم الأمان والأموال والمناصب للتخلي عن الإمام الحسين(عليه السلام) ولكنهم هزئوا بذلك الأمان الرخيص الذي يراد لهم أن ينعمون به بينما يتعرض الإسلام وقيادته الربانية إلى الخطر والاستئصال.

بل إن ذواتهم الطاهرة شعت وسمت لأكثر من ذلك؛ حيث عرض عليهم الإمام(عليه السلام) الإنصراف عنه والنجاة بأنفسهم، حيث خاطبهم قائلاً: “هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري“.

وماذا كان جوابهم؟

استمع أيها الثائر الأبي، وتزود ثم تزوّد من فيض تلك العزائم الحديدة التي تنهد الجبال ولا تنثلم! وابكِ ثم ابكِ حتى تنصر روحك بأرواح أنصار الحسين(عليه السلام) وتقترب منهم.

فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس بن علي، ثم إنهم تكلموا بهذا ونحوه، فقال الحسين (عليه السلام) يا بني عقيل! حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم، قالوا: فما يقول الناس؟

يقولون: إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا؟!!! لا واللهِ لا نفعل، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا، وأهلونا، ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك.

… فقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي، فقال: أنحن نخلّي عنك ولما نعذر إلى الله في أداء حقك؟! أما والله، حتى أكسِر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي – ما ثبت قائمه في يدي – ولا أفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك، حتى أموت معك.

… وقال سعد بن عبد الله الحنفي: والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيك، والله لو علمت أنى أُقتل ، ثم أحيا، ثم أُحرق حياً، ثم أذر، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك، وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟!

… وقال زهير ابن القين: والله لوددتُ إني قُتلت ثم نشرت، ثم قتلت، حتى أقتل كذي ألف قتلة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك…

وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فقالوا: والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا، وجباهنا وأيدينا فإذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا.” معالم المدرستين، السيد العسكري: 3 /90.

نعم، هذه هي كلماتهم ومواقفهم الأبية العظيمة التي ثبتوا عليها، ولم ينقلبوا عليها عند البارقة، وعانوا في سبيل الوفاء بها السيوف والرماح. وهكذا يجب أن يكون المؤمن عند كلمته، وعند شعاره، وعند مبدئه الذي يفرض عليه أن يتقدم إلى الموت راضياً عندما يتطلب الأمر التضحية.

وهكذا هم عشاقه ومَن سار على هديه بصدق، فقد وجدنا الإمام الخميني(ره) يقول: “أنا لدي نية بأن أتابع نضالي لدكتاتورية الشاه، حتى آخر نفس، ولن أتخلى عن هذا العمل، ولو لحظة واحدة”. وقال: “سوف أسقط الشاه، بل سأذل أمريكا!” وقد قال الرجل وفعل!

وكذلك هي ثورتنا الأبية، فهذا هو المقداد الكبير يطلقها أبيةً مدويةً بوجه جلاديه عندما طلبوا منه الإعتذار للطاغية السفاح: “لو دفنتموني هنا فلن أعتذر للملك!” وقد قال الرجل ووفى! وهكذا هم بقية رفاقه الأحرار، وشعبنا الأبي.

إننا حين نقرأ الموقف الشجاع العظيم للشهيد الخالد عابس الشاكري(رض) حين تقدم إلى الموت ورمى بدرعه ومغفره، فقيل له: أجننتَ يا عابس؟ فقال لهم: نعم، حب الحسين أجنني! لنستحضر موقف شهدائنا، وشبابنا الذين لبسوا الأكفان، وتقدّموا للموت، وفتحوا صدروهم أمام الدبابات هازئين بالموت في سبيل العزة والكرامة وصناعة المستقبل المشرق.

وحين نستذكر موقف الأنصار وهم يذوذون عن حرم رسول الله(صلى الله عليه وآله) ونساء الحسين(عليه السلام) لنستذكر شهدائنا العظام علي المؤمن، ومحمود بوتاكي، وعيسى خضير، وأحمد فرحان الذين فدوا الحرائر بأجسادهم الطاهرة، وتقطّعت أشلاؤهم الزكية في سبيل حماية العرض والشرف. نستذكر معهم كل الشهداء الذين لا يمكن أن نوفيهم حقهم بهذه الكلمات أبداً!

 

القلة والكثرة في مرآة عاشوراء:

من الدروس العظيمة الملفتة الي يلقيها علينا منبر عاشوراء، ومدرسته الخالدة، هو أن القلة الصابرة الرشيدة هي التي تصنع الحياة، وتصوغ مسار التاريخ، خصوصاً عندما تتخلف الكثرة عن أداء دورها ومسؤولياتها الشرعية والأخلاقية.

إن القرآن الكريم أراد أن يعلم الناس أن لا يقيسوا الحق والباطل بالعدد، ولا النصر والهزيمة بالعدد، قال (تعالى): {.. فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقرة/249. وهكذا هي مدرسة الإمام الحسين(عليه السلام) – والتي هي ترجمان القرآن – أرادت أن تعلم الأمة بتلك النهضة العظيمة نفس الدرس، لتغرسه في وعيها، وحركتها إذا أرادت أن تصنع واقعها صناعة على طريق الله(تعالى) والمبادئ السماوية.

وفي هذا السياق نقرأ للإمام الخميني(رض) قوله حول الإمام الحسين(عليه السلام): “لقد عَلّم(عليه السلام) الناس أن لا يخشوا قلة العدد، فالعدد ليس هو الأساس، بل الأصل والمهم هو النوعية، والمهم هو كيفية التصدي للأعداء والنضال ضدهم والمقاومة بوجههم، فهذا هو الموصل إلى الهدف. من الممكن أن يكون عدد الأفراد كبيراً إلاّ أنّ نوعياتهم ليست بالمستوى المطلوب، ومن الممكن أن يكون عددهم قليلاً لكنهم أقوياء أشداء وشامخو الرؤوسوهكذا بالنسبة لوضعنا، فلتكن القوى الكبرى الشرقية والغربية أعداء لثورتنا، ولتكتب جميع وسائل الإعلام العالمية ضد ثورتنا ولتلفق الأكاذيب، فإن الحقيقة واضحة وستظهر وستُعرفنهضة عاشوراء، الإمام الخميني، ص22.

فمن يريد أن يجعل القلة والكثرة معياراً للحق والباطل، وصواب الخيار أو خطئه، وإمكانية النصر أو عدمه، فالقرآن وعاشوراء يردان عليه.

 

دروس عاشورائية:

– إن كل عقيدة بحاجة إلى أنصار أوفياء تحمل مشعلها، وتذوذ عنها، وتضحي من أجلها، وكلما عظمت المسؤولية احتاجت إلى أنصار عظماء.

– من دروس الثورة الكربلائية العظيمة هي لزوم مشاركة الجميع عندما يتعرض الإسلام إلى الخطر، فقد حضرت المرأة كما حضر الرجل، وحضر الشيوخ كما حضر الشباب، وحضر الأطفال وحتى الرضّع! وحضر القادة كما حضر الأتباع، وقد كان لكل منهم دوره الذي يتناسب وقدرته.

– لقد رأينا القائد المعصوم في كربلاء كيف كان القائد يتقدم الجميع، فيقدم الأبناء، وفلذات الأكباد، وكيف يضحي بإخوانه وأهل بيته، وخيرة أصحابه، وكيف كان يشجعهم على التضحية والفداء في سبيل الله(تعالى)، وحين جاء الدور عليه كان أعظمهم صبراً، وأشجعهم، وأربطهم جأشاً، وأشدهم شوقاً للقاء الله(تعالى)، وهكذا يجب أن يكون القادة وإن تفاوت المستوى.

– رأينا في رضا واستبشار المؤمنة الطاهرة زوجة الشهيد العظيم عبد الرضا بوحميد(رض) بشهادة زوجها عندما وقفت على جسده مستبشرة، رأينا زوجة وهب وهي تشجع زوجها على القتال، وتقول: “فداك أبي وأمي قاتِل دون الطيبين ذرية محمد(صلى الله عليه وآله) “واستذكرنا مولاتنا العظيمة زينب(عليها السلام) وهي تضع يديها تحت الجسد الطاهر وتقول بكل رضا بقضاء الله(تعالى): اللهم تقبل منا هذا القربان.

وحين سمعنا كلمات آباء شهدائنا وأماتهم وتسليمهم لقضاء الله(تعالى)، ذكرنا الكلمة الزينبية الخالدة حين أراد الأعداء كسر عزيمتها بتذكيرها بقتل مولانا الحسين (عليه السلام): ما رأيت إلا جميلاً!

– حين استشهد السيد أحمد شمس(رض) ذكرتنا شهادته بشهادة القاسم بن الحسن(ره) وكم هو عظيم أن يواسي الشباب بعضهم بعضناً، ويقتدي مَن تأخر منهم بمن تقدم على طريق التضحية والكرامة.

– عندما استشهدت الشهيدة زينب(رض) بالغازات الخانقة، تذكرنا نساء الحسين(عليه السلام) ونساء أصحابه في كربلاء وقد أضرمت خيامهم بالنار، فقد تشابهت التضحية بالتضحية، والإجرام بالإجرام، ولا تزال المسيرة تجد السير حتى يخرج المصلح العظيم، ويملأها قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى