ثقافة

الثورات العربية وعلاقتها بالإسلام البحرين مثالاً

مقدمة

ثورات ما يسمى بالربيع العربي أصبحت حديث الساعة في الإعلام العالمي، وأوجدت تحولات مهمة في المنطقة، فلماذا قامت هذه الثورات؟ وما هو مصدر القوة فيها؟ وما هي علاقتها بالإسلام؟ خصوصا أنّنا نتكلم عن ثوراتٍ أغلب أفرادها أو كلهم ينتمون إلى الإسلام.

وفي البداية لا بدَّ أن نذكر أنّ هذه الثورات تختلف عن الانقلابات التي كانت تحدث على مرّ التاريخ في أنها ثورات جماهيرية، وليست انقلابا عسكريا مثلا من مجموعة من الضباط كما فعله القذافي المقبور، أو ممن يمتلكون النفوذ في الدولة كما حصل عند أمير قطر حيث انقلب على والده.

بل هناك هبّة جماهيرية متوقدة، جرَفَتْ كلَّ من يقف أمامها، وفاجأت أهل السياسة وأصحاب القرار في العالم، فأخذوا يتخبطون هنا وهناك خصوصا في بداية الثورات؛ حيث لم تكن الصورةُ واضحة، ولم يكن المشهدُ مكتملاً.

هل تونس هي شرارة الثورات العربية؟

تونس وإن كانت البداية للثورات الحالية، إلا أن تساؤلاً مهماً يُطرح وهو هل كان هناك ممهد لحصول مثل هذه الثورة أم لا؟ قد تختلف وجهات النظر، وفي الرأي الخاص أقول بأنَّ ما حدث في الثورة ضدّ نظام الشاه، وما حدث في الانتفاضة الشعبانيّة ضدّ نظام المقبور صدّام، كان له أثر بشكل وآخر، لأنّ هاتين ثورتان شعبيان عارمتان، كُتب النّجاح لإحداهما دون الأخرى، فكانت النفوسُ مهيّأة لمثلهما عند جميع الشعوب المظلومة المستضعفة.

هل الثّورات إسلامية أم لا؟

جدلٌ له أهدافٌ سياسية مقيتة لتشويه صورة ما يحدث من ثورات في دول هي إسلامية قبل أن تكون عربية، فقد كانت في السابق حركة قومية عربية ربّما قادها جمال عبد الناصر وتأثّر بها بعض هذه الشعوب فكانت بعيدة عن الإسلام؛ إذ الإسلام لا يهمّه اللسان واللغة، وإنّما الجامع المهم هو الدين والشرع، والآن يريدون أن يعنونوا هذه الثورات بالعلمانية (الرافضة للدين)، وواضحٌ أنَّ هناك خوفاً من الإسلام المحمدي الأصيل الذي لا يقبل بالذلّ والهوان، ولا يتأثر بالرشاوى وخداع القوى الكبرى، فهل الشعوب التي ثارت فكرها علماني أم هي متشوقة لحكم الإسلام؟

لا نريد أن ندعي هنا بأنّ كلّ الشعوب التي ثارت تحمل الفكر الإسلامي الصحيح، فهناك علمانيون -وهم متفاوتون في علاقتهم بالإسلام فبعضهم بين العلمانية والإسلام، وهناك من يعادي الإسلام لسبب وآخر-، ولكن يمكننا الادّعاء بأنّ الطابع العام لهذه الشعوب هو الإسلام، وهذا يمكن الاستشهاد له بكثير من الشواهد في مختلف الثورات الحالية.

فهذا كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش يطالب “المجتمع الدولي بلعب دور هام في مساندة تطور النظم الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، بدلا من رفض صعود الإسلام السياسي، وعليهم أن يعترفوا بأن الإسلام السياسي يمثل اختيار الأغلبية”(1).

وكذلك وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله يقول: “لم يكن من المتوقع أن يسفر الربيع العربي عن خريطة أحزاب مثل تلك الموجودة لدينا في أوروبا…. إن الأحزاب الإسلامية الديمقراطية قبلت من الكثيرين”، ويضيف: “أرى أنَّه من غير المقبول اعتبار أنّ هناك تعارضا بين الدين الإسلامي من جهة والديمقراطية والتعددية السلمية من جهة أخرى”(2).

الانتخابات دليل آخر

قد جرت انتخابات في الثورات المنتصرة كمصر وتونس وقد اختار الناس هناك القوى الإسلامية، وهذا يعتبر من أكبر الأدلة على توجه الناس للإسلام، نعم قد لا تكون هذه القوى الإسلامية الفائزة في الانتخابات قادرة على تنفيذ مطالب شعوبها عيبا فيها لا في الإسلام؛ إذ من الممكن أن ينحرف الإنسان إذا ما وصل إلى السلطة، أو لا يكون فهمه صحيحا للإسلام، أو لا يكون مخلصا وإنما اتخذ الإسلام وسيلة للوصول للسلطة، ولكن على كل حال اختيار الناس لهذه القوى ذات التوجه الإسلامي يدلُّ على أنَّ هذه الشعوب توَّاقة لحكم الإسلام الذي كان غائباً طوال القرون الماضية.

المقصود من إسلامية الثورات

ثم إن المقصود من كون هذه الثورات إسلامية لا يعني أنها بالضرورة قد طالبت بإنشاء حكم إسلامي صريح، أو ما يعبر عنه بـ(الدولة الدينية) أي التي يحكمها علماء الدين، وإنما المقصود أعمّ من ذلك؛ حيث يمكن أن نقسم إسلامية إي ثورة إلى قسمين:

القسم الأول: وهو الدعوة إلى إقامة حكم الله في الأرض، وإنشاء دولة دينية صريحة يحكمها علماء الدين العدول.

القسم الثاني: أن تكون الثورة لأجل إقامة حكم ديمقراطي، ولكن بما أن الثوار مسلمون فهم يتحركون وفق ما يتيح لهم الشرع التحرك فيه، وبطبيعة الحال سيختارون القرارات التي تكونُ في مصلحة الإسلام؛ إذ المفترض أن الديمقراطية تعني حكم الأكثرية، فهم يحكمون بحكم أكثريتهم. والثورات الحالية تحركت فعلا باسم القسم الثاني كما هو واضح.

ولا يعني أن من يدعو إلى الدولة الدينية قد ارتكب جريمة كما يحاول أعداء الدين الترويج له، بل هو حقٌ ثابت لهذه الشعوب المسلمة، والديمقراطية الصادقة عامة ولا تستثني أو ترفض حكم أكثرية فيما إذا اختارت الإسلام بشكل واضح وصريح.

ومع هذا فإنّ الشعوب عندما تحركت تحت عنوان حكم ديمقراطي، وأنها ستقبل بحكم الأكثرية وإن كانوا غير إسلاميين واجهها الغربُ وأعداءُ الأمّة لعلمهم بأنّ هذه الشعوب تحمل راية الإسلام. وهذا من أجلى وأوضح مصاديق التناقض الذي يعيشه مدّعوا الديمقراطية في العالم.

البحرين الجريحة مثالاً

يمكن أن تكون ثورة أهل البحرين مثالاً واضحا إن لم تكن أوضح الأمثلة لما نريد أن نتحدث عنه في هذه المقالة، وقبل ذلك لا بأس بذكر بعض الخصائص التي تختلف فيها ثورة البحرين عن الثورات الأخرى وبشكل مختصر:

1- أغلبية شعب البحرين هم من الطائفة الشيعية، ومن الطبيعي حينئذ أن يكون الثوّار أغلبهم من هذه الطائفة، مما جعل ذلك فرصة للنظام البحريني باتهام الثوار بالطائفية، بينما أغلبية الثوار في الثورات الأخرى هم من الطائفة السنية الكريمة، ولذلك استخدمت أنظمتهم سلاح الخلاف القبلي كما في ليبيا، أو الديني (المسلمون والمسيحيون الأقباط) كما في مصر بدلا من الطائفي.

2- البحرين جزيرة صغيرة جداً من حيث المساحة وعدد السكان، وهي من أصغر دول العالم.

3- الجيش وقوات الأمن والشرطة هم غير بحرانيين، بل خليط من دول عدة كاليمن وسوريا والأردن وباكستان والهند وبلوشستان وغيرهم -مع ملاحظة أنهم يجلبون في الغالب غير المتعلمين، وأصحاب القلوب المريضة والحاقدة-، مما يبعدهم عن التعاطف مع أهل البحرين، بل ويكونون مستعدين لفعل أي جريمة مهما كبرت بأهل البحرين، بينما في تونس أو مصر أو اليمن فإن الجيش من نفس الشعب.

4- لقد ظُلمت ثورة البحرين إعلامياً من قبل كثير من القنوات الفضائية التي كانت تغطي الثورات العربية بشكل مستمر، ولكنها تقف عندما يصل الأمر للبحرين، بل بالعكس نجد التآمر من قبل هذه القنوات على ثورة البحرين وأهلها المجاهدين، وكأن أهل البحرين ليسوا من البشر أو ليس لهم حقوق كغيرهم من الشعوب، ولا قوة إلا بالله العظيم.

ونقسم حديثنا إلى محورين رئيسين؛ الأول يتحدث عن إسلامية هذه الثورة. والثاني يتحدث عن مواجهة الغرب والأعداء لهذه الثورة.

المحور الأول: إسلامية ثورة البحرين

من الواضح جداً أنّ أهل البحرين من أكثر الشعوب تدينا وتعلقا بالإسلام، وهذا ما يشهدُ له كلُّ من عاشرَ أهل البحرين قديماً وحديثاً، ولأجل ذلك كان الطابعُ العام للثوّار فيها هو التدين ورفع شعارات الإسلام، والتقيّد بشكل كبير جدّا بأحكام الشريعة في الحركة والمطالبة بالحقوق المسلوبة، وإليك بعض المظاهر الإسلامية في هذه الثورة المباركة:

المظهر الأول:- الشعارات:

الشعار تستلهمه الشعوب عادة مما تعتقد به من مبادئ وقيم، ومما تتأثر به من شخصيات مختلفة، والشعار الأبرز لثوار البحرين قديما وفي الثورة الحالية، هو شعار التكبير (الله أكبر)، ففي بدء أي مسيرة أو تظاهرة يكون شعار الله أكبر هو أول شعار يرفع. وفي بداية الثورة كان هذا الشعار يرفع من أسطح المنازل ليلياً وفي وقت محدد ولمدة محددة.

وبعد التكبير مباشرة يأتي شعار (النصر للإسلام)، وأتصور بأنّه من مختصات هذه الثورة، وهو شعار قديم أيضا، بالإضافة إلى الشعار الإسلامي الجديد في هذه الثورة وهو (منصورين والناصر الله)، حيث رفع بكثرة أثناء الثورة، وكذلك شعار(لبيك يا إسلام) و(لن نركع إلا لله)، إلى غير ذلك من الشعارات التي تدلّ على ارتباط رافعيها بالإسلام.

المظهر الثاني:- مشاهد الصلاة في ساحات الثورة:

وهذا أيضاً ملموسٌ في كلّ الثورات، وبالخصوص في ثورة البحرين؛ حيث كانت تقام صلاة الجماعة في دوار اللؤلؤة، وأعظم من ذلك عندما هُدمت المساجد في البحرين، أصرّ النّاس على إعادة بنائها ولو بالأخشاب أو قطع القماش، وكانت تُهدم ويعود الناس لبنائها ثانية وثالثة في إصرار عجيب، والآن هناك حملات تدعوا لإقامة الجماعة في هذه المساجد لإحيائها، وكلّ ذلك يدلّ على تعلّق الناس بالمسجد الذي هو من أهمِّ مظاهر الدين وشعائره.

المظهر الثالث:- الحجاب:

تميّزت ثورة البحرين بالحضور الكبير والكثيف للمرأة البحرانية، والمرأة يمكن أن تكون عنواناً للثورة في كونها إسلامية أم لا، حيث أنّ التزامها بالحجاب الإسلامي وعدمه يدلُّ على أنّ الثوار مرتبطون بالإسلام أو لا، وقد بيّضت نساءُ البحرين وجهَ الثورة عندما تميزت بلبسها لعباءتها الزينبية، وذلك واضح لمن يشاهد صور المسيرات، بل قد يعجبُ المرء عندما يسمع بعض الحوادث المتعلقة بالعفة، ففتاة صغيرة تصاب وتؤخذ للمستشفى وهي لا همّ لها إلا ستر بدنها عن الأجانب متناسية جرحها وألمها، وامرأة يهجم على بيتها فيصبح مرتعاً للمرتزقة الحاقدين ويفرّ أبناؤها وتنكسر رجل أحدهم، ولكن لا يشغل بالها ويؤلمها إلا أنّ القوات الغاشمة رأوا شعر رأسها، ومنعوها من ستره، وكانت النساءُ في فترة ما يسمى بالسلامة الوطنية -حيث اقتحام البيوت والمنازل في أي لحظة- ينامون بالعباءة والحجاب حفظاً لعفتهنَّ.

وهذا التدين والتعلق الشديد بالعفة اتخذته السلطة فرصة للضغط على الناس؛ حيث يمارس النظامُ أقذر أنواع الابتزاز الأخلاقي عندما يضغط على المتهم لكي يعترف بما لم يجنِ بواسطة التهديد بالعِرض فيضطر الكثير بالاعتراف وعلى شاشة التلفاز؛ فكان النظام يحصل على مراده بالتهديد بالعِرض بعد أن يعجز بواسطة التعذيب (البدني) الشديد.

المظهر الرابع:- اللجوء إلى الله والتوكل عليه:

عُرِف شعبُ البحرين بالحضور الكثيف في أماكن العبادة، لممارسة الصلاة والدعاء والتضرع لله تعالى حتى في الأحوال الطبيعية، وازداد ذلك -وهو أمرٌ طبيعي- بعد أن اشتدت المحنة خصوصا في الأشهر الأولى من الثّورة حيثُ القمع والقتل والتّنكيل والتّرويع والانتهاك، ورغم الخوف الشديد الذي لحق بالنّاس إلا أنّه كان ممزوجاً بحالة من الاطمئنان والتوكل على الله تعالى، والكل راضٍ بقضاء الله تعالى، وكانوا يرون أن الفرج إنما هو بيد الله، وليس بيد أحدٍ غيره، فالجميع يعرف أن ثورة البحرين مظلومة من أطراف عدة؛ حيث لا تغطية إعلامية؛ وحيث القوى الكبرى في المنطقة كأمريكا والسعودية تقف حجرَ عثرة لأيِّ حلٍّ أو تحقيقٍ للنصر، ولكنّ عموم الناس مع كل هذا وفي هذه الجزيرة الصغيرة يرون أنّ نصرَ الله آتٍ لا محالة، وكلُّ ذلك يدلّ على تعلق الناس بالله تعالى وارتباطهم بدينهم وتمسكهم بعقائدهم تمسكا عملياً لا نظرياً فقط.

وكان المعتقلون على رغم تعرضهم إلى التعذيب الذي لا يطاق بحيث يرى الشخصُ الموتَ بعينه فينطق بالشهادتين -وهذا ما نقله لنا عدة منهم- إلا أنّهم كانوا يعيشون حالة عجيبة من الاطمئنان والتعلق بالله تعالى، بحيث يجعل المعذِّبين يعيشون حالة من الغضب.

المظهر الخامس:- عشق الشهادة:

من طبيعة الناس التعلّق بالدنيا وحبُّ البقاء، وفي الثورات يحبّ المرء أن يرى أيام النصر ولذلك يبتعد عن مواطن الموت، ولكن المؤمن بالله تعالى وبأنّ عمله وجهاده إنما هو في سبيل الله ولنصرة دينه، وإحقاق الحق، والدفاع عن المظلوم يحبّ لقاء الله تعالى، ويسترخص نفسه لأجل الهدف المقدس، وهذا ما وجدناه في كلّ الثورات خصوصاً في ثورة البحرين حيث كان الناس يلبسون الأكفان ويكتبون عليها عبارة (أنا الشهيد التالي) وقد حصل بعضهم على مبتغاه. ونُقل عمن عايش أيام ميدان الشهداء(دوار اللؤلؤة) أنّ بعض الناس كانوا يبكون لأنّهم لم يرزقوا الشهادة، فهل يصدر ذلك إلا من المسلم المؤمن بدينه، المرتبط بربه (عزّ وجلّ)!؟

المظهر السادس:- التمسك بالسلمية:

من الأمور التي تميّزت بها ثورةُ البحرين هو السلمية التي بلغت إلى حدِّ ربما عابهم فيها بعض الشعوب المتعاطفة معهم، فإنّ الناس من أول يوم في هذه الثورة المباركة لم يمارسوا فيها أدنى درجات -ولا أقول العنف- الدفاع عن النفس الذي هو حقٌّ كفلته كلّ القوانين السماوية والأرضية، بحيث كانت الحكومة تحاول يائسة -رغم مراقبتها الدقيقة لتحركات الناس- عن إيجاد أيّ حركة فيها استخدام للقوة من قبل الناس لتشوه الحركة ولكنها لم تجد ذلك، وكانت قوات الأمن تترك أجياب الشرطة لكي يحرقها الثوار ولكن تفاجؤا بأنّ الثوار كانوا يضعون عليها علم البحرين.

وكان المنطلق لهذه السلمية هو المحافظة على الدماء والأعراض والأموال -التي شدّد عليها الإسلامُ- من جميع الأطراف، فإنّ الهدف الذي ثار من أجله الناس هو إحقاق الحق، ونصرة المظلوم، وليس إحداث الفوضى أو التعدي على أحد وإن كان عدواً غاشماً، وهذه من أخلاقيات الإسلام الحنيف.

واستخدام العنف مقابل عنف الطرف الآخر ليس ذنباً بل هو حقّ ديني ووضعي، فالقرآن يقول: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}(3). وكذلك في القوانين الوضعية، ولكنّ شعب البحرين خصوصا في شهوره الأولى تنازل عن هذا الحق للمصلحة العامة وكان الناس عند مواجهة القوات المعتدية والبلطجية المدعومين من النظام يرددون آية أخرى وهي قوله تعالى على لسان هابيل (عليه السلام): {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}(4). وهذا يعني أنّ النّاس كانوا يحملون الرأفة والرحمة على الطرف المعتدي ويقدمون له النصيحة، وكان إلى جانب ذلك يحملون له الوردة التي تدل على المحبة والسلام، ولكن الجواب كان دائما هو منطق القوة والتجبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

نعم بعد أن تجاوز النظام الحدّ في التعدي على كل المقدسات والحرمات، فلم يسلم مالٌ ولا دمٌ ولا عِرض، بل لم تسلم بيوت الله ولا المآتم الحسينية، وحتى كتاب الله أحرقوه، فوصل الوضع إلى حدّ لا يطاق، وامتلأ الناس غضبا للدين والمقدسات والأعراض بدؤوا بالدفاع عن ذلك، وكان الناس يستخدمون الحدَّ الأدنى من الدفاع عن المقدسات والأعراض والأنفس.

ولكن النظام استمرّ في التعدي خصوصا على الأعراض مما جعل أكبر العلماء في البحرين وهو سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم(حفظه الله ورعاه برعايته) يطلق صرخته المدوية بقوله في إحدى خطب الجمعة: “من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة فاسحقوه.. نعم اسحقوه”(5)، وهذا من الدفاع عن النفس والعرض وهو حقّ لا يجادل فيه منصف. ومع تفعيل الدفاع واستخدامه من قبل الناس إلا أن الثورة لا زالت رغم ذلك تتسم بالسلمية.

المظهر السابع:- الالتفاف حول علماء الدين:

الثورة في البحرين لا تختلف في انطلاقتها عن الثورات الأخرى في اليمن وتونس ومصر وليبيا في كون المحرّك الأوّل لها هم الشباب الثوري المظلوم الطامح للحصول على حقوقه المسلوبة، ولكنّها ربما تختلف عن غيرها في كون الأغلبية من النّاس يأتمرون بأوامر العلماء ولا يتجاوزونها، فعامّة النّاس في البحرين وإن كانوا لا ينتمون إلى جهة حزبية بشكل رسمي، وأكثر العلماء أيضاً لا يتحركون وفق جهة معينة بل يتحركون بما هم علماء يحملون وظيفة شرعية إلا أن الناس في الشدّات والمواطن الحرجة وحالات الحيرة في تشخيص الأمور يرجعون إلى آراء العلماء، فإذا ما علموا أن العلماء يخالفون أمراً ما امتنعوا عنه، وإذا ما رأوهم راضين عن شيء مضوا فيه.

وكثير من الاختلافات التي تحصل بين النّاس في عمل معين أو خطوة معينة إنما هي راجعة إلى اختلافهم في رأي الشرع ومن يمثله من العلماء.

فالناس بشكل عام لا يفصلون بين الدين والسياسة (كما هو عند العلمانيين) بل يرون أن لعالم الدين رأيه في السياسة، بل قوله هو القول الفصل في النزاعات السياسية، وهذا الأمر من أهمِّ المظاهر والدلائل على توجه الناس نحو الإسلام، وأنّ تحرّكهم تحرك إسلامي وعن وعي وبصيرة من أمر دينهم.

المظهر الثامن:- الاهتمام بالمسائل الشرعية:

في مواطن الخوف والرعب والحرب ربما تغيب عن النَّاس المسائل الفقهية، ولكن المؤمن الواعي لا يغيب عنه ذلك، فيروى أنه لما بانت القلة في أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) التفت أبو ثمامة الصيداوي وقال للإمام الحسين (عليه السلام): “يا أبا عبد الله نفسي لنفسك الفداء هؤلاء اقتربوا منك، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة، فرفع الحسين رأسه إلى السماء وقال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين، نعم هذا أول وقتها، ثم قال: سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي”(6).

وهذا ما كان يحدث عند شباب البحرين، حيث أنهم في حركاتهم التي تجابه من قبل القوات الأمنية تتوقف عمداً وبتخطيط مسبق عند دخول وقت الصلاة حتى لو استمرت القوات بالتصدي لهم، وفي كثير من الأحيان يتناوب الشباب بين الخروج إلى الشوارع وبين الصلاة.

وترى الكثير منهم يسألون عن الحكم الشرعي في مواجهة القوات المرتزقة، هل يجوز جرحهم؟ عندما يهجم المرتزق عليّ في المنزل ما هو المقدار الجائز شرعا في مواجهته؟ ومن أغرب الأسئلة التي ينقلها بعض طلبة العلم أن الشباب كانوا يسألون عن حكم استنشاق المسيل للدموع هل يفطر الصائم أو لا؟ والسؤال لم يكن في شهر رمضان بل كان في شهر رجب، حيث يتواجد الشباب في الساحات نهاراً وهم صائمون وكان الجو لهيباً والنهار طويلاً، ومن يعيش في البحرين يعرف ذلك تماماً.

المحور الثاني: مواجهة الأعداء لثورة البحرين

لا يشكُّ أحدٌ أنّ أعداء الدين والإنسانية من الغرب والشرق غيرُ مرتاحين لما يجري من ثورات؛ لأنّ الثورات باختصار تقودها الشعوب لا مجموعات معينة يمكن السيطرة عليها بترغيب أو تهديد، خصوصا أن هذه الشعوب شعوب إسلامية كما تقدم في المحور الأول، والإسلام الحقيقي هو الخطر الأكبر على مصالح أي ظالم متجبر يريد أن يعيث فساداً في الأرض دون حسيب أو رقيب، ولذلك سخّروا كلَّ إمكانياتهم المالية والسياسية والإعلامية والعسكرية لمواجهة هذه الثورات.

وقوة الإسلام الذي تحمله هذه الشعوب تكمن في أمور أهمها:

1- عدم قبوله بالظلم مطلقاً، {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}(7)، وأنّه لا بدّ أن يسود العدلُ ويطبق كقانون على الجميع، الحاكم والمحكوم، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}(8).

2- تأكيد الإسلام على الوحدة والألفة بين المسلمين والمؤمنين، بل بين أصحاب الأديان، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(9).

3- لا يفرق الإسلام بين أبيض وأسود وبين صاحب لغة وأخرى، وبين أصحاب بلد على أصحاب بلد آخر، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(10).

4- قوّة العقيدة المبينة على الأسس والمبادئ العقلية المقنعة، فيكون صاحبها أشد رسوخا من الجبال الرواسي.

كيف واجه الأعداء الثورات؟

حاول أعداءُ الدين بما فيهم الحكّام العرب، أن يؤثروا على مواطن القوّة عند المسلمين، وهذه المحاولات لم تكن وليدة هذه الثورات، بل لم يستطع الغرب والأعداء السيطرة على الأمة وما تملك من ثروات طوال العقود والقرون السالفة إلا بإضعاف المسلمين وإبعادهم عن موارد القوة التي يمتلكونها، وما يجري حالياً هو عودة من قبل المسلمين إلى دينهم، فهم حقاً يعيشون “صحوة إسلامية”.

فلنرى ماذا فعل الأعداء؟ وكيف واجهوا الثورات؟ وكيف حاولوا التأثير على موارد القوة للمسلمين الثائرين؟

سلاح التفرقة:

يقول المثل: (فرِّقْ تسُدْ)، لأنّ الأمة الواحدة المتحدة لا يمكن هزيمتها، أو سلب حقوقها وكرامتها، وعندما أتكلم عن الأمة أقصد كل الأمة لا كل بلد على حدة، فإنّ استضعاف بلدٍ من قبل القوى العظمى كفلسطين مثلاً سببه تشتت الأمة الإسلامية، قبل تشتت الفلسطينيين، فهل تعجز الأمة متحدةً أن تحرر فلسطين من كيان ضعيف كإسرائيل؟ بالطبع لا.

وقد حاول أعداء الأمة نشر التفرقة بينهم، ففي غير البحرين(تونس ومصر واليمن وليبيا) حيث الغالبية من الطائفة السنية الكريمة لعبوا على الوتر الديني كما في مصر بين المسلمين والمسيح، وعلى الوتر القبلي كما في ليبيا واليمن، وبدؤوا بالوتر الطائفي في اليمن مؤخراً بين السلفية والزيدية.

وأما في البحرين فإنّ الأمور لديهم مهيأة للعب دور خبيث على الوتر الطائفي حيث أغلبية الشعب والمعارضة من الشيعة الإمامية، فقد سُخِّرت كلّ الوسائل المتاحة لذلك، وقد عاش الناس مأساة حقيقية جراء ذلك، ولكن رغم ذلك وبسبب الوعي الكبير للناس، فشلت السلطة والنظام في ذلك، وكان الشعار الأكثر شيوعاً بين الناس خصوصا في الأيام الأولى هو شعار (إخوان سنة وشيعة، هذا الوطن ما نبيعه).

وقد وُسمت ثورة البحرين من قبل السلطة والقنوات الحاقدة بأنها ثورة طائفية، وكانوا يكررون في الإعلام مصطلح “المعارضة الشيعية” و”الجمعية الفلانية الشيعية”، و”المعارض الشيعي”، لهذا الهدف المقيت.

مجوسية فارسية صفوية:

هذه هي الكلمات التي أصمَّت آذننا كلما نهض الشعب للمطالبة بالتغيير، فقد سخَّرت السلطة في البحرين كُتّاباً ومحاضرين وعلماء بلاط للتطبيل على هذا الوتر الطائفي الذي يدلّ على أنَّ مُطلقَه طائفيٌ إلى حدّ النخاع.

فالشيعي يساوي المجوسي لماذا؟ لأن إيران شيعية، ألم تكن إيرانُ قبل بضع قرون قريبة دولةً سنية؟ أيعني هذا أنّ السنة في العالم الإسلامي كانوا مجوساً أو فرساً؟! والشيعي يساوي الصفوي، لماذا؟ لأنّ هناك دولة قامت باسم الشيعة(عائلة الصفويين) مع أنّ فقهاء الشيعة لم يعتبروها دولة دينية. ثم إنّه ألم تقم دول سنية باسم عوائل معينة كالأمويين والعباسيين والعثمانيين؟ أيصحّ أن نطلق على إخوتنا أهل السنة بأنهم أمويون أو عباسيون أو عثمانيون، مع أن أكثر علماء السنة وافقوا هذه الدول واتبعوا حكّامها؟! أليس أكثرُ الدول الآن تحكمها عائلات سنية؟

أتباع ولاية الفقيه:

مما يُعيَّر به الشيعة أنهم أتباع ولاية الفقيه، أي أنهم يتبعون الفقهاء العدول، فهل هذه جريمة يصحُّ أن يعيِّر بها مسلمٌ مسلماً؟! أليس على المسلم اتّباع الفقهاء العدول الزاهدين في الدنيا؟!

ولكن العجب ممن يطلق هذه الأمور وهو من أتباع ولاية السفيه، فعندما تسأله هل تجب طاعة الحاكم (سواء كان عادلاً أم فاسقاً أو حتى محاربا للإسلام)، فإنه سوف يجيبك نعم، صونا للمجتمع من الفوضى والفساد؟!!

دور المعارضة السنية

ولا بدّ أن نؤكّد على الدور المهم للمعارضة المنتمين للطائفة السنية -رغم عدم حبنا لهذا المصطلح، ولكن لأجل البيان- فإنّ أول معتقل في ثورة 14 فراير هو من الطائفة السنية، وأن القيادي الوحيد من الجمعيات التي طالبت بالملكة الدستورية قد اعتقل وحكم عليه بالسجن هو من الطائفة السنية، وأن من ضمن الطبيبات المعتقلات بسبب معالجة الجرحى هي من الطائفة السنية،…الخ.

طائفية النظام

ونحن نرى بالعكس تماما فإنّ الذي يستحق الاتهام بالطائفية هو النظام، فإن العائلة الحاكمة من طائفة معينة تقرب أهل طائفتها في كل شيء دون استحقاق أو مبرر، والطائفة الشيعية محرّم عليها الوزارات السيادية، والمراكز الحكومية المهمة، والجيش والدفاع، والشرطة،…الخ.

تحريف العقيدة الإسلامية:

وأريدُ في هذه النقطة التركيز على عقيدة مهمة أعتقد بأنّها هي السبب وراء تخلف الأمة طوال هذه المدة الطويلة، وهي عقيدة (طاعة ولي الأمر) التي كانت متركزة في أذهان المسلمين، وحيث أنّهم مسلمون ولا يخالفون الإسلام فإنّهم يرون أنّ الخروج على الحاكم وإن كان ظالما فاسقاً يعتبر ذنباً كبيراً.

والغريب في الأمر أنّ الإمامة عند عامة المسلمين(غير أتباع أهل البيت (عليهم السلام)) تعتبر من الفروع لا الأصول، ولكن مسألة وجوب طاعة ولي الأمر يتعاملون معها على أنها أصل لا يمكن تجاوزه، ويعللون حرمة الخروج على الحاكم بأن الخروج عليه يسبب الفوضى والاضطراب، والهرج والمرج(11). بينما الصحيحُ هو أنّ الفوضى والفساد والظلم سببه هو ترك الحاكم يفعل ما يشاء من دون الإنكار عليه والوقوف في وجهه. والحكام أنفسهم هم الذين كانوا يؤكدون على هذه العقيدة من خلال علماء البلاط لضمان السيطرة على الأمة والأمن من غضبها، والأمة حينئذ تدفع ثمن غفلتها وسباتها العميق، طوال هذه المدة الطويلة.

وما يجري الآن من ثورات لم يكن ليحدث لو تمسك الناس بهذه العقيدة الفاسدة، وهذا يعني أن المسلمين يعيشون “صحوة إسلامية حقيقية”، اضطرّ من خلالها علماء الدين من تجويز الخروج على الحاكم الظالم ولكن في الوقت المتأخر.

الدين أفيون الشعوب؟!

حاول الأعداء خصوصا الغرب أن يشوهوا صورة الإسلام الحقيقي الذي جاء به رسول (صلّى الله عليه وآله)، فحصروا الدين في مجموعة تتسمى بالإسلام والدفاع عنه وهي لا تعرف منه إلا الظاهر وكان ذلك لتضليل عوام المسلمين، روي عن إمامنا الصادق (عليه السلام) أنه قال: «قطع ظهري اثنان: عالم متهتك، وجاهل متنسك، هذا يصدّ الناس عن علمه بتهتكه، وهذا يصدّ الناس عن نسكه بجهله»(12).

فالفكر السلفي المتشدد إنما جاءت به المخابرات البريطانية عندما كانت هي الدولة العظمى في العالم، واختارت أقدس البلدان عند المسلمين(الحجاز)، ولا زال هؤلاء يحاربون الإسلام باسم الإسلام، ونراهم لحدّ اليوم يؤكدون على حرمة الخروج على النظام الظالم الفاسق، بينما يجوزون ذلك في أماكن أخرى(سوريا) حسب مصلحة أعداء الأمة.

وعندما يقال بأن “الدين أفيون الشعوب” فهو صحيح إذا كان المقصود به دين هؤلاء الذين يمكِّنون لأعداء الأمة من السيطرة عليها، وأما الدين الحقيقي فإنه جاء من جديد ليقول للعالم بأن الدين عزةٌ للشعوب وكرامةٌ لها وهادي لها، وأن الدين لا يقبل بالظلم أو الجور أو التعدي.

وأما في البحرين

وفي البحرين الحبيبة فإنّ هذا الفكر الضال غير موجود إلا في فئة قليلة؛ لأنّ أغلبية شعب البحرين كما قدمنا هم من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) الذين يعتقدون بأنّ الحاكم الظالم ليس ولياً للأمر، وإنما الولي والحاكم الشرعي هو الفقيه العادل البصير بأمور الدين والدنيا، وهذا ربما يفسر لنا الهجمة الشرسة على ثورة البحرين، وتغاضي الغرب بل ومشاركته في قمع ثوار البحرين بما لم يحصل في أي بلد آخر.

وقد استخدم النظام في البحرين والغرب هذه العقيدة لثني الأخوة السنة عن المشاركة مع إخوانهم الشيعة في هذه الثورة المباركة، ولم ينجح في ذلك، وإن كان للأسف الشديد قد تأثر البعض منهم بذلك.

الخاتمة

إن ما نشهده من ثورات الشعوب الإسلامية ناتج من تسلط البعيدين عن الإسلام، وهذه الشعوب بعد أن جرّبت كثيراً من الأنظمة المختلفة رأت بأن لا بديل عن الإسلام، فالإسلام هو الحل، وهو وحده يمكن أن يُرجِع العزّة والكرامة المسلوبتان إلى المسلمين، وهو وحده الذي يمكن أن ينشر العدل والمساواة، وينشر الأمن والأمان. وفي قبال ذلك هناك مشروع مضادٌّ تقوده أنظمة ظالمة متسلطة، لا تريد الخير للمسلمين، فراحت تتآمر عليهم وعلى إسلامهم لتضمن مصالحها الضيقة، وإذا كانت في السابق تتستر على عوام الناس فإنها الآن تتحرك في وضح النهار، فأصبحت عمالتها للغرب الكافر واضحة للجميع.

نسأل الله تعالى أنْ يقطعَ دابر المفسدين، وأن يمنَّ على جميع المسلمين بالنصر العاجل المؤزر، إنه هو القوي العزيز، وهو العليم الحكيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

المصادر والهوامش

  • (1) صحيفة الوسط البحرينية- الأحد، 22/2/2012م.
  • (2) صحيفة الوسط البحرينية، الاثنين، 30/1/2012م.
  • (3) البقرة: 194.
  • (4) المائدة: 28.
  • (5) خطبة الجمعة (487) 26 صفر 1433هـ – 20/1/2012م.
  • (6) البحار، ج45، ص21.
  • (7) هود: 18.
  • (8) النساء: 58.
  • (9) آل عمران: 64.
  • (10) الحجرات: 13.
  • (11) يقول الفخر الرازي: “الحكم الرابع: للملك أنه يجب على الرعية طاعته فإن خالفوه ولم يطيعوه وقع الهرج والمرج في العالم وحصل الاضطراب والتشويش ودعا ذلك إلى تخريب العالم وفناء الخلق” تفسير الرازي، سورة الحمد، ج1، ص239.
  • (12) البحار، ج1، ص208.
  • (13) التوبة: 32.
المصدر
مجلة رسالة القلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى