أدب المقاومة

يا آية النور

يا آية النور، يا بن يس والطور، يا نسيم العزة، ويا غياث الرحمة، يا قاصم شوكة المعتدين وهادم أبنية المشركين، يابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، لقد طال بي الانتظار على شاطئ حبك وشوقك، وتصرمت الأيام والليالي وتعاقبت علي الفصول والدهور وهذا جسد قد نحل من فرط ترقبه وشفتان ذبلتا من كثرة مناجاتك وعينان ابيضتا في سبيل نظرة إلى وجهك.

يا زبور داوود وتوراة موسى، يا إنجيل عيسى وقرآن محمد، أيها الشمس المحجوبة بالغمام، متى يكون انبلاج النور من الأفق المظلم الساكن … فكم يا مولاي من ندبة قد قرأت، ودمعة في حبك ذرفت، وكم من الليالي قد سلب فيها الرقاد من عيني ولها بذكرك إلى ذكرك.

مولاي، كأني أراك في عيون الوالهين، وفي همهمة المسبحين، أراك في حي على خير العمل وفي سجود العابدين.

أراك في حزن المساكين وآمال المريدين، في الجبهات والسجون، والأفراح والشجون، في صرخات الجرحى وآهات المعذبين.

أراك هناك، بعيدا في آخر الطريق تنتظر القادمين.

فقسما يا مولاي سأبقى لك منتظرا ما حييت، وإن قيد القبر جسدي بسلاسل الموت فسأخرج لك، مؤتزرا كفني، شاهرا سيفي، مجردا قناتي، ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي.

سيدي، تعال وانظر إلى قلبي المهموم الذي لم يكن فيه عشق سوى عشقك، وشفتي الذابلتين اللتين لم تلهجا إلا باسمك. فيا سيدي، ما عسى يكون هذا التأثير العجيب الذي يسعر نيران الشوق ويلهب القلب بالحنين إليك، ما لي قد استكرهت عيناي النظر إلى نعيم هذه الدنيا وغابت الأنوار عنها حتى ما عادت ترى إلا ظلمة داكنة ينبعث من وسطها من بعيد نور خافت هو نورك؟!

إني يا مولاي لم أدرك معنى التيه والضياع حتى عرفتك، حينها صارت كل الطرق متشابكة فيا ترى أين السبيل وكيف الطريق لأرتشف من معينك العذب حلو الماء فتروى نفس بعد ظمى ويبرد قلب غليان؟.

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى