ثقافة

بحث مختصر حول ليلة القدر

المقدمة

قال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. تكفي هذه الآيات المباركة في بيان فضل ليلة القدر، وما تحتله من أهمية عظيمة عند الباري (عزَّ وجلَّ)، ولذلك لا تحيى ليلةٌ طوال العام كما تحيى هـذه الليلة، وفيـها تتواجد كلُّ فئات المجتمع، رجالاً ونساء،

صغاراً وكباراً، فقراء وأغنياء، الكل يترقب هذه الليلة، والسعيد والمحظوظ من وفّق لإحيائها، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه صلوات الله عليهم قال: «قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): إنّ الله (عزَّ وجلَّ) اختار من الأيام الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختارني على جميع الأنبياء، واختار مني علياً، وفضّله على جميع الأوصياء، واختار من عليّ الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل المضلين، تاسعهم قائمهم و(هو) ظاهرهم وهو باطنهم»(1).

نحاول في هذه المقالة معرفة بعض الجوانب المتعلقة بهذه الليلة، والكلام في أمور عديدة:

الأمر الأوّل: ما هي ليلة القدر؟

هي الليلة التي أُنزل فيها أشرفُ الكتب السماوية على أشرفِ الخلائق أجمعين (صلَّى الله عليه وآله)، بواسطة أشرف الملائكة (عليه السلام): {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ}(2)، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}(3)، فأيّ عظمة تحملها هذه الليلة، وظاهر الآية الثانية كون هذه الليلة مباركة في حدِّ نفسها، ولذلك اختيرت لنزول القرآن فيها، لا أنَّها إنَّما صارت مباركة بعد النزول.

ويقول صاحب الميزان (رحمه الله): “والظاهر أنّ المراد بالقدر التقدير فهي ليلة التقدير يقدّر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها من قابل”(4).

وهذا هو الوارد عن إمامنا الباقر (عليه السلام) حيث يقول: «يُقدّر في ليلة القدر كلُّ شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل، خير وشر، وطاعة ومعصية، ومولود وأجل أو رزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم، ولله (عزَّ وجلَّ) فيه المشيئة»(5).

الأمر الثاني: الآراء في تحديد ليلة القدر المباركة؟

أغلب الروايات لم تحدد ليلة القدر، وإنَّما رددتها بين عدة ليالي، والقدر المتفق منه هو كونها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وأنّها ليلة إفراد، يقول الشيخ الطوسي (رحمه الله): “وليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان بلا خلاف، وهي ليلة الإفراد بلا خلاف. وقال أصحابنا هي إحدى الليلتين؛ إما ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين، وجوز قومٌ: أن يكون سائر ليالي الإفراد إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين وتسع وعشرين”(6)، وبعض الروايات ذكرت أيضاً ليلة التاسع عاشر.

وكثير من الروايات رددتها بين ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، فعن حسان بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «سألته، عن ليلة القدر فقال: التمسها ليلة إحدى، وعشرين وليلة ثلاث وعشرين»”(7).

ولكن الشيخ الصدوق (رحمه الله) نقل الاتفاق على أنَّها ليلة الثالث والعشرين(8)، وهذا ما يمكن الركون إليه من خلال مجموعة من الروايات، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): «ليلة ثلاث وعشرين، الليلة التي يفرق فيها كلُّ أمر حكيم، وفيها يكتب وفد الحاج، وما يكون من السنة إلى السنة»(9).

وروى الصدوق في الفقيه عن زرارة عن أحدهما (عليهما السلام) قال: «سألته عن الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان؟ فقال: ليلة تسع عشرة، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وقال: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني، وحديثه أنّه قال لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله): إنّّ منزلي ناء عن المدينة، فأمره بليلة ثلاث وعشرين»، قال مصنف هذا الكتاب (رحمه الله): “واسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري”(10).

وبعض الروايات تجمع بين الليالي الثلاث فتعطي كلَّ ليلة وظيفة معينة، وكأنَّ الليلتين التاسعة عشر والواحدة والعشرين ممهدتان لليلة القدر التي هي الثالث والعشرون، فعن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «التقدير في ليلة تسع عشرة، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين»(11).

وأما عن رأي العامة فقد قال العلامة الطباطبائي في الميزان: “وأما من طرق أهل السنة فقد اختلفت الروايات اختلافاً عجيباً يكاد لا يضبط، والمعروف عندهم أنَّها ليلة سبع وعشرون فيها نزلت القرآن، ومن أراد الحصول عليها فليراجع الدر المنثور وسائر الجوامع”(12).

الأمر الثالث: لماذا إخفائها؟

من الواضح لمن يقرأ الروايات المتعددة في ليلة القدر أنّ هناك تعمداً في إخفائها عن النّاس، وترديدها بين عدّة ليالي، ونذكر هنا بعض الروايات:

1- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر»(13).

نجد هنا الإمام (عليه السلام) يعين الليلة التي نزل فيها كلُّ كتاب سماويّ، ولكن عندما يصل إلى ليلة القدر يسكت عنها، ويكتفي بذكر أنّها نزلت في (ليلة القدر).

2- عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «سألته عن ليلة القدر قال: هي ليلة إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، قلت: أليس إنّما هي ليلة؟ قال بلى، قلت: فأخبرني بها فقال: وما عليك أن تفعل خيراً في ليلتين»(14). فرغم إصرار زرارة (وما أدراك ما زرارة)، لم يحدد له الإمام (عليه السلام) ليلة القدر.

3- في احتجاج للإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية: «فقال معاوية: يا أبا محمّد أخبرنا عن ليلة القدر، قال: نعم عن مثل هذا فاسأل، إن الله خلق السماوات سبعاً والأرضين سبعاً والجن من سبع والإنس من سبع فتطلب من ليلة ثلاث وعشرين إلى ليلة سبع وعشرين، ثم نهض (عليه السلام)» (15).

ولا يستطيع أحدٌ غير المعصوم (عليه السلام) أن يجزم بليلة القدر، نعم قد يحصل ظنٌ قوي أو اطمئنان بها، فيأتي السؤال: لماذا أخفيت ليلة القدر عن النّاس مع الحثِّ على إحيائها لما لها من عظمة عند الله تعالى؟ وبعبارة أخرى، مع حثّ الشارع على ضرورة إحيائها وعدم تفويتها يغيبها عن النّاس، كيف الجمع بين هذين الأمرين؟

والجواب أولا: وردت روايات عدة يمكن استفادة بعض العلل والحكم من عدم تحديد ليلة القدر:

منها: ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): أنّه قال: «إنَّ رسول  (صلَّى الله عليه وآله)لمّا انصرف من عرفات، وسار إلى منى، دخل المسجد، فاجتمع إليه النّاس يسألونه عن ليلة القدر، فقام (صلَّى الله عليه وآله) خطيباً فقال بعد الثناء على الله (عزَّ وجلَّ): أمّا بعد فإنّكم سألتموني عن ليلة القدر، ولم أطوها عنكم لأنّي لا أكون بها عالماً، اعلموا أيّها النّاس: أنّه من ورد عليه شهر رمضان، وهو صحيح سوى، فصام نهاره، وقام ورداً من ليله، وواظب على صلاته، وهجر إلى جمعته، وغدا إلى عيده، فقد أدرك ليلة القدر، وفاز بجائزة الرب. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فاز والله بجوائز ليست كجوائز العباد»(16).

ومنها: ما رواه الكليني عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: «كنت عند أبي عبد الله  (عليه السلام)فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟ فقال: في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فإن لم أقو على كلتيهما؟ فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب قلت: فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني؟ فقال: إن ذلك ليقال، قلت: جعلت فداك إن سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج، فقال لي: يا أبا محمّد، وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل، فاطلبها في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وصلّ في كلّ واحدة منهما مائة ركعة، وأحيهما إن استطعت إلى النور، واغتسل فيهما، قال: قلت: فإن لم أقدر على ذلك وأنا قائم؟ قال: فصل وأنت جالس، قلت: فإن لم أستطع؟ قال: فعلى فراشك، لا عليك أن تكتحل أول الليل بشيء من النّوم، إنَّ أبواب السماء تفتح في رمضان، وتصفد الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) المرزوق»(17).

وهنا يصرُّ الإمام (عليه السلام) على عدم تعيين ليلة القدر، والظاهر أنَّ الحكمة هو أن يقوم العبد في أكثر من ليلة، وهذا ما ذكر في رواية أخرى نقلها المجلسي عن ابن أبي حديد عن ابن عرادة قال: «قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): أخبرنا عن ليلة القدر؟ قال: ما أخلو من أن أكون أعلمها فأستر علمها، ولست أشك أنّ الله إنَّما يسترها عنكم نظراً لكم، لأنّكم لو أعلمكموها عملتم فيها وتركتم غيرها، وأرجو أن لا تخطئكم إن شاء الله»(18).

وهذا المعنى ذكره الشيخ الطوسي (قدِّس سرُّه) في تفسيره حيث قال: “وإنّما لم تعيّن هذه الليلة ليتوفر العباد على العمل في سائر الليالي”(19).

ولعل هذا ما قصده الشيخ ناصر مكارم (حفظه الله) في تفسيره حيث قال: “الاعتقاد السائد أنّ اختفاء ليلة القدر بين ليالي السنة، أو بين ليالي شهر رمضان المبارك يعود إلى توجيه النّاس إلى الاهتمام بجميع هذه الليالي، مثلما أخفى رضاه بين أنواع الطاعات كي يتّجه النّاس إلى جميع الطاعات، وأخفى غضبه بين المعاصي، كي يتجنّب العباد جميعها، وأخفى أحباءه بين النّاس كي يحترم كل النّاس، وأخفى الإجابة بين الأدعية لتقرأ كل الأدعية، وأخفى الاسم الأعظم بين أسمائه كي تعظم كل أسمائه، وأخفى وقت الموت كي يكون النّاس دائماً على استعداد. ويبدو أنّ هذا دليل مقبول”(20).

ثانياً: ذكر العلامة الطباطبائي (قدِّس سرُّه) وجها آخر فقال: “وإنّما لم يعين تعظيماً لأمرها أن لا يستهان بها بارتكاب المعاصي”(21).

وثالثا: لا شكَّ في أنّ إدراك الثواب يحتاج إلى جهد، فيحتمل أنّ الشارع المقدّس يريد امتحان المؤمنين في جدّهم وحرصهم على إدراك هذه الليلة، وأمَّا غيرُ المهتم بإدراكها فلا يستحقّ أنْ يعطى فضلها وثوابها، فتكون ليلة القدر حينئذ خاصّةً بالمؤمنين المجتهدين في طلبها، والله العالم بحقائق الأمور.

الأمر الرابع: هل توجد مثل ليلة القدر في غير هذه الأمة؟

قال صاحب تفسير الأمثل (حفظه الله): “روايات متعددة تصرّح أنّ هذه الليلة من المواهب الإلهية على هذه الأمّة، وعن النبيّ  (صلَّى الله عليه وآله) قال: «إنّ الله وهب لأمتي ليلة القدر لم يعطها من كان قبلهم»(22). وفي تفسير الآيات التي نحن بصددها روايات تؤيد ذلك أيضا”(23).

أقول: الرواية المذكورة مروية من طرق العامة، مع أنّه قد يكون المراد منها هو معرفتهم بها، لا أنّها غير موجودة أصلاً، فالأمّة المرحومة اختصّها الله تعالى بمعرفة ليلة القدر ولو إجمالاً، دون الأمم السابقة.

ويؤيد هذا الأمر أنَّ ظاهر الآيات التي تتكلم عن ليلة القدر كقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}(24)، هو أنّ الله تعالى اختار أفضل ليلة لتنزيل القرآن الكريم، وهذا يقتضي وجودها سابقاً، لا أنّه بنزول القرآن وجدت ليلة القدر.

وقد نقل الطبرسي في تفسيره، والمجلسي في بحاره، عن أبي ذر (رضيَّ الله عنه) أنّه قال: «قلت: يا رسول الله ليلة القدر شيءٌ يكون على عهد الأنبياء ينـزل فيها عليهم الأمر فإذا مضوا رفعت؟ قال: لا، بل هي إلى يوم القيامة»(25).

وهنا لم ينفِ النبي (صلَّى الله عليه وآله) ما ذكره أبو ذر من وجود ليلة القدر عند الأنبياء السابقين، بل نفى ارتفاعها برحيلهم، بل ظاهرها أنّ أبا ذر كان مُسلَّم عنده وجود ليلة القدر في زمن الأنبياء (عليهم السلام)، وإنما شكُّه في التفاصيل، والله العالم.

وأوضح من ذلك ما رواه الكليني عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) حيث قال: «وأيم الله لقد نزل الروح والملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم، وأيم الله ما مات آدم إلا وله وصي، وكلّ من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وأيم الله إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه، من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمّد (صلَّى الله عليه وآله) أن أوصِ إلى فلان»(26).

الأمر الخامس: إحياء ليلة القدر

ليلة بهذه العظمة لا بدّ أن يُحثّ على إحيائها، ولا بدَّ من أن يكون أئمة الهدى (عليهم السلام) أوّل النّاس وأحرصهم على ذلك، كيف لا وهم يحيون الليل طوال السنة فكيف بأفضل ليلة؟

هناك روايات كثيرة تؤكّد على إحياء هذه الليلة المباركة، منها: عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «من أحيى ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكائيل البحار»(27). وعن الإمام أبي الحسن الكاظم (عليه السلام): «من اغتسل ليلة القدر وأحياها إلى طلوع الفجر خرج من ذنوبه»(28).

وفي مضمرة سماعة بن مهران قال: سألته: «…وفي ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين يصلي في كلّ واحدة منهما إذا قوي على ذلك مائة ركعة سوى هذه الثلاثة عشرة ركعة، وليسهر فيهما حتى يصبح، فإنّ ذلك يستحب أن يكون في صلاة ودعاء وتضرع، فإنّه يرجى أن يكون ليلة القدر في إحداهما»(29).

وتقدّم قولُ الإمام الصادق (عليه السلام) لأبي بصير: «يا أبا محمّد…وصلّ في كلّ واحدة منهما مائة ركعة، وأحيهما إن استطعت إلى النور، واغتسل فيهما، قال: قلت: فإن لم أقدر على ذلك وأنا قائم؟ قال: فصلّ وأنت جالس، قلت: فإن لم أستطع؟ قال: فعلى فراشك، لا عليك أن تكتحل أول الليل بشيء من النوم، إنَّ أبواب السماء تفتح في رمضان، وتصفد الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) المرزوق».

ويظهر من هذه الرواية أنّ استحباب الإحياء يبدأ من أوّل الليل إلى مطلع الفجر، ولكن إذا لم يتمكن من ذلك، فالأفضل هو إحياء القسم الأخير من الليل، وهذا لعلّه ليس مختصّاً بشهر رمضان، فصلاة الليل مثلا كلّما أديت قريب الفجر كان أفضلاً. وأمّا ما هي الأعمال التي تحيى فيمكن مراجعة مفاتيح الجنان للمحدّث القمي (رحمه الله).

عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن آبائه: «أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) نهى أن يغفل عن ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، أو ينام أحد تلك الليلة»(30).

وفي كتاب فقه الرضا (عليه السلام) (المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام)): «وإن استطعت أن تحيي هاتين الليلتين إلى الصبح فافعل، فإنّ فيها فضل كثير، والنّجاة من النّار، وليس سهر ليلتين يكبر فيما أنت تؤمل. وقد روي: أنّ السهر في شهر رمضان في ثلاث ليال: ليلة تسعة عشر في تسبيح ودعاء بغير صلاة، وفي هاتين الليلتين أكثروا من ذكر الله جل وعز، والصلاة على رسوله (صلَّى الله عليه وآله) وسلم، وفي ليلة الفطر»(31).

الأمر السادس: كيف كانت تحيى ليلة القدر في عصر المعصومين (عليهم السلام)؟

لم تسعفنا المصادر لمعرفة ما كان يقوم به أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في ليلة القدر، ولكن من خلال ما ورد عنهم من الحثّ على أعمال معينة يمكن استفادة أنّهم يقومون بذلك، كصلاة مائة ركعة، وقراءة بعض السور الخاصة، والدعاء والتضرع وما شاكل.

نعم هناك بعض الروايات تشير إلى شيء من ذلك، فقد ذكر في دعائم الإسلام عن علي صلوات الله عليه: «أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)كان يطوى فراشه ويشدّ مئزره في العشر الأواخر من شهر رمضان. وكان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين، وكان يرشُّ وجوه النّيام بالماء في تلك الليلة. وكانت فاطمة (عليها السلام) لا تدع أحداً من أهلها ينام تلك الليلة، وتداويهم بقلّة الطعام وتتأهّب لها من النّهار، وتقول: محروم من حرم خيرها»(32).

وعن الفضيل بن يسار: “كان أبو جعفر (عليه السلام) إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين أخذ في الدعاء حتى يزول الليل، فإذا زال الليل صلى”(33). وظاهر الرواية استمرار الإمام (عليه السلام) على هذا الأمر في كلّ عام، وأنّه كان بمنظر من أصحابه (عليه السلام)، وليس في مكان خاصّ.

وعن محمّد بن أحمد بن مطهر: «أنّه كتب إلى أبي محمّد (عليه السلام) يخبره بما جاءت به الرواية: أنّ النّبي (صلَّى الله عليه وآله) كان يصلّي في شهر رمضان وغيره من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر، فكتب (عليه السلام): فضّ الله فاه، صلّى من شهر رمضان في عشرين ليلة؛ كلّ ليلة عشرين ركعة ثماني بعد المغرب، واثنتي عشرة بعد العشاء الآخرة، واغتسل ليلة تسع عشرة، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وصلّى فيهما ثلاثين ركعة؛ اثنتي عشرة بعد المغرب، وثماني عشرة بعد عشاء الآخرة، وصلّى فيهما مائة ركعة، يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد عشر مرات، وصلّى إلى آخر الشهر كلّ ليلة ثلاثين ركعة كما فسرّت لك»(34).

الأمر السابع: ليلة القدر والإمامة

وردت روايات كثيرة جداً تربط بين ليلة القدر وبين الإمامة، مثلاً روى الصدوق أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) قال لأصحابه: «آمنوا بليلة القدر إنَّها تكون لعلي بن أبي طالب وولده الأحد عشر من بعدي»(35). وفي الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «يا معشر الشيعة خاصموا بسورة {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} تحلجوا، فوالله إنها لحجَّة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله  (صلَّى الله عليه وآله)وإنّها لسيدة دينكم، وإنّها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب‍ـ {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}؛ فإنّها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ}»(36).

فما هو سرُّ هذه الليلة؟ وكيف يستدلّ بها على الإمامة؟

الجواب في نفس روايات المعصومين (عليهم السلام)، حيث أشارت بعضها إلى أنَّ تنزّل الملائكة في ليلة القدر يقتضي وجود شخص (منزَّل عليه)، وهو رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في حياته، والأئمة (عليهم السلام) بعد رحيله، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان علي (عليه السلام) كثيرا ما يقول (ما) اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وهو يقرأ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} بتخشّع وبُكاء فيقولان: ما أشدَّ رقتُّك لهذه السورة؟ فيقول رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): لما رأت عيني ووعا قلبي، ولما يرى قلب هذا من بعدي فيقولان: وما الذي رأيت وما الذي يرى قال: فيكتب لهما في التراب: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}، قال: ثم يقول: هل بقي شيء بعد قوله (عزَّ وجلَّ): {كُلِّ أَمْرٍ} فيقولان: لا، فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك؟ فيقولان: أنت يا رسول الله، فيقول: نعم، فيقول: هل تكون ليلة القدر من بعدي؟ فيقولان: نعم، قال: فيقول: فهل ينزل ذلك الأمر فيها؟ فيقولان: نعم، قال: فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندري، فيأخذ برأسي ويقول: إن لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي، قال: فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول (صلَّى الله عليه وآله) من شدّة ما يداخلهما من الرعب»(37).

وفي بيان آخر للاستدلال عن مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) حيث يستدلّ على العصمة والإمامة بالأمر المحكم الذي ينزل ليلة القدر والذي لا اختلاف فيه، فمن جاء بشيء فيه اختلاف فهو دليل على عدم عصمته، ومن جاء بأمر لا اختلاف فيه فهو المعصوم الذي يأخذ عن الله تعالى، قال (عليه السلام): «قال الله (عزَّ وجلَّ) في ليلة القدر:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}، يقول: ينزل فيها كلّ أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين، إنّما هو شيء واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف، فحكمه من حكم الله (عزَّ وجلَّ)، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت، إنّه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفي أمر النّاس بكذا وكذا، وإنّه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله (عزَّ وجلَّ) الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر، ثمّ قرأ: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}»(38).

وفي بيان ثالث يذكره مولانا زين العابدين (عليه السلام) حيث يقول: «{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وقال في بعض كتابه: {وَمَا محمّد إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} يقول في الآية الأولى: إنّ محمّدا حين يموت، يقول أهل الخلاف لأمر الله (عزَّ وجلَّ): مضت ليلة القدر مع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنّه إن قالوا: لم تذهب، فلابدَّ أن يكون لله (عزَّ وجلَّ) فيها أمر، وإذا أقرّوا بالأمر لم يكن له من صاحب بد»(39). وهذا المضمون قريب من مضمون الرواية الأولى؛ لأنّ من يسلّم أنَّ ليلة القدر باقية إلى يوم القيامة، لا بدَّ من أن يسلّم بوجود شخص تتنزل عليه الملائكة من كل أمر.

ويمكن استفادة عدة أمور من ليلة القدر فيما يرتبط بالإمامة:

الأمر الأول: أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة؛ لأنّ ليلة القدر باقية إلى يوم القيامة، ولا بدّ لها من صاحب.

الأمر الثاني: عصمة هذا الشخص الذي يتلقّى الأمور مباشرة من الملائكة.

الأمر الثالث: علمه الواسع والشامل لكلّ شيء، وهو ظاهر ما تقدم عنه (صلَّى الله عليه وآله) في الرواية الأولى المتقدمة حينما قال للرجلين: «هل بقي شيء بعد قوله (عزَّ وجلَّ): {كُلِّ أَمْرٍ}»، وتأتي روايات تدلّ على ذلك.

ما هو الأمر الذي ينزل في ليلة القدر؟

هناك مجموعة من الروايات تبيّن ما هو الشيء المنزل، وأنّه نور ينزل على الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، منها ما عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنا أنزلناه نور كهيئة العين على رأس النبي (صلَّى الله عليه وآله) والأوصياء لا يريد أحدٌ منّا علم أمر من أمر الأرض أو أمر من أمر السماء إلى الحجب التي بين الله وبين العرش إلا رفع طرفه إلى ذلك النور فرأى تفسير الذي أراد فيه مكتوبا»(40).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) أيضا قال: «سأل أبا عبد الله (عليه السلام) رجلٌ من أهل بيته عن سورة {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، فقال: ويلك سألت عن عظيم، إياك والسؤال عن مثل هذا، فقام الرجل، قال: فأتيته يوما فأقبلت عليه، فسألته، فقال: إنّا أنزلناه نور عند الأنبياء والأوصياء لا يريدون حاجة من السماء ولا من الأرض إلا ذكروها لذلك النور فأتاهم بها»(41).

وكما تقدم تدلّ هاتين الروايتين على علم الإمام (عليه السلام) الغير المحدود، وتدلّ على عصمته أيضاً؛ حيث إنّ منبعه صاف زلال لا اشتباه فيه.

ولعله لما تقدم يشير الإمام الصادق (عليه السلام) حيث يقول -بعد أن سأله رجل عن ليلة القدر، كانت أو تكون في كلِّ عام؟-: «لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن»”(42).

روايات أخرى في الإمامة

لا بأس بذكر بعضِ الروايات فيما يتعلّق بارتباط ليلة القدر بالإمامة، لأهميّة هذا الموضوع، وبعض هذه الروايات ترتبط بما مرّ:

1- رُوي أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس: «إنَّ ليلة القدر في كلِّ سنة، وأنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)»، فقال ابن عباس: من هم؟ قال:«أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون»(43).

2- عن المفضل بن عمر، قال: «ذكر عند أبي عبد الله  (عليه السلام) {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قال: ما أبين فضلها على السور. قال: قلت: وأي شيء فضلها؟ قال: نزلت ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها. قلت: في ليلة القدر التي نرتجيها في شهر رمضان. قال: نعم، هي ليلة قدّرت فيها السماوات والأرض وقدّرت ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها»(44).

3- عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «لو قرأ رجلٌ ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان  {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ألف مرَّة لأصبح وهو شديد اليقين بالاعتراف بما يختص به فينا، وما ذلك إلا لشيء عاينه في نومه»(45). ومن المعروف استحباب قراءة سورة القدر ألف مرة ليلة القدر، ويمكن للمؤمن (لانشغاله بأعمال ليلة القدر) أنْ يقرأها بداية الليل في ذهابه وإيابه، ويكون بذلك قد أدرك هذا المستحب.

4- وفي رواية طويلة عن الإمام الباقر (عليه السلام) جاء فيها: «لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أوّل ما خلق الدنيا ولقد خلق فيها أول نبي يكون، وأول وصي يكون، ولقد قضى أن يكون في كلّ سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد ردَّ على الله (عزَّ وجلَّ) علمه، لأنّه لا يقوم الأنبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة، مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل (عليه السلام)، قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة (عليهم السلام)؟ قال: أما الأنبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شكّ، ولا بدّ لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا أن تكون على أهل الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحبّ من عباده،… ثمّ قال أبو جعفر (عليه السلام): فضل إيمان المؤمن بحمله {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} وبتفسيرها على من ليس مثله في الإيمان بها، كفضل الإنسان على البهائم»(46). وهذه الرواية تحثّنا على تعلم معاني سورة القدر وتفسيرها.

الزهراء (عليها السلام) ليلة القدر:

ومن معاني ليلة القدر المباركة الذي يرتبط بالإمامة أيضاً هو تفسيرها بفاطمة الزهراء (عليها السلام)، كما جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام)، حيث قال في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}: «الليلة فاطمة، والقدر الله، فمن عرف فاطمة حقَّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنَّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها»(47).

فيكون معرفة ليلة القدر حقّ معرفتها من اختصاص المعصوم (عليه السلام)، كما هو الحال بالنسبة إلى الزهراء البتول (عليها السلام)، وكذلك كلّما تعرّف المؤمن على فاطمة (عليها السلام) يكون أقرب إلى إدراك ليلة القدر.

وروى الكليني عن الإمام الكاظم (عليه السلام) في جواب أحد النّصارى، في تفسير باطن قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}، قال (عليه السلام): «وأمّا الليلة ففاطمة»(48).

ومن الواضح لدى كلّ مؤمن دور الزهراء (عليها السلام) في الدفاع عن الإمامة، فعندما نتحدث عن الإمامة لا بدّ من أن نتحدث عنها (عليها السلام)، وهي (عليها السلام) التي تقول: «وإمامتنا أمانٌ من الفرقة»، حيث تنسب نفسها المباركة إلى الإمامة الإلهية، حيث الإمامة كمقام إلهي ومنزلة ربانية حازت عليه الزهراء (عليها السلام).

نسأل الله تعالى أن يزيد من معرفتنا بفاطمة الزهراء (عليها السلام)، وأن يوفقنا لإدراك ليلة القدر، إنّه على كل شيء قدير.

المصادر والهوامش

  • (1) كمال الدين، ص281.
  • (2) الشعراء: 192-194.
  • (3) الدخان: 3.
  • (4) الميزان، ج20، ص331.
  • (5) الكافي، ج4، ص157-158.
  • (6) التبيان، ج10، ص385.
  • (7) الخصال، ص519.
  • (8) حيث قال (رحمه الله): “واتفق مشايخنا (رضيَّ الله عنهم) على أنّها ليلة ثلاث وعشرين”، الخصال،ص519.
  • (9) الهداية للشيخ الصدوق، ص197.
  • (10) الفقيه، ج2، ص160-161.
  • (11) الكافي، ج4، ص159.
  • (12) الميزان، ج20، ص334.
  • (13) الكافي، ج4، ص157.
  • (14) التهذيب، ج3، ص58.
  • (15) تحف العقول، ص233.
  • (16) المقنعة للشيخ المفيد، ص308.
  • (17) الكافي، ج4، ص156-157، وقريب منه في التهذيب، ج3، ص58-59.
  • (18) البحار، ج94، ص5.
  • (19) التبيان، ج10، ص385.
  • (20) تفسير الأمثل، ج20، ص350.
  • (21) الميزان، ج20، ص333.
  • (22) الظاهر أن الرواية عامية عن أنس لم ترو في مصادرنا.
  • (23) الأمثل، ج20، ص351.
  • (24) الدخان: 3.
  • (25) تفسير مجمع البيان، ج10، ص406، البحار، ج25، ص97.
  • (26) الكافي، ج1، ص250-251.
  • (27) فضائل الأشهر الثلاثة، ص118.
  • (28) فضائل الأشهر الثلاثة، ص137.
  • (29) التهذيب، ج3، ص63.
  • (30) البحار، ج94، ص9.
  • (31) فقه الرضا (عليه السلام)، ص205.
  • (32) دعائم الإسلام للنعمان القاضي المغربي، ج1، ص282، مستدرك الوسائل، ج7، ص470.
  • (33) الكافي، ج4، ص155.
  • (34) نفس المصدر.
  • (35) الخصال، ص480.
  • (36) الكافي، ج1، ص249-250.
  • (37) الكافي، ج1، ص249.
  • (38) الكافي،ج1، ص 241.
  • (39) الكافي، ج1، ص249.
  • (40) بصائر الدرجات، ص462.
  • (41) بصائر الدرجات، ص300.
  • (42) علل الشرائع، ج2، ص388.
  • (43) الخصال للصدوق، ص479-480.
  • (44) معاني الأخبار، ص316.
  • (45) مصباح المتهجد للشيخ الطوسي، ص577.
  • (46) الكافي، ج1، ص250-251.
  • (47) البحار، ج43، ص6.
  • (48) الكافي، ج1، ص479.
المصدر
مجلة رسالة القلم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى