ثقافة

كيف نتلافى سلبيات مرحلة أرذل العمر؟

متى يدخل الإنسان في مرحلة “أرذل العمر”؟
«الأرذل» مشتقّة من «رذل» أي المنحطّ وغير المرغوب فيه. ويقصد بـ «أرذل العمر» تلك المرحلة من عمر الإنسان التي هي أكثر إنحطاطاً وغير مرغوب فيها لما يفقده فيها الإنسان من القوّة والذاكرة، ولما يغلبه فيها من الضعف والإنفعال، حتّى تراه يغتاظ من أدنى شيء، ويرضى ويفرح لا يسر شيء، ويفقد سعة صدره وصبره، وربّما قام بحركات طفولية. مع فارق بينه وبين الطفل وهو أنّ الناس لا يتوقّعون منه ذلك، لأنّه ليس طفلا، مضافاً إلى أنّ الطفل يؤمل في أن يكبر وينضج جسديّاً ونفسيّاً وتزول عنه هذه الحركات الصبيانية، لهذا يتركوا أحراراً في ممارستها، وليس كذلك في الفرد المسنّ، أي أنّ الطفل ليس لديه شيء ليفقده، ولكن المسنّ يفقد رأس مال حياته بذلك. وعلى هذا فإنّ وضع الشيوخ المعمّرين يثير الشفقة والأسى عند مقارنته بوضع الأطفال.

“أرذل العمر بحسب النصوص”؟
وجاء في بعض الأحاديث أنّ أرذل العمر هو الذي يبلغ مئة عام وأكثروقد تعني هذه العبارة نوع الأشخاص، وإلاّ فهناك من يبلغ هذه الحالة وسنّهم أقل من مئة عام. كما أنّ هناك أشخاصاً تجاوزت أعمارهم مئة عام وهم بكامل وعيهم وذكائهم.

هل من الممكن التخفيف من وطأة هذه المرحلة العمرية على الإنسان؟
تشير بعض الإحصاءات إلى ندرة ملاحظة العلامات السلبية لهذه المرحلة العمرية بين العلماء الذين شغلتهم المعارف والبحوث.

وما أولانا بدعاء الله تعالى أن يحفظنا من هذه الحالة! وما أجدرنا أن ننهي غرورنا وغفلتنا بمجرد الفكر بهذه العاقبة! علينا أن نفكّر ماذا كنّا وعلى ماذا أصبحنا وماذا سنكون؟


  • آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي – بتصرف

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى