أدب المقاومة

هذا سليماني الشهيدُ محرِّضٌ

شهداؤُنا في حضرةِ الغفّارِ
في صحبةِ المختارِ والكرارِ

يُسقَونَ أشرِبةَ الخلودِ تحيةً
في جنةٍ مخضرَّةِ الأشجارِ

فدماءٌ اختلَطتْ على حبِّ الأُلى
آلِ النبوّةِ سادةِ الابرارِ

لجديرةٌ بالفوزِ يومَ الملتقى
ومعيَّةِ النبلاءِ والأطهارِ

عرفتكَ أرضُ الرافدينِ وسوريا
وكتائبُ الأبطالِ والأنصارِ

ورُبى فلسطينَ السليبةِ كلُّها
والغصنُ يحمِلُ طيِّبَ الأثمارِ

عشِقَتْكَ ألسِنَةُ الدعاءِ فخورةً
بجهاد قاسمَ قائدِ الأحرارِ

وهو الذي عشِقَ الديارَ جميعَها
وأحبَّها مفتوحةَ الأزهارِ

وبكتْكَ أفئدةُ الجبالِ لأنها
فقدت عزيزاً كاملَ الأنوارِ

عرفَتْكَ ياحامي الذِّمارِ مُجاهداً
يَحنو على الأجبالِ والأنهارِ

ويذبُّ عنها في الشدائدِ رافضاً
شُذّاذَ آفاقٍ أتَوا بالنارِ

تبّاً لأمريكا الخبيثةِ مسلكاً
ولكلِّ وغدٍ ناقمٍ ختّارِ

يحلو لهُ قتلَ الأنامِ تعجرُفاً
و الذائدينَ عن الحمى الأخيارِ

أمريكيا لا طالَ عهدُكِ سُلْطةً
لم ترعَ إلَّاً تحتفي بشَنارِ

ولها سلاحُ الشرِّ غايةُ مطلبٍ
للإثم والعدوانِ والإجبارِ

سَحقَتْ رياحينَ المُروجِ عَسوفَةً
واستفردتْ مظلومَةَ الأقطارِ

سرقتْ وتطلُبُ نفطَنا بفظاظةٍ
وترامبُ يبغي غَلَّةَ الآبارِ

مَن يشتريهِ حمارَ شعبٍ أنكروا
كلَّ المبادئِ وارتَضَوا بالعارِ

جعلُوهُ سائسَهم فلا أهلاً بمَنْ
جعلَ البلادَ رهينةً لحمارِ

أوَ مثلُ هذا يستبيحُ ديارَنا
ويفوزُ بالتقديرِ والإكبارِ؟!

وهو الذي قتَلَ الكرامَ ضغينةً
ويحيفُ بالأمجادِ والأذخارِ

أو مثلُ قاسمَ تستباحُ دماؤهُ
وجمالِ شبلِ الحربِ والأهوارِ

وبيوتُ صهيونِ الجريمةِ فَرْحَةٌ
ودُفوفُ أشباهِ الرجالِ تُجاري

فعلى ترمبِ الغدرِ لَعنةُ ربّنا
ولعائنُ التاريخِ والأقدارِ

أسفا على بطلٍ يُقتَّلُ غِيلةً
مِن مُعتدٍ مُتهتِّكٍ غدّارِ

وهو المُحِبُّ لكلِّ اُمةِ أحمدٍ
ويصُدُّ عنهم هجمَةَ الأغيارِ

حُزْناً على زمنٍ يصولُ بهِ الخَنا
وتسودُ فيه شريعةُ الكفّارِ

ويموتُ ضرغامٌ بأبشعِ صورةٍ
والحرُّ فيه فريسةُ الغُدّارِ

الشعبُ في ايرانَ أطلقَ صرخةً
ستهُدُّ سَطوَةَ قاتلِ المِغوارِ

حملتْكَ أَيدي عاشقيكَ مُشيَّعاً
يا قاصمَ الفُجّارِ والأشرارِ

خرجُوا ملاييناً تُودِّعُ أصيَداً
يبكيهِ راعي الركبِ باستعبارِ

وتوجَّعَ القلبُ الكبير لقائدٍ
صلَّى عليكَ بأدمُعٍ مِدرارِ

فلقد أضاعُوا قائدَاً مُتَهيَّباً
لم يَشكُ مِن تعَبٍ ومِن إضرارِ

ولقد بكاكَ المُخبتون تلوُّعاً
في خيرةِ الأوطانِ والأمصارِ

كي يُعلِنوا طُرَّاً بأنَّكَ فخرُهُم
وسبيلُ مَن يمضي على استبصارِ

سقياً ليومِكَ يا سليماني الفِدى
ولك المفازةُ في سعيدِ الدارِ

فخرُ الشهادةِ أن تموتَ مكافحاً
بيدِ العُتاةِ وسلطةِالفجّارِ

أمريكيا ارتكبتْ جريمةَ هَزْمِها
ففيالقُ الأبطالِ في استنفارِ

جهلِتْ مقامَكَ يا سليماني أخاً
لِبني الجهادِ الحقِّ والثوارِ

هذا سليماني الشهيدُ محرِّضٌ
هِممَ الجبالِ الشُمِّ والأَبحارِ

ومرددٌّ صوتَ الحسينِ بكربلا
مَنْ للجهادِ الفذِّ مَن أنصاري؟

وليعلمِ الأشرارُ أنّكَ حتفُهُم
عما قريبٍ آخِذاً بالثارِ

لا لم تَمُتْ فلأَنتَ رايةُ عزَّةٍ
جَبلٌ من الإقدام والإيثارِ

شكراً سليماني ونَمْ مُتهنِّئاً
فالرايةُ انطلَقتْ وبالإصرارِ

يَمضي التقاةُ إلى الخلُودِ مثابةً
فرَحاً وذا اُكرومةُ الغفارِ

بقلم الكاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي
١٢ جمادى الاولى ١٤٤١
٨ كانون الثاني ٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى