ثقافة

العمل المؤسسي وفعالية القيم الذاتية

من احتياجات البحث في الإدراة هو التحقيق في موضوع (القيم الإنسانية). فحاجتنا إلى البحث في إدارة القيم الإنسانية هي حاجة ماسة جداً، وأحد أدلة وأسباب ذلك هو أن نتائج تحقيقات الإدارة تشير إلى ما يلي:

لو تمسك أعضاء مؤسسة انتاجية بالقيم الأخلاقية لكان الانتاج أكثر وبكلفة أقل، ويمكن القول إن تثبيت هذه القيم يعتبر من أفضل طرق السيطرة على القوى الإنسانية، يعني أن من أصول عمل الإدارة هو تعيين جهاز سيطرة في كل مركز انتاجي أي أنه يجب توظيف مجموعة من الأفراد لهذا الغرض، وهذا يحتاج إلى نفقات مادية كبيرة بالإضافة إلى إخراج طاقات إنسانية انتاجية عظيمة من دائرة الانتاج وإشغالهم بأعمال مثل مراقبة الآخرين والتقييم و…، واستهلاك قواهم ووقتهم بأمور غير انتاجية وهذا بحد ذاته يحتاج إلى كلفة أيضاً.

بالإضافة إلى ذلك، ترى المصانع الكبيرة والمؤسسات بأن هذا الجهاز غير كاف لوحده بل يحتاج إلى جهاز سيطرة آخر يسيطر على الجهاز الأول ويراقبه، وهكذا يتسلسل الأمر حتى ينتهي إلى أناس يسيطر عليهم المراقب الذاتي والباطني.

فبدون جعل القيم ذاتية لا يمكن الاطمئنان حتى بمدير المؤسسة أو الشخص الذي يراقبه أو جهاز السيطرة والتفتيش الذي واجبه تقديم تقارير صحيحة لا تكتم الحقائق أو تزورها، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى مراقب اسمه (صدق القول).

ولو استعضنا عن جميع تلك القوى الانسانية بجهاز سيطرة القيم الذاتية لدى الموظفين أي جعلهم يتمسكون بسلسلة أخلاقية قيمة إلى الحد الذي يعتمد عليهم لاستطعنا الاستغناء عن جميع القوى السابقة ووضعها في مكانها الانتاجي المناسب والتخلص من جميع النفقات المصروفة لها وتسخيرها في مجالات أخرى أنفع من ذلك.

بالإضافة إلى ذلك سيشعر العاملون تدريجياً بقوة الشخصية، ويتخلص القسم الآخر الذين هم تحت المراقبة من شعور الحقارة خصوصاً عندما يعتمد عليهم بعدما يصبحون أهلاً لذلك فإن ذلك الاعتماد سيجعلهم يشعرون بالقيمة وهذا بدوره له آثار اقتصادية ونفسية وانسانية ويفيد في عملية التوسعة الانتاجية لأنه يؤدي إلى زيادة قوى الانتاج الفعالة.


آية الله الشيخ مصباح اليزدي – بتصرّف يسير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى