محور المقاومة

في عملية تبادل.. إيران تطلق الجاسوسة التي جمعت معلومات عن نشاط المعارضة البحرينية

أعلن التلفزيون الإيراني الإفراج عن الجاسوسة كايلي مور جيلبرت التي جمعت معلومات عن نشاط المعارضة البحرينية خلال تواجدها في إيران مقابل إطلاق سراح 3 مواطنين إيرانيين.

وادينت مور جيلبرت، التي تحمل الجنسية الاسترالية والبريطانية، بجمع معلومات حول أنشطة المعارضة البحرانية في إيران. ونجت جيلبرت من عقوبة الإعدام إذ حكم عليها بالسجن عشر سنوات.

وذكر مصدر قضائي أن كايلي مور جيلبرت ضابط بالمخابرات الإسرائيلية، ودخلت لإيران بغطاء البحث العلمي، وهي متورطة في جمع ونقل معلومات حساسة عن أنشطة إيران الإقليمية.

وقبض على كايلي مور جيلبرت قبل مغادرتها إيران في شهر سبتمبر/أيلول 2018.

قصة كايلي وفق وسائل إعلام إيرانية

وحسب وسائل إعلام إيرانية فإن كايلي من مواليد استراليا عام 1987، وتحمل الجنسيتين الأسترالية والبريطانية، ولدت مسيحية ولكن فيما بعد وبحسب ظروف عملها غيرت دينها إلى اليهودية.

وكانت جيلبرت لا ترغب كثيراً بالدراسات العليا حتى الخامسة والعشرين من عمرها حيث تعرفت على إسرائيلي باسم “روي بينكوويينز” ونظرا لصفاتها الشخصية ومواهبها تم تجنيدها من قبل الاستخبارات العسكرية الصهيونية “أمان” وبتوصية من هذا الجهاز تم ابتعاثها إلى لندن عام 2012 لاكمال دراستها العليا في جامعة كامبرج وفي فرع “دراسات آسيا، الشرق الأوسط وإسرائيل”.

وفي وقت لاحق أمرها جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي بتغيير تخصصها الدراسي إلى “الدراسات الإسلامية في الشرق الأوسط”.

كايلي ونظرا لانها كانت تشعر بانها غريبة عن فرعها الدراسي، كانت تميل إلى القيام بأعمال التجسس وفقا لأساليبها الخاصة، لكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي اقنعها بانه وبغية التقرب من الشخصيات المهمة، فهي بحاجة الى غطاء خاص وأفضل غطاء لهذا الغرض هو الدراسات الأكاديمية والأبحاث العلمية الخاصة بقضايا العالم الإسلامي والشرق الأوسط .

ونظرا إلى أن إقامة جيلبرت في لندن قد طالت وكان من الضروري توفير غطاء لها اثناء الدراسة وتدريبها فقد تم توظيفها في البداية في فندق يستضيف الضيوف العرب حتى تكون علاقات مع الضيوف وتمهد لبلورة شبكة لنفسها فضلا عن تعرفها على الأجواء الثقافية للدول الإسلامية .

وخلال هذه الفترة قام جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي بتدريبها بشكل مكثف لتتحول إلى عميلة متمرسة في هذا الجهاز.

كايلي وبعد تخطيها لهذه التدريبات أصبحت بارعة في التحدث باللغات العربية والعبرية واليابانية وتوجهت إلى الكيان الصهيوني لإكمال دراساتها التخصصية حيث خضعت للتدريب في مركز تعليمي عسكري.

وبعد أن تحولت كايلي الى عميلة إسرائيلية متمرسة بادرت الى تغيير دينها من المسيحية إلى اليهودية لتكمل عمالتها للكيان الصهيوني.

الاستخبارات الإسرائيلية أيضا دبرت لها زواجا تنظيميا حيث تزوجت من عسكري صهيوني يدعى روسلان هودوروف.

بعد الانتهاء من التدريبات النظرية كان يجب ان تقوم بتطبيق تدريباتها عمليا حيث تم ايفادها إلى سوريا في أول مهمة تجسس استخباراتية.

بعد العودة من سوريا تولت جيلبرت مسؤولية التحقيق مع بعض المهاجرين والسجناء الإيرانيين الأمر الذي أدى إلى سجن بعض هؤلاء لفترات طويلة بسبب الملفات التي أعدتها كايلي عنهم.

المهمة التالية لجيلبرت تمثلت في الحصول على معلومات بشان النشاطات النووية والاقتصادية الإيرانية وآليات الالتفاف على الحظر فضلا عن الحصول على معلومات بشان محور المقاومة والبحرين بشكل خاص.

لذلك ومن أجل توفير الغطاء الضروري لها تم الزامها من قبل “امان” بإكمال دراستها والحصول على شهادة الدكتوراه في فرع الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط .

الفترة التدريبية الاختصاصية لكايلي لمهمتها في إيران استغرقت عامين حيث اتقنت اللغة الفارسية. كايلي والتي كانت من الناحية النظرية قد حصلت على الخبرة اللازمة للقيام بالأعمال الاستخباراتية في إيران، استغلت غطاؤها الأكاديمي وتوجهت الى إيران تحت يافطة القيام بدراسات علمية في جامعة الأديان والمذاهب.

خلال زيارتها الأولى لإيران لم تقم كايلي بأي تحرك وبعد فترة قصيرة غادرت البلاد. وخلال زيارتها الثانية وبتوصية من الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي بأن تدخل الأراضي الإيرانية في أيام محرم الحرام.

كايلي ومن خلال سفرها لمختلف المدن في اطار مهمتها تبادر الى جميع المعلومات. كايلي التي كانت تجهل بأن الأمن الإيراني يراقبها عن كثب، كانت تزور المراكز الدينية والهيئات والمعالم السياحية للتغطية على مهمتها التجسسية.

وخلال تواصلها مع بعض الشخصيات والاهداف، ومحاولتها الحصول على معلومات عن القضايا الاقتصادية والعسكرية الإيرانية فضلا عن محور المقاومة، حتى تم اعتقالها.

بعد خضوعها للمحاكمة القانونية واتهامها بتعريض الامن القومي الإيراني للخطر عبر تعاونها مع استخبارات الكيان الصهيوني تم الحكم عليها بالسجن عشر سنوات وبعد قضاء عامين من فترة حكمها قررت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تبادلها مع ثلاثة نشطاء اقتصاديين تم اتهامهم زورا بالالتفاف على الحظر الأميركي المفروض على إبران.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى