ثقافة

صفات المؤمنين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ( 1 ) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ( 2 ) والَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ( 3 ) والَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ( 4 )والَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ( 5 ) إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ( 6 ) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ ( 7 ) والَّذِينَ هُمْ لأَماناتِهِمْ وعَهْدِهِمْ راعُونَ ( 8 ) والَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ ( 9 )أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ ( 10 ) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( 11 )سورة المؤمنون.

كل من قال: لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه كان له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم في هذه الحياة، أما في الآخرة فلن يفوز بثواب اللَّه ورضوانه إلا إذا جمع بين الخلال التالية:

1 – ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ). الخشوع والخضوع ضد الاستعلاء والكبرياء، قال تعالى: « خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ » – 45 الشورى. والخشوع في الصلاة نتيجة اليقين باللَّه والخوف من عذابه، والصلاة بلا يقين ليست بشيء، قال الإمام علي ( ع ): نوم على يقين خير من صلاة في شك.

2 – ( والَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ). ان المؤمن الحق في شغل بطاعة اللَّه عن اللغو والباطل. قال الإمام علي ( ع ): ان أولياء اللَّه هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهره، واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها.
وقال: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره.

3 – ( والَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ).( انظر عنوان الزكاة ).

4 – ( والَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ). المراد بملك اليمين الإماء، ولا اثر لهن اليوم، والزنا من الكبائر والفواحش في شريعة الإسلام، وما فشا في مجتمع إلا كان مصيره إلى الانحلال ( فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ ) أي من طلب نكاح غير زوجته وأمته فقد تجاوز حدود اللَّه، واستحق غضبه وعذابه.
وتسأل: هل قوله تعالى: « فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ » يشمل الاستمناء باليد ؟
الجواب: أجل، يشمله لأن اللَّه سبحانه أباح الزوجة والأمة، وحرم ما عداهما أيا كان، ولذا أفتى الفقهاء بتحريمه إلا الحنفية والحنابلة فقد أجازوه لمن يخاف الوقوع في الحرام – روح البيان لإسماعيل حقي – وسئل الإمام جعفر الصادق ( ع ) عن الاستمناء ؟ قال: هو إثم عظيم، قد نهى اللَّه عنه في كتابه، ولو علمت بمن يفعله ما أكلت معه. قال السائل: أين هو في كتاب اللَّه يا بن رسول اللَّه ؟ فقرأ الإمام: فمن ابتغى وراء ذلك الخ ثم قال: والاستمناء وراء ذلك.

5 – ( والَّذِينَ هُمْ لأَماناتِهِمْ وعَهْدِهِمْ راعُونَ ). تكلمنا مفصلا عن الأمانة ووجوب تأديتها بشتى أنواعها أنظر عنوان الأمانة، أما العهد فهو كل ما أمر اللَّه به ونهى عنه، قال تعالى: « وأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ » – 40 البقرة.

6 – ( والَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ ). يواظبون عليها في أوقاتها . ( أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ). فأي مؤمن جمع بين الخصال المذكورة فقد استحق الجنة بعمله كما يستحق الوارث الميراث من قريبه، وأين تراث الدنيا وحطامها الزائل من تراث الآخرة ونعيمها الدائم ؟.


  • تفسير الكاشف العلامة محمد جواد مغنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى