شخصيات

الشهيد الشيخ جمال علي العصفور مؤسس “جماعة أنصار الشهداء”

الشهيد الشيخ جمال بن الشيخ علي بن محمد بن محسن العصفور، ولد في العام 1958م في فريق الحياكة بمدينة المحرق، ثم انتقل وعاش في قرية المعامير، درس المرحلة الابتدائية في مدارس البحرين ثم أكمل دراسته في مدارس الجمهورية العراقية في النجف الأشرف، ثم التحق بالدراسات الدينية في مدينة قم المقدسة مع والده، ودرس على أيدي العديد من العلماء والفضلاء، وتعلم اللغة الفارسية، وحينها وصل إلى مرحلة السطوح لكنه لم يتمها حيث عاد إلى البحرين وعمل في سلك التدريس في مدارس البحرين الأكاديمية، برع في الخطابة الحسينية وتولى الإرشاد الديني في مواسم الحج والعمرة، تميز بالخلق والطيب وكان محبوبا بين الناس، وعرف بالذكاء والتقدم في الدراسة، وتميز بالشجاعة حتى عندما كان وسط السجن حيث كان يحمل نفسية صلبة ودائم التفاؤل، وكان بشوشا كثير الابتسامة، له العديد من الأنشطة والمواقف ومنها:

تأسيس “جماعة أنصار الشهداء” في العام 1979م، وقد قامت حركته بعدة عمليات مقاومة – تميزت بالعنف – ضد الحكومة، وتضامن مع تحركات الشيخ محمد علي العكري، وكان الشهيد أحد أعضاء الوفد الشعبي الذي ذهب إلى الجمهورية الإسلامية مهنئا امام الامة الإمام الخميني(قدس) بانتصار الثورة المباركة.

قاد الشهيد إحدى أكبر التظاهرات الشهيرة في تاريخ البحرين في 29 من شهر رمضان اثر اعتقال بعض العلماء وهم: والده الشيخ علي والشيخ جاسم قمبر والشيخ محمد علي العكري.

الشهيد الشيخ جمال العصفور له العديد من المحاضرات المسجلة على أشرطة كاسيت، وقد كتب الكثير من المقالات التي نشرت في الصحف والمجلات، تولى تعليم الصلاة والتدريس في مساجد قرية المعامير.

اعتقل الشهيد جمال العصفور مع أعضاء “جماعة أنصار الشهداء” في شهر مارس 1981م، وقد داهمت أجهزة الإستخبارات مقرات “جماعة أنصار الشهداء”، وصادرت منها بعض الأسلحة والنشرات. كما أعلنت السلطات الرسمية آنذاك في وسائل اعلامها عن الحادثة.

تعرض هو وأصحابه لأشد أنواع التعذيب والتنكيل على يد الجلادين، وتمت إحالته للمحاكمة فمثل الشهيد وأعضاء من “جماعة أنصار الشهداء” أمام محكمة أمن الدولة وصدر حكم بالسجن لمدة سبع سنوات لجميع قيادات وأعضاء حركة جماعة أنصار الشهداء، وحينها هزأ الشهيد جمال العصفور بالقاضي قائلاً: نحن نتمنى الشهادة، وأنت تهددنا ببضع سنين.

استشهد الشهيد جمال العصفور في (19 اغسطس/آب 1981) متأثراً بالسم الذي وضع في طعامه بالسجن أثناء إفطاره في شهر رمضان المبارك، حيث اشتد به المرض، وانتشر السم في جسده ودمه، وكانت حاجته ماسه لتغيير دمه، على الفور سلمت وزارة الداخلية الشهيد الشيخ جمال العصفور إلى أهله مخافة أن يستشهد لديهم.

نقل إلى مستشفى السلمانية بالمنامة، وأطلق نداء عن حاجة الشيخ للدم، وتسارع الناس إلى المستشفى للتبرع بالدم، حينها منعت أجهزة الإستخبارات علاجه، مما اضطر أهله إلى نقله إلى مستشفى خاص (مستشفى البحرين الدولي)، بعد يومان، انتلقلت روحه الطاهرة إلى ربها في تاريخ 19 اغسطس/آب 2016.

في اليوم التالي احتشد المئات في بلدة المعامير جنوب المنامة، وقد شيع الشهيد بمشاعر الغضب، وهتافات وشعارات تندد بالنظام الحاكم ورموزه، وانطلق تشييع الشهيد من قرية المعامير إلى مقبرة الشيخ سهلان في بلدة العكر، وما زال قبره مزاراً يقصده الناس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى