ثقافة

الكهانة عمل جاهلي

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته لأمير المؤمنين (عليه السلام): «من السُحْتِ… أجرُ الكاهن»[1].

تعريف الكهانة:
الكاهن ويسمّى بالعرّاف أيضاً هو فاعل الكهانة..
والكهانة – بالفتح والكسر -، تعاطي الإخبار عن الكائنات في مستقبل الزمان وادّعاء معرفة الأسرار[2].

حكم الكهانة:
وقد اُفيد فقهاً حرمتها بإجماع المسلمين، بل في حديث أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «من تكهَّن أو تُكهِّن له فقد برىء من دين محمّد (صلى الله عليه وآله)»[3].

منشأ إخبارات الكاهن:
وقد إختلفت الأقوال في منشأ إخبارات الكاهن.. والقول الحقّ في منشئها هو ما جاء في حديث الإحتجاج، قال (عليه السلام):

«إنّ الكهانة كانت في الجاهلية في كلّ حين فترة من الرسل، كان الكاهن بمنزلة الحاكم يحتكمون إليه فيما يشتبه عليهم من الاُمور بينهم، فيخبرهم عن أشياء تحدث، وذلك من وجوه شتّى، فراسة العين، وذكاء القلب، ووسوسة النفس، وفتنة الروح، مع قذف في قلبه، لأنّ ما يحدث في الأرض من الحوادث الظاهرة فذلك يعلم الشيطان ويؤدّيه إلى الكاهن، ويخبره بما يحدث في المنازل والأطراف.

وأمّا أخبار السماء فإنّ الشياطين كانت تقعد مقاعد إستراق السمع إذ ذاك، وهي لا تُحجب، ولا تُرجم بالنجوم، وإنّما مُنعت من إستراق السمع لئلاّ يقع في الأرض سبب يُشاكل الوحي من خبر السماء، فيلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله، لإثبات الحجّة، ونفي الشبهة.

وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها، ثمّ يهبط بها إلى الأرض، فيقذفها إلى الكاهن، فإذا قد زاد كلمات من عنده، فيخلط الحقّ بالباطل، فما أصاب الكاهن من خبر ممّا كان يخبر به فهو ما أدّاه إليه الشيطان لما سمعه، وما أخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه.

فمنذ مُنعت الشياطين عن إستراق السمع انقطعت الكهانة، واليوم إنّما تؤدّي الشياطين إلى كهّانها أخباراً للناس بما يتحدّثون به، وما يحدثونه، والشياطين تؤدّي إلى الشياطين ما يحدث في البُعد من الحوادث، من سارق سرق ومن قاتل قتل، ومن غائب غاب، وهم بمنزلة الناس أيضاً، صدوق وكذوب»[4].

المصدر: وصايا الرسول (ص) لزوج البتول (ع) – بتصرّف

المصادر و المراجع

[1] وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 12 ص 63.
[2] مجمع البحرين، مادّة كَهَنَ، ص 569.
[3] وسائل الشيعة، ج 12، ص 108، باب 26، ح 2.
[4] الإحتجاج، ج 2، ص 81.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى