ثقافة

التبكير في الزواج ومسؤولية الآباء والمجتمع

الملخّص:

تعرّض الكاتب في هذه المقالة إلى مسألة اجتماعية مهمَّة وملحَّة، وهي مسألة التبكير في الزواج بالنّسبة إلى الجنسين، فبيَّن أهداف الزواج أولاً، ثمَّ ذكر ما ورد في الروايات من الحثِّ على التبكير فيه، مع ذكر المعوِّقات التي قد تعيق التبكير في زماننا المعاصر، مع محاولة وضع الحلول لتلك المعوّقات، وبيان مسؤولية المجتمع -تجاه هذا الأمر- وبالأخص الآباء.

المقدمة

من المسائل المهمَّة التي لا يجب أن ينتهي الحديثُ عنها لكونها حاجة ملحَّة على الدوام لكلِّ النَّاس هي مسألة الزواج، وهي مسألة فيها كثيرٌ من الجوانب المهمَّة الشائكة والتي تعاني منها أكثرُ الشعوب في العالَم، بسبب الفقر، وكثرة المهور، وكثرة العازبات، ومشاكل الطلاق وما شاكل.

والإسلامُ العزيز تعرَّضَ لكلِّ هذه المشاكل ووضع لها علاجاً، وهي بيد النَّاس، إن طبَّقُوها حُلَّت مشاكلُهم، وإنْ تجاهلوها وقعوا في المشاكل.

ومن بين الأمور المهمَّة المغفول عنها في زماننا الحاضر، ولا يُتطرّق إليها إلا بشكل مختصر، مع جعلها من الأمور غير المهمة جداً، بل ربما يُتكلَّم عنها بشيء من الخجل لأنَّها خارجةٌ عن مقتضيات الزمان الحاضر، وقد عفا عليها الزمن، وتجاوزتها المجتمعات المتحضّرة، ولا يناسب الحديث عنها بجدّ، لعدم الجدوى فيها.

هذه المسألة هي مسألة الزواج المبكِّر للشابّ والشابّة، وما هي آثار تأخير الزواج لكلّ من الجنسين؟ وما هي العوائق التي تعيق التبكير في الزواج؟ وهل من علاج؟ والأهم من كلّ ذلك من هو المسؤول عن الثّقافة الجديدة المنتشرة في أوساطنا بأنَّ التبكير في الزواج هو انتهاك لحقِّ الولد والبنت ومنعهما في الاستمتاع بطفولتهما.

ولمعرفة أهميّة التبكير في الزواج، لا بدَّ من معرفة الأهداف المقدَّسة للزواج أولاً، لكي نرى أنَّها هل تتحقَّق بمجرَّد الزواج وإن تأخر أم أنَّ بعضها لا يتحقَّقُ إلا بالتبكير، وهذه الأهداف تحتاج إلى موضوعٍ مستقل، ولكن سنذكرها باختصار لعلاقتها الملحّة بموضوع البحث.

فالحديث فعلاً في ثلاثة أمور:

الأمر الأول: أهداف الزواج

الهدف الأول: حفظ النّسل وتكثيره

ولا طريق لحفظ النّسل الإنساني بشكله الطبيعي والطاهر إلا من خلال النكاح، وما سواه من الوسائل غير المشروعة وإن حفظت أصل الإنسان إلا أنَّه لا يخفى سلبيات ذلك التي من أهمِّها تفكُّك المجتمع، وضياعه، وعدم وجود الأسر التي يسكن إليها الإنسان، وانتشار الفساد والرذيلة فيه، يقول تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}([1]).

وإذا كانت زيادة النّسل مطلوبة في النوع الإنساني بشكل عام فهي في المجتمع الإسلامي أشدُّ مطلوبية وإلحاحاً؛ ليكون المؤمنون المسبِّحون لله تعالى على وجه هذه الأرض أكثر من المنكرين لله والمشركين به غيره، فعن النبي في الحديث المعروف: >تناكحوا تناسلوا، فإنِّي أُباهي بكم الأمم يوم القيامة<([2]). وفي لفظ آخر: >أكثروا الولد أكاثر بكم الأمم غدا<([3]).

وروى الصدوق عن الباقر قال:>قال رسول الله: ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا لعل الله أن يرزقه نسمة، تثقل الأرض بلا إله إلا الله<([4]).

وروى الكليني عن أبي عبد الله قال:>لما لقى يوسف أخاه قال:يا أخي كيف استطعت أن تزوج النساء بعدي؟ فقال: إن أبي أمرني، قال: إن استطعت أن تكونَ لكَ ذريةٌ تُثقِلُ الأرضَ بالتسبيحِ فافعل<([5]).

 الهدف الثاني: تحصين النفس من الفساد وإحراز الدين

وهو من الأمور الواضحة والفطرية، فالزواج يمنع الإنسان من الانزلاق في الحرام -عادة-، ولذا كان عقاب المرتكب للفاحشة إذا كان محصِناً أشدُّ من عقاب غير المحصن وهو القتل.

فبالزواج ينشغل الإنسان عن الحرام، لأنَّ لديه ما يفرغ فيه حاجته الجنسية، وبالتالي يتحصّن الفرد ذكراً وأنثى، وينتج عنه حصانة المجتمع كلّما انتشر فيه الزواج بسهولة ويسر، فعن الرسول الأعظم: >من تزوَّج أحرز نصف دينه< وفي حديث آخر >فليتق الله في النصف الآخر أو الباقي<([6]).

 الهدف الثالث: الاستقرار النفسي

ويشير إلى هذا الهدف قولُه تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}([7])، فإنَّ المتزوِّج بالإضافة إلى قضاء حاجته الطبيعية يستقرُّ نفسياً، ويضمّن تكوين أسرة، ومعه من يشاركه همومه، ويحسُّ بالمسؤولية، ويكون أقرب إلى الوسط الاجتماعي من الأعزب، وكذلك الزوجة.

 الأمر الثاني: رأي الإسلام في التعجيل في الزواج

الروايات الواردة في التبكير في الزواج:

أول ما ينبغي على المؤمن البحث عنه هو رأي الدين في مسألة التبكير في الزواج، فإنَّ هذه المسألة لا يمكنُ للنَّاس -مهما بلغوا في العلم- معرفة العلل والأسباب والآثار المتنوِّعة المترتِّبة على تبكير الزَّواج أو تأخيره، وأما ما يعبر عنهم بالمختصين في علم الاجتماع والعلم النفس وما شابه فإنّهم –مع قصورهم لمعرفة كلّ حيثيات هذه المسألة- فإنّهم إنّما يركزون على الجوانب المادّية، والشؤون الدنيوية، ولا يلتفتون إلى ما يخص الجانب الديني والالتزام، ولا الشأن الأخروي.

والله سبحانه تعالى الخالق لهذا الإنسان والجاعل فيه الغرائز والشهوات والحاجات، هو العالم بما يصلحه وما يفسده، ولذا علينا النّظر إلى روايات أهل بيت العصمة والطهارة الذين هم العارفون بأمر الدين بتفاصيله ودقائقه وعلَلِه.

أما البنت: فقد روى الصدوق عن النبي قوله:>من سعادة الرجل أنْ لا تحيض ابنتُه في بيته<([8])، وهذا يعني أنْ يزوجها في العاشرة والثانية عشر، حيث أنَّ الحيض يجيء عادة في هذا السن، والتعبير عن ذلك بأنَّه >من سعادة الرجل< لعلَّه يشير إلى اطمئنانه على ابنته من الانحراف والانزلاق حين تتزوَّج في هذا السنِّ المبكِّر، وقبل أن تشتدَّ بها الشهوةُ وتنزلقَ في المعصية.

ومما يدلُّ على ذلك بشكل أوضح ما عن أبي عبد الله قال: >إنَّاللهَ! لم يترك شيئاً ممَّا يُحتاج إليه إلا علمَّه نبيه فكان من تعليمه إياه أنَّه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها الناس إنَّ جبرئيل أتاني عن الّلطيف الخبير فقال:إنَّ الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمارها فلم تجتنى أفسدته الشمس وتذريه الرياح، وكذلك الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فليس لهنَّ دواء إلا البعولة، وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله فمن أزوج؟ قال: الأكْفَاء قال: يا رسول الله من الأكْفَاء؟ فقال: المؤمنون بعضهم أكْفَاء بعض<([9]).

ولذا ورد عن الإمام الصادق أنّه قال: >كان علي بن الحسين إذا أتاه ختنه على ابنته أو على أخته بسط له رداه، ثمَّ أجلسه، ثمَّ يقول: مرحباً بمن كفى المؤنة، وستر العورة<([10])، وقد يعبَّر في العرف العامي لدينا “أنّها بنت ستر الله عليها”، فالزواج سترٌ، فليكن هذا الستر مبكراً.

 عادة الأجداد في الزواج:

ولقد كانت عادةُ الآباء والأجداد في أمور الزواج تعتبر أفضل من زماننا في بعض الأمور، كالسهولة في الزواج وعدم التعقيد، وطريقة الزفاف الشعبية التي تنشر حالة من الفرح الكبير على نفس الزوجين بل وكلّ العائلة والمقرّبين وعموم المؤمنين، ومنها التبكير في الزواج الذي حثَّت عليه الرواياتُ الشريفةُ خصوصاً في الفتاة، ويمكن معرفة ذلك بسهولة من خلال النظر إلى أعمار الآباء والأمهات بالنسبة إلى الولد الأكبر، ففي الغالب يكون الفارق دون العشرين سنة ممَّا يدلُّ على الزواج المبكر للأب وبالأخص الأم.

وقد ورد عن أبي عبد الله قال: قال:>إذا تزوَّجَ الرجلُ الجارية وهي صغيرة فلا يدخل بها حتى يأتي لها تسع سنين<, وعن أبي جعفر قال:>لا يدخل بالجارية حتى يأتي لها تسع سنين أو عشر سنين<([11])، وهذا يكشف عن كون الزواج في هذا السن -بل الأقل منه- متعارفاً وغير مرفوض.

وأما الشاب: فكذلك يفهم من الروايات أنَّ المعيار في المتقدِّم أن يكون متديِّنا وخلوقاً، فمتى أتى لزم قبولَه، ولم يلحظ إلى سنِّه أو سنِّ البنت، كما روي عن إبراهيم بن محمدوهل هناك أعظم يا جويبر  الهمداني قال: “كتبت إلى أبي جعفر في التزويج، فأتاني كتابه بخطِّه: >قال رسول الله: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير<“([12]).

وعن علي قال: قال رسول الله:>إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوِّجوه، قلت: يا رسول الله وإن كان دنيا في نسبه، قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير<([13]).

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الإمام الجواد تزوَّج وهو حدث السن، وبنو العباس اعترضوا على ذلك ولكن ليس بسبب صغره بل خوفاً على ملكهم، مما يكشف أنَّ الزواج في تلك السن لم يكن شاذاً ونادراً.

وإن كان هناك سناً متعارفاً بحيث يصدق عليه عند العرف أنّه سنُّ الزواج، فبالتأكيد هو لا يزيد على سنِّ العشرين، وهذا ما كان عليه الآباء والأجداد فضلاً عن زمن النبي والأئمة^.

ومن الروايات الصريحة في ذلك ما عن النبي الأعظم: >ما من شاب تزوَّج في حداثة سنه إلا عجَّ([14]) شيطانه يقول: يا ويلاه، عصم هذا مني ثلثي دينه، فليتق اللهَ العبدُ في الثلث الباقي<([15]).

ويفهم ذلك أيضاً أنّ الروايات التي تجعل من حقوق الولد تزويجه إذا بلغ، فإنّ ذلك يعني أنّ الولد لا زال غير معتمد على نفسه، فعن النبي الأعظم: >من حق الولد على والده ثلاثة؛ يحسن اسمه، ويعلّمه الكتابة، ويزوّجه إذا بلَغ<([16]).

 سن الزواج في الوقت المعاصر:

وأمَّا في زماننا فأصبح السنُّ المتعارفُ للزواج هو فوق سنِّ العشرين، ولعلَّ بعض البلدان يكون السنُّ المتعارف فوق الثلاثين، وقدأصبح فعلاً أمراً راسخاً ومتجذّراً؛ بحيث لو أراد الأب والأم تزويج ابنتهما في سنّ الرابعة عشر أو الخامسة عشر فكأنّما جنيا جناية في حقها لا تغتفر، ولو أراد الشاب في سن السادسة عشر أو السابعة عشر الزواج لردَّ عليه باستهزاء بأنَّك لا زلت صغيراً وفي مرحلة الطفولة بالنسبة للزواج!!

نعم، ربما لا زالت بعض الشعوب تلتزم بالزواج المبكر، خصوصاً بالنسبة للبنت، بل حتى بعض الشعوب الغربية فيها هذا الأمر ولكن بشكل محدود ونادر.

 الأمر الثالث: معوقات تبكير الزواج

هناك أسباب كثيرة لتأخر الزواج في زماننا المعاصر، يمكن أن نذكر أهمها بإيجاز، وهي ثلاثة:

1) الحالة المادّية: فكثيرٌ من الشباب حينما تتحدَّث معه وتسأله عن سبب عدم إقدامه على الزواج فإنَّه يتعذَّر بالجانب المادّي (وهو محقٌ في ضعفه المادّي)، فيقول أنا لا أعمل، أو راتبي الوظيفي ضعيف، فكيف أتزوَّج وأصرف على زوجة وأولاد، وكيف أوفِّر تكاليف الزواج المبالغ فيها عند غالبية الناس، فيتأخر إلى أن يحصل على العمل ويجمع مقداراً من المال وهو يأخذ وقتاً طويلاً نسبياً.

2) مقتضيات العصر: والمقصود أنَّ الحياة الاجتماعية تغيَّرتْ؛ فلا بدَّ للمرأة أن تدخل المدرسة ثمَّ الجامعة، ولا تتخرَّج إلا فوق سنِّ العشرين، وتمتنع من الزواج أيام الدراسة الجامعية فضلاً عن زواجها أيام المدرسة، وكذلك الشاب فلا يوجد لدينا من يتزوَّج قبل إتمام الثانوية على أقل التقادير([17]).

وأما الشاب، فالإضافة إلى إكمال الدراسة الجامعية، فإنّه ينتظر الحصول على الوظيفة، ومن ثم جمع المال الكافي للزواج، فيصل سن الخامسة والعشرين وأكثر ولا زال يسعى لجمع المال اللازم!

التفاتة:

إنَّ دخول الجميع للجامعات خصوصاً البنات يحتاج إلى نظر في جدوائيته، ومناقشة الغرض منه، وما هي آثاره الإيجابية والسلبية، ولكن لا يصلح المقام لمناقشته هنا.

2) العادة الاجتماعية والثقافية: وهو الأهم؛ حيث العادات والتقاليد تحكم على الجميع، فقد أصبح من المعيب أن تُزوَّج البنت وهي في المدرسة، ويعتبرذلك انتهاك لحقِّ الطفولة! وتضييع لمستقبل البنت!!

وأمَّا الشاب فكان من واجب الأب تزويجه وأصبح اليوم من الواجب على الشاب أن يتعب ويعتمد على نفسه في التمهيد والتخطيط للزواج من خلال الدراسة والعمل وجمع المال، وكونه لم يدخل هذه التجربة فلا حلَّ له إلا التأخير.

وللشرع في هذه الأمور رأياً ينبغي للمؤمنين الالتفات إليها لعلاج هذه العادة التي استحكمت في المجتمع، ولها آثارها الخطيرة التي نتغافل عنها.

الآثار السلبية لتأخير الزواج:

وحتى تكونَ هناكَ جدية في العلاج لا بدَّ أولاً من الإشارة إلى الآثار الخطيرة من هذه العادة، وباختصار نقول: إنَّ من أهمِّ الآثار الخطيرة هو حالة الانحراف الأخلاقي الذي يسببُ العار أولاً على الأب والأم والعائلة، وثانياً ينشر الرّذيلة والفساد والانحطاط في المجتمع، والآثار الاجتماعية والنّفسية للزنا واللواط والفواحش غير خفية.

خصوصاً ونحن نعيش في زمن لا يخلو مكان وزمان فيه من الإثارة، فمن البيت حيث التلفاز وقنواته المبتذلة، إلى الهواتف وشبكات التواصل التي سهّلت على الأطفال فضلاً عن الشباب الوصول إلى ما يشتهون بشتى الأشكال والألوان، وصولاً إلى الشوارع وبيئة العمل وأماكن الدارسة المختلطة، وبالأخصّ في الجامعات حيث يتزامل الشاب مع الشابة، فمع كلِّ هذا الجوِّ المشحون بالإثارات مصحوباً بقوّة الشهوة الجنسية في هذا السنّ، يقال بلزوم تأخير الزواج لتأمين المستقبل!؟

وقلنا في الأمر الأول أنّ من أهداف الزواج تحصين النّفس من الانحراف، بهذا التأخير لا يتحصن الإنسان إلا بعد وقوعه في المحذور، أو أن يعيش حالة نفسية غير مستقرة.

ومن الآثار السلبية للتأخير: قلّة الانجاب وهو خلاف ما دعت له الروايات من تكثير النسل، فإنّ المتأخّر في الزواج يتأخّر معه الإنجاب، ويقلّ عدد الأولاد، ويترتب عليه أيضاً قلّة السكان، وقلّة الروابط الاجتماعية، وصغر العائلة المكوَّنة من الأب والأم والأولاد ثم قلّة الأعمام والأخوال وبالتبع قلّة أبناء العمومة والخؤولة، والكثير لا يلتفت إلى هذا الأثر خصوصاً على المدى البعيد.

 الأمر الرابع: علاج هذه المعوقات([18])

فرقٌ بين أن ندرك وجود ضرورة ومصلحة في التبكير في الزواج مع وجود عوائق، وبين أن يُدَّعى وجود مفسدة في التبكير كما يراد له أن يُصوَّر، فنحن نعترف بوجود عوائق وموانع، ولكنَّنا نؤمن أيضاً بضرورة التبكير في الزواج، وعلى هذا الأساس نسعى لرفع تلك الموانع.

ولعلاج هذه المشكلة يحتاج المجتمع لتعزيز ثقافته الدينية وارتباطه بالأوامر الإلهية، ومعرفة المصالح والمفاسد في التشريعات القرآنية، والنظر بثقة كاملة فيما قاله المعصومون^ فيما يرتبط بكلِّ الجوانب الحياتية، والعمل الجماعي لرفع هذه المشكلة برفع أسبابها:

وهنا نعرض بعض الروايات التي تمثّل الحلّ إذا التزم بها المؤمنون:

الجانب المادّي والمالي

أمَّا بالنسبة للجانب المالي: والذي هو من أهم موانع زواج الشباب، وهو في الحقيقة ليس سبباً في التأخُر بقدر ما هو سبب في العزوف عن الزواج، وهذا المانع ليس حديثاً.

 وعلى كلِّ حال فسببه نحن المؤمنون الذين نتجاوز المعقول في الطلبات والشروط والمهور العالية وما رافقها من فستان باهظ، ومكان فاخر.. الخ، بينما يقول رسول الله فيما روي عنه: >أفضل نساء أمتي أصبحن وجهاً، وأقلهن مهرا<([19])، وعن زين العابدين:>فأمَّا شؤم المرأة فكثرة مهرها، وعقم رحمها<([20]). إنَّ من بركة المرأة قلة مهرها، ومن شؤمها كثرة مهرها.

وهل هناك أعظم من الزهراء؟ فكم كان مهرها؟ وما هو عفش بيتها؟ فهل أنزل ذلك من قدرها؟ كلا بل هي المبروكة الميمونة، عن الصادق: >إنَّ علياً تزوج فاطمة على جرد برد ودرع وفراش كان من أهاب كبش<. وعنه أيضاً: >زوَّج رسول الله فاطمة على درع حطمية يسوي ثلاثين درهما<([21]).

وينبغي على أولياء الأمور عدم النظر إلى فقر الرجل المتقدِّم لابنتهم بل إلى دينه وخلقه([22])، وها نحن نسمع ونرى كثيراً من أثرياء العالم الذين لم تدم حياتهم الزوجية سوى أياماً أو شهوراً قليلة، مع توفّر المال والجمال!!

وقفة مع الأب: ولا بدَّ أن يوجّه اللوم الأكثر للأب، لأنَّه هو الولي الشرعي للبنت، وبيده قبول الشاب المؤمن الفقير، ولكن للأسف قد نجد أنَّ الآباء في هذه المسألة في الخطوط الخلفية جداً، والمتصدي لوضع الشروط وضوابط قبول الشاب هن الأمهات العزيزات، وطبيعة الأم أنَّها تأخذها العاطفة، وتستلم للوضع العام، وإن كان فيه تأخير زواج ابنتها، وربما بقيت البنت عانساً بسبب الرفض المتكرِّر، بينما الأب لا يحرِّك ساكناً، أو يخشى زعل الأم وغضبها، وهذا ما يدعو للعجب، ويحتاج إلى العلاج.

ولدي اطمئنان أنَّه لو تصدَّى الآباء بأنفسهم لقبول المتقدِّمين لبناتهم فلربما سهَّل ذلك كثير من الزيجات الحاصلة في مجتمعنا، ولا قوة إلا بالله.

هذا بالنسبة لولي الأمر، وأمَّا بالنسبة لنفس الشاب المتقدِّم للزواج وأهله فينبغي أن يتأملوا في قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}([23])، وهل فوق وعد الله وعد؟! يقول إمامنا الصادق في شأن هذه الآية: >من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظنَّ بالله!<([24]).

بل الروايات تذكر عكس ما يفهمه الناس ويتوقعنه من أنَّ الزواج يؤثر سلباً على الحالة المادّية للإنسان، فتقول بأنّ الزواج أدعى إلى الرزق، ينقل الكليني عن الصادق: أنّه جاء رجل إلى أبي فقال له: >هل لك من زوجة؟ فقال: لا، فقال أبي: وما أحبُّ أنْ لي الدنيا وما فيها وإني بتُّ ليلة وليست لي زوجة، ثم قال: الركعتان يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير ثم قال له: تزوج بهذه، ثم قال أبي: قال رسول الله: اتخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم<([25]).

قصة جويبر الفقير وما فيها من العبرة

وننقل هنا قصة لطيفة فيها كثير من العبر نذكرها على طولها وبتصرَّف قليل، رواها الكليني في الكافي عن إمامنا الباقر:>إنَّ رجلاً يقال له: جويبر أتى رسول الله فأسلم وحسن إسلامه، وكان رجلاً قصيراً دميماً محتاجاً عارياً وكان من قباح السودان، فضمَّه رسول الله لحال غربته وعراه، وكان يجري عليه طعامه، وأمره أن يلزم المسجد، ويرقد فيه بالليل، فمكث مع أهل الصفة، وهم الغرباء والمساكين.. وفي يوم من الأيامنظر رسول الله إلى جويبر برحمة منه له ورقة عليه فقال له: >يا جويبر، لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك، وأعانتك على دنياك وآخرتك<، فقال له جويبر: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، من يرغب فيَّ؟! فوالله ما من حسب، ولا نسب، ولا مال، ولا جمال، فأية امرأة ترغب فيَّ؟ فقال له رسول الله: >يا جويبر إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً.. وإنّ أحبَّ الناس إلى الله! يوم القيامة أطوعهم له وأتقاهم، وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلا إلا لمن كان أتقى لله منك وأطوع<، ثمَّ قال له:>انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد، فإنَّه من أشرف بني بياضة حسباً فيهم، فقل له: إنِّي رسولُ رسولِ الله إليك، وهو يقول لك: زوَّج جويبراً ابنتك الذلفاء<، قال: فانطلق جويبر برسالة رسول الله إلى زياد بن لبيد وهو في منزله وجماعة من قومه عنده، فقال: يا زياد بن لبيد، إنّي رسولُ رسولِ الله إليك في حاجة لي، فأبوح بها أم أسرّها إليك؟ فقال له زياد بل بُح بها، فإنَّ ذلك شرف لي وفخر، فقال له جويبر:إنَّ رسول الله يقول لك: زوِّج جويبراً ابنتك الذلفاء، فقال له زياد: أرسول الله أرسلك إليَّ بهذا؟ فقال له: نعم، ما كنت لأكذب على رسول الله، فقال له زياد: إنَّا لا نزوِّج فتياتنا إلا أكفاءنا من الأنصار، فانصرف يا جويبر حتى ألقى رسول الله فأخبره بعذري، فانصرف جويبر وهو يقول: والله ما بهذا نزل القرآن، ولا بهذا ظهرت نبوة محمد، فسمعت مقالته الذلفاء بنت زياد وهي في خدرها، فأرسلت إلى أبيها ادخل إليَّ، فدخل إليها، فقالت له: ما هذا الكلام الذي سمعته منك تحاور به جويبر؟ فقال لها: ذكر لي أنّ رسولالله أرسله وقال: يقول لك رسول الله: زوج جويبراً ابنتك الذلفاء، فقالت له: والله ما كان جويبر ليكذب على رسول الله بحضرته، فابعث الآن رسولاً يردّ عليك جويبراً، فبعث زيادُ رسولاً، فلحق جويبراً، ثم انطلق زياد إلى رسول الله فقال له: بأبي أنت وأمي، إنَّ جويبراً أتاني برسالتك، وقال: إنَّ رسول الله يقول لك: زوِّج جويبراً ابنتك الذلفاء، فلم ألن له بالقول، ورأيت لقاءك، و نحن لا نتزوج إلا أكفاءنا من الأنصار، فقال له رسول الله: >يا زياد، جويبر مؤمن، والمؤمن كفو للمؤمنة، والمسلم كفو للمسلمة، فزوجه يا زياد، ولا ترغب عنه<، قال: فرجع زياد إلى منزله ودخل على ابنته، فقال لها ما سمعه من رسول الله، فقالت له: إنّك إن عصيت رسول الله كفرت، فزوج جويبراً، فخرج زياد فأخذ بيد جويبر، ثمَّ أخرجه إلى قومه، فزوَّجَه على سنَّة الله وسنَّة رسوله وضمَّن صداقه، قال: فجهَّزها زياد، وهيؤوها، ثم أرسلوا إلى جويبر، فقالوا له: ألك منزل فنسوقها إليك، فقال: والله مالي من منزل، قال: فهيؤوها، وهيؤوا لها منزلاً، وهيؤوا فيه فراشاً ومتاعاً، وكسوا جويبراً ثوبين، وأدخلت الذلفاء في بيتها، وادخل جويبر عليها معتماً، فلمَّا رآها نظر إلى بيتٍ، ومتاعٍ، وريحٍ طيبة، قام إلى زاوية البيت، فلم يزل تالياً للقرآن، راكعاً وساجداً حتى طلع الفجر، فلمَّا سمع النّداء خرج، وخرجت زوجتُه إلى الصلاة، فتوضأت وصلّت الصبح فسُئلت هل مسّك؟ فقالت: ما زال تالياً للقرآن، وراكعاً وساجداً حتى سمع النّداء فخرج، فلمَّا كانت الليلة الثانية فعل مثل ذلك، وأخفوا ذلك من زياد، فلمَّا كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك، فأخبر بذلك أبوها، فانطلق إلى رسول الله فقال له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أمرتني بتزويج جويبر، ولا والله ما كان من مناكحنا، ولكن طاعتك أوجبت عليَّ تزويجه، فقال له النبي: فما الذي أنكرتم منه؟ قال: إنَّا هيئنا له بيتاً، ومتاعاً، وأدخلت ابنتي البيت، وادخل معها معتماً، فما كلّمها، ولا نظر إليها، ولادنا منها، بل قام إلى زاوية البيت فلم يزل تالياً للقرآن، راكعاً و ساجداً حتى سمع النداء، فخرج ثم فعل مثل ذلك في الليلة الثانية، ومثل ذلك في الثالثة، ولم يدن منها ولم يكلّمها إلى أن جئتك، وما نراه يريد النساء، فانظر في أمرنا، فانصرف زياد وبعث رسول الله إلى جويبر، فقال له: أما تقرب النساء؟ فقال له: جويبر: أو ما أنا بفحل، بلى يا رسول الله ، إنّي لشبقٌ نهمٌ إلى النساء، فقال له رسول الله: قد خبرت بخلاف ما وصفت به نفسك، قد ذكر لي أنّهم هيؤوا لك بيتاً وفراشاً ومتاعاً، وأدخلت عليك فتاة حسناء عطرة، وأتيت معتماً، فلم تنظر إليها، ولم تكلّمها، ولم تدن منها، فما دهاك إذاً؟ فقال له جويبر: يا رسول الله ، دخلت بيتاً واسعاً، ورأيت فراشاً ومتاعاً، و فتاة حسناء عطرة، وذكرت حالي التي كنت عليها، وغربتي، وحاجتي، ووضيعتي، وكسوتي مع الغرباء والمساكين، فأحببت إذ أولاني الله ذلك أن أشكره على ما أعطاني، وأتقرّب إليه بحقيقة الشكر، فنهضت إلى جانب البيت، فلم أزل في صلاتي تالياً للقرآن راكعاً وساجداً، أشكر الله حتى سمعت النداء فخرجت، فلما أصبحت رأيت أن أصوم ذلك اليوم، ففعلت ذلك ثلاثة أيام ولياليها، ورأيت ذلك في جنب ما أعطاني الله يسيراً، ولكنّي سأرضيها و أرضيهم الليلة إن شاء الله، فأرسل رسول الله إلى زياد، فأتاه فأعلمه ما قال جويبر، فطابت أنفسهم، قال: ووفّى لها جويبر بما قال: ثم إنَّ رسول الله خرج في غزوة له ومعه جويبر،فاستشهد رحمه الله تعالى، فما كان في الأنصار أيّم أنفق منها بعد جويبر([26])<([27]).

 الجانب الاجتماعي

وأما الجانب الاجتماعي: وتغيُّر الحال بالنسبة للدراسة فلا تنتهي الشابة من المدرسة والجامعة إلا بعد تجاوز العشرين، وكذلك الشاب فهنا حديث في الصدر كثير، اختصاره أنَّنا بين محذورين، محذور التأخير عن الزواج بشكل فاحش جداً، وبين ترك الدراسة، وتقديم الدراسة على تحصين النفس من الانحراف هو قلّة مبالاة، ولا نعني بذلك ترك التعلّم رأساً بل يمكن الجمع، كما هو الحال عند المعلمات والطبيبات حيث لا مانع من الزواج وإنجاب الأولاد وبين عملهن، فكذلك التعلُّم في المدرسة أو الجامعة، وبخصوص الفتاة إذا لم يكن التخصص الجامعي له دخل فيما تحبُّ أن تعمل فيه بعد ذلك، فالرأي أنّ دخول الجامعة هو تضييع للوقت والعمر والدين أيضاً، ولا حرج في عدم دخولها الجامعة، بالإضافة إلى أنَّ عمل المرأة في زماننا وبالشكل العشوائي الموجود ضررُه أكثرُ من نفعه، فإذا تفرَّغت للعمل -مع أنَّه من وظائف ومسؤوليات الرّجل دون المرأة إذا كان القصد هو الدخل المادّي- فمن يقوم بالمهمة العظيمة والمسؤولية الجسيمة في تربية الأولاد؟! أليس ذلك عمل عظيم وفوائده تعمّ جميع المجتمع؟

وأما الشاب، فهو أعرف بنفسه، فإذا رأى بأنَّ نفسه تتوق للزواج، والأجواء الجامعية وغيرها تؤثِّر سلباً على تديّنه فهو مسؤول في تعجيل الزواج، ويمكنه تأجيل الإنجاب قليلاً، وأما الجانب المادّي فتقدّم الكلام فيه، وعليه أن يتّكل على ربه.

 العادات الاجتماعية

وأما العادات الاجتماعية التي تنظر إلى البنت على أنّها طفلة على الزواج ما دامت دون الثامنة عشر، وأنّ الزواج قبل هذا السن يعتبر جناية على البنت، حتى تجد بعض الدول الإسلامية تمنع زواج البنت رسمياً قبل هذا السن!! فلا أدري كيف اقتنعنا نحن المسلمون بأنّ مَن عمره دون الثامنة عشر يعتبر طفلاً؟! ولا أدري ما هو أساس هذا التحديد؟! ومَن الذي حدَّده بهذا السن؟!

ولعلّ مصدر هذا التحديد هو الغرب الذي لا ينظر إلى الإنسان نظرة متكاملة، ولا يهتمّ بالجانب الرّوحي والأخلاقي والعفّة والمستقبل الديني للفرد، ولا يهمّه انتشار العلاقات المحرّمة بين الشباب والشابات، بل لا يعتبر ذلك أمراً قبيحاً ومرفوضاً.

وباختصار أقول: الغرب يستعيض للبنت عن زواجها قبل هذا السن بالصداقة مع أحد الشبان، بل -كما نقل أحد الأخوة عن بعض بلدان الغرب- أّنهم يجبرون الشباب والشابات على اختيار الصديق أو الصديقة في المدرسة!! والشاب الذي لا يصادق بنتاً يعتبر مريضاً نفسياً!! وما هذه النّظرة إلا لكونهم يرون ضرورة إشباع هذه الغريزة ولكنّهم يختارون لها الطريق الخاطئ والمنهي عنه في الشريعة، أما نحن المسلمون فعلينا أن لا نضيّع بناتنا وأبنائنا، وعلينا تعجيل الزواج لهم امتثالاً للروايات الشريفة، فكيف يجوز أن تُترك البنت عشر سنوات أو أكثر بعد البلوغ واشتداد الحاجة الجنسية ومع هذا الجو بدون زواج ونبرِّر ذلك بأنَّ النّظرة الاجتماعية تغيَّرت!؟ ألسنا جزءاً من المجتمع، بل نحن كلُّ المجتمع، ويمكننا تغييره لو تعاونا في مثل هذه الأمور.

 الخلاصة:

إنَّ مسألة تعجيل الزواج وتبكيره وتسهيله على الشباب والشابات، أمر في غاية الأهمية، وله آثاره المهمة على الفرد والمجتمع، وأنّ على المؤمنين أن يدركوا هذه الحقيقة، وأن يبحثوا عنها، ويسألوا، ويناقشوا في الطرق التي تؤدّي إلى حلّ مسألة التأخير، وأنَّ مسؤولية ذلك تقع علينا جميعاً، الأب والأم والأهل، والمجتمع ككلّ.

وعلينا أن لا نيأس من حلِّ هذه المسألة، وأن لا نستسلم للجو الاجتماعي السائد، والذي هو متأثر بالأفكار الجديدة الدخيلة علينا، فإنَّ الواحد منّا يمكنه أن يحدث خرقاً في أيّ عادة سيئة وإن كانت متأصّلة في المجتمع، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(الطلاق:3)، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

المصادر والهوامش

  • ([1]) سورة النحل: 72.
  • ([2]) عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي، ج1، ص259.
  • ([3])الكافي، الكليني، ج6، ص2.
  • ([4])من لا يحضره الفقيه، الصدوق، ج3، ص382.
  • ([5]) الكافي، الكليني، ج5، ص329.
  • ([6]) الكافي، الكليني، ج5، ص329.
  • ([7]) سورة الروم: 21.
  • ([8]) من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج3، ص472.
  • ([9])الكافي، الكليني، ج5،ص335، وتهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي، ج7، ص398.
  • ([10]) وسائل الشيعة، للحر العاملي، ج20،ص65.
  • ([11]) الكافي، الكليني، ج5، ص398.
  • ([12]) وسائل الشيعة، للحر العاملي، ج20،ص77.
  • ([13]) وسائل الشيعة، للحر العاملي، ج20،ص78.
  • ([14]) عج: رفع صوته وصاح.
  • ([15]) دعائم الإسلام، القاضي النعمان المغربي، ج2، ص190، والنوادر، فضل الله الرواندي، ص113، وفي المستدرك نقلا عن الجعفريات، ج14، ص150.
  • ([16]) روضة الواعظين، الفتال النيسابوري، ص369.
  • ([17]) يقول الشيخ السبحاني = خلال حديثه عن زواج المتعة: “هذا، وقد ضمَّ بعض فلاسفة الغرب في العصور الأخيرة من الذين اشتهروا بالتحرُّر من القيود والحرية في الرأي، أصواتهم إلى صوت الإسلام في تشريعه الخالد للنكاح المؤقت. فهذا هو (راسل) يرى أنّ سنن الزواج قد تأخرت بغير اختيار وتدبير؛ فإنَّ الطالب كان يستوفي علومه قبل مائة سنة أو مائتي سنة في نحو الثامنة عشرة أو العشرين فيتأهب للزواج في سن الرجولة الناضجة، ولا يطول به عهد الانتظار إلَّا إذا آثر الانقطاع للعلم مدى الحياة، وقلّ من يؤثر ذلك بين المئات والألوف من الشبان. أمّا في العصر الحاضر فالطلاب يبدؤون التخصص في العلوم والصنائع بعد الثامنة عشرة أو العشرين، ويحتاجون بعد التخرج من الجامعات إلى زمن يستعدون فيه لكسب الرزق من طريق التجارة أو الأعمال الصناعية والاقتصادية. ولا يتسنّى لهم الزواج وتأسيس البيوت قبل الثلاثين، فهناك فترة طويلة يقضيها الشابّ بين سن البلوغ وبين سن الزواج لم يحسب لها حسابها في التربية القديمة. وهذه الفترة هي فترة النمو الجنسي، والرغبة الجامحة، وصعوبة المقاومة للمغريات، فهل من المستطاع أن نسقط حساب هذه الفترة من نظام المجتمع الإنساني، كما أسقطهاالأقدمون وأبناء القرون الوسطى؟”. الإنصاف في مسائل طال فيها الخلاف، الشيخ السبحاني، ج1، ص479، وهذا الكلام يشمل جميع البلدان الغنية والمتوسطة، وأما الفقيرة، فحيث الكثير لا يذهب للجامعات أو حتى المدارس يكون سن الزواج فيها أبكر.
  •  ([18]) راجع: الفتاوى الميسرة للسيد السيستاني، وكتاب حواريات فقهية للسيد محمد سعيد الحكيم. (زواج البنت)
  • ([19]) الكافي، الكليني، ج5، ص324.
  • ([20]) الكافي، الكليني، ج5، ص568.
  • ([21]) الكافي، الكليني، ج5، ص377.
  • ([22]) راجع: الفتاوى الميسرة للسيد علي السيستاني، ص301-303، وكتاب حواريات فقهية للسيد محمد سعيد الحكيم، ص234-236.
  • ([23]) سورة النور: 32.
  • ([24]) الكافي، الكليني، ج5، ص331.
  • ([25])الكافي، الكليني، ج5، ص329.
  • ([26])الأيم: الحرّة. أي: ما كانت حرّة من الأنصار أكثر مهراً منها للرغبة في الزواج منها بعد جويبرŸ.
  • ([27])الكافي، الكليني، ج5، باب أن المؤمن كفو المؤمنة، ص339-343.
المصدر
مجلة رسالة القلم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى